ماجدة الرومي.. صوفيّة في فاس
بالقفطان المغربي الزاهي وقفت الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي، في فضاء باب الماكينة، في سهرة أول من أمس، لتقدم مجموعة من اغانيها التي غلب عليها الطابع الوطني، وطعمت بأغاني الحب في اطار فعاليات الدورة الرابعة عشرة من «مهرجان الموسيقى العريقة» في فاس. ويقدم المهرجان الذي يحتفل هذا العام بمرور 1200 سنة على تأسيس العاصمة العملية والروحية للمملكة المغربية، عدداً من الفنانين العرب والأجانب وتختتم فعالياته مساء غد مع الفنان السعودي محمد عبده الذي يقدم عملاً جديداً صوفياً. وفي حضورها الثالث في المغرب حرصت ماجدة الرومي على اختيار أغانٍ من اعمالها تتوافق وشعار المهرجان الذي شيد لنفسه مكانة مهمة على خريطة المهرجانات الدولية الخاصة بالموسيقى الروحية فصدحت بصوتها العملاق تنشد الحياة والسلام والأوطان والحب. وقالت الرومي في مستهل حفلتها التي حضرها وفد ملكي تصدرته الأميرة للا مريم أخت الملك محمد السادس إن المغرب «هو القلب الرحوم الذي نفكر فيه والسلام الذي نحن محرومون منه» وتمنت استمرار الأعياد في المغرب. وحضر حفلة الجمعة جمهور كبير اشترى بطاقات أكثر مما يتسع له المكان في الهواء الطلق وقدمت الأوركسترا التي يقودها ايلي العليا مقطوعة موسيقية سبقت ظهور ماجدة الرومي على الخشبة بقفطان من تصميم مريم وزاني لتنطلق بعدها بأغنية «يا بلادنا نحنا ربينا». وعلى مدى اكثر من ساعتين وحيث رفع ايضاً شعار «المغاربة يحتفلون بتاريخهم» ادت الفنانة اللبنانية وبصحبة كورس مقتضب ونحو 15 موسيقياً ما يقارب ال20 أغنية. وقدمت ماجدة الرومي أغاني دينية صوفية مثل «يا نبع المحبة» ونشيد «أعطنا ربي» كما قدمت وللمرة الثانية بعد حفلتها في ساحة الشهداء في بيروت الاسبوع الماضي «أغنية السلام» الماخوذة عن قصيدة لمحمود درويش. وأهدت «اغنية السلام» للحياة كما قدمت اغنية «انشودة الحب» التي اختارت كلماتها من نص لجبران خليل جبران وأشارت الى ان كلماتها تلخص مسيرتها في الحياة. كما أدت عدداً من أغاني الحب التي اشتهرت بها من مثل «عم يسألوني عليك الناس» و«خدني حبيبي» وقدم بعض هذه الأغاني بتوزيع جديد. غير أن الجمهور الحاضر أمس في باب الماكينة تجاوب اكثر ما يكون مع اغنية «اعتزلت الغرام» التي صدرت في آخر اسطوانة لها عام 2006 وكذلك مع اغنية «كلمات»،وهي في فاس ايضاً كما في كل الأمكنة التي حضرت فيها غنت لبيروت من كلمات الشاعر نزار قباني. وعقدت ماجدة الرومي مؤتمراً صحافياً سبق حفلتها في فاس وقالت إن «المغرب بلد عزيز اتمنى ان آتي اليه كل سنة وأحيي الجمهور المغربي الذي احببته لحبه اغاني السلام الملتزمة وعشقه لكل ما هو جميل». واعتبرت صاحبة اغنية «عم بحلمك يا حلم يا لبنان» ان مهرجان فاس «يوحد بين القلوب ويقرب وجهات النظر ويكرس الاعتراف بالآخر وهذا شيء عظيم لم يستطع اي مهرجان موسيقي عربي بلوغه» لكنها ابدت أسفها على «استدعاء مهرجان فاس لعدد كبير من فناني الغرب في مجال الموسيقى الروحية على حساب نظرائهم من العرب». واكدت الرومي ان هدفها هو تحقيق المحبة بين الناس قائلة «أنا صوفية أحب سماع الموسيقى الروحية التي تبقى خير جليس للإنسان في ظل النعرات الطائفية، والتصوف غذاء للروح». وشنت الرومي هجوماً على التوجهات الفنية الرائجة اليوم والمحكومة بالقيم التجارية ما يعتبر معاكساً للابداع وشددت على انها ضد طريقة التصوير المعتمدة في بعض الكليبات الغنائية التي تصل الى حد «الاسفاف وتسخيف اللحن العربي والكلمات». واشارت الى أنها قريبة من الصوفية وتقرأ لكبار المتصوفة من أمثال جلال الدين الرومي والقديسة تيريزا دي افيلا والحلاّج وابن عربي وتسمع لكبار المطربين مثل أم كلثوم وعبدالوهاب واسمهان وعبدالحليم وفيروز «ارزة من ارزات لبنان» كما وصفتها، وشارل ازنافور واماليا رودريغز. واكدت أن اعمالها تشكل امتداداً للمدرسة اللبنانية في الموسيقى التي تمثلها فيروز ووديع الصافي وصباح ونصري شمس الدين وغيرهم. |
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news