إنجوان: جزيرة الانقلابات والتناقضات
بدأ الناخبون في جزيرة انجوان الواقعة في اتحاد جزر القمر التصويت أمس لانتخاب رئيس جديد. ويفترض ان تنهي هذه الانتخابات التي تجرى في 15 و29 الجاري الأزمة السياسية المفتوحة في انجوان منذ 2007، عندما تمرد الرئيس السابق محمد بكر للجزيرة والذي اطيح به أخيرا. ويعتمد اتحاد جزر القمر نظاما سياسيا معقدا، يتضمن وجود رئيسا للاتحاد وثلاثة رؤساء للجزر المشكلة له وهي موهيلي وإنجوان وموروني، من أجل إرساء الاستقرار في الأرخبيل. ويشهد اتحاد جزر القمر اضطرابات منذ سنوات، جراء خلاف بين الجزر الثلاث لهذا الارخبيل الفقير في المحيط الهندي، والتي اقامت كل منها مؤسساتها الخاصة وبين الدولة الاتحادية .علاوة على استمرار وجود جزيرة رابعة لاتزال تحت الإدارة الفرنسية وتطالب بها جزر القمر وهي مايوت.
ومنذ أن حصلت على الاستقلال من فرنسا عام 1975 شهدت جزر القمر نحو عشرين انقلابا عسكريا أو محاولة انقلابية، نجح أربعة منها، كان آخرها في .1999 ومنذ ذلك الحين كثرت المؤسسات في الأرخبيل الذي يضم 630 ألف نسمة، ويعدّ من الدول الأكثر فقرا في العالم. في 1997، انفصلت أنجوان عن اتحاد جزر القمر، وفي 1998 أقرّ الأنجوانيون دستورا انفصاليا، يعلن استقلال الجزيرة ويقرّ مؤسسات جديدة. وفي نهاية العام اندلعت أعمال عنف بين انفصاليين متنافسين في أنجوان، حيث تحول التوتر إلى حرب أهلية مصغرة أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى. في مارس 2008 قرر الاتحاد الإفريقي توفير دعم عسكري لعملية حكومة اتحاد جزر القمر، للإطاحة برئيس انجوان محمد بكر الذي لم تعترف جزر القمر ولا الاتحاد الإفريقي بإعادة انتخابه في يونيو.2007 وبعد الإطاحة به هرب بكر إلى فرنسا. وقبل أيام قضت محكمة استئناف في جزيرة لاريونيون الفرنسية في المحيط الهادي، بالسجن ثلاثة أشهر مع وقف التنفيذ على بكر، بتهمة الإقامة بطريقة غير شرعية في فرنسا، وحيازة واستيراد أسلحة. تكتسب جزيرة أنجوان أهمية استراتيجية واقتصادية بالنسبة لاتحاد جزر القمر، فالجزيرة تعدّ الأغنى من حيث مواردها وقدراتها الاقتصادية، إذ يعتمد اقتصادها على تصدير الفانيلا والزهور والزيوت العطرية، وتستقطب الجزيرة عددا كبيرا من السياح الأجانب وتشكل السياجة نسبة مهمة من الدخل القومي. وتعدّ أنجوان الميناء الرئيس لجزر القمر، وعليه فإنها تسيطر على طريق التجارة الدولية ولا سيما عبر قناة موزمبيق التي لا تزال حيوية لمسارات التجارة حول مناطق الجنوب الإفريقي. ومن ثم فإن جوهر الصراعات التي تشهدها الجزيرة، تتم من أجل السيطرة على الموارد الاقتصادية والمالية في أنجوان، وتتداخل المصالح الإقليمية في المنطقة، فقد أيدت فرنسا الانفصاليين خلال أزمة الانفصال عام1997، ولو بشكل غير مباشر، والسماح لهم باستخدام مايوت لغرض توفير الدعم اللوجيستي. ورغم الاستثمارات المحدودة في الجزر الثلاث، يظل الدور العربي في حل النزاع في انجوان متواضعا جدا، وفي المقابل زاد التركيز الأميركي على الجزر بوجه عام، نظرا لأهميتها الاستراتيجية، خاصة بعد أحداث 11 من سبتمبر. |
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news