معركة ساخنة تدور رحاها عبر الرسائل الإلكترونية، بدأت من خلال مجموعة من العاملين في معهد التكنولوجيا التطبيقية برأس الخيمة، ومازالت الأحداث مستمرة عبر ردود من مدرسين وأشخاص يعملون في المعهد، والقضية مرتبطة بخلاف إداري أو تنظيمي داخل المعهد، ولهذا صبت المجموعة التي وقّعت رسالتها الأولى بهذه التسمية جام غضبها على المدير، وكالت له من التهم، ما يجوز وما لا يجوز، وفي اليوم التالي تتابعت ردود المدافعين عن المدير، ووقعت بعض الرسائل بأسماء أصحابها، وأخفيت الأسماء عن رسائل أخرى. ما أردت أن أقوله هنا ليس مرتبطاً بالموضوع الأساسي، موضوع المعهد والخلاف الواضح، فهذا شأن الوزارة التي يتبعها المعهد، وهي وزارة التربية، والتي أصبحت مطالبة بالتدخل لإنهاء الخلاف أياً كانت أسبابه، وبأي شكل يحفظ المعهد وطلابه، وقد استشهدت بآخر الدسائس عبر «الإنترنت» لأبيّن كيف أصبحنا نستخدم هذه الوسيلة المتطورة جداً، والخادمة للباحثين والدارسين وأصحاب الحاجات، وكيف حولناها إلى ساحة للافتراء والكذب والتطاول.
فكل مَنْ يمارس عملية إرسال الرسائل الإلكترونية باسم وهمي، أو يفتح مدونة يطلق عليها ما يشاء من الأسماء المستعارة، ما هو إلا إنسان ناقص وعاجز عن مواجهة الحق، وقد صادف أن تلقيت في الأشهر الأخيرة مجموعة من الرسائل الملغومة، واحدة تتحدث عن فساد في جهة، وأخرى تتحدث عن تجاوز للصلاحيات من شخص معين في إدارة محددة، وثالثة تطعن في شرف أشخاص تسميهم بأسمائهم دون مراعاة لذمة أو دين، ورابعة تقذف النساء في شرفهن، وهكذا تتحول رسائل البريد الإلكتروني إلى وسيلة رخيصة لبثّ الأحقاد وزرع الكراهية، ونحن نتفرج، ولا نحرك ساكناً تجاه ما يحدث، ربما حتى لا ننشغل بقضايا شائكة مثل هذه، ولهذا مازلنا نطلق الحجج بأننا لا نستطيع أن نسيطر على «الإنترنت»، وهذا غير صحيح.
myousef_1@yahoo.com
|