شبح «كوردوبا» يهدِّد الألمان

ألمانيا تخشى الخروج مبكراً من «يورو 2008».  أ.ف.ب

يحلم المنتخب النمساوي عندما يلاقي جاره الألماني اليوم في فيينا في قمة حاسمة ضمن الجولة الثالثة والأخيرة من منافسات المجموعة الثانية لنهائيات بطولة أمم أوروبا لكرة القدم التي تستضيفها سويسرا حتى 29 يونيو الجاري، في تكرار «معجزة كوردوبا» عام 1978 في مونديال الأرجنتين بتحقيق فوز يضمن لها التأهل الى الدور ربع النهائي. فقبل 30 عاماً وتحديداً في 21 يونيو 1978 ضمن الدور الثاني للمونديال الارجنتيني نجح المنتخب النمساوي الملقب بـ«ناشيونالتيم» في تحقيق مفاجأة من العيار الثقيل بالفوز على غريمه التقليدي ألمانيا بطلة العالم وقتها 3-2 ليسجل اول فوز له على الالمان منذ 47 عاماً، علماً بأن النمسا كانت فقدت آمالها في بلوغ الدور نصف النهائي.


ولاتزال مجريات تلك المباراة المشهودة في ذاكرة ومخيلة جميع النمساويين. تقدمت ألمانيا بهدف لكارل هاينتس رومينغه في الدقيقة 19، وأدركت النمسا التعادل في الدقيقة 52 عندما سجل بيرتي فوغتس هدفاً بالخطأ في مرمى منتخب بلاده.

 

ومنح هانز كرانكل التقدم للنمسا في الدقيقة 66، وعادل بيرند هولتسنباين النتيجة بعد دقيقتين لألمانيا الغربية وقتها، لكن كرانكل فعلها مجدداً قبل دقيقتين من نهاية المباراة وسجل هدف الفوز للنمساويين.

 

وكلفت الخسارة الالمان عدم التأهل الى الدور نصف النهائي بعدما أنهوا الدور الثاني في المركز الثالث خلف هولندا المتصدرة وإيطاليا الثانية، و«معجزة كوردبا» أصبحت منتجاً تسويقياً في بطولة أوروبا 2008 في النمسا، كما ان صرخة فرح معلق الاذاعة النمساوية وقتها ايدي فيغر  «هدف - هدف - هدف! لقد اصبحت مجنوناً!» باتت اسطورية.

 

وكان مدرب النمسا الحالي جوزيف هيكرسبرغر ضمن تشكيلة منتخب بلاده التي تغلبت على ألمانيا في كوردوبا عام 1978، وهو حرص بواقعيته على تهدئة النفوس قبل المواجهة الحاسمة اليوم. وقال هيكرسبرغر «الاحداث التي حصلت قبل 30 عاماً لا تعتبر حجة الان. فوز كوردوبا يعود الى الماضي»، مذكراً بأن النمسا دفعت غالياً ثمن ذلك الانجاز لانها استندت إليه كثيراً.


ولم يستبعد هيكرسبرغر الجمعة الماضي حصول «معجزة فيينا» ليتخطى  في حجمه انجاز كوردوبا على الرغم من ان تصنيف النمسا حالياً 92 عالمياً، وقال: «نحن لا نفوز على المانيا الا مرات قليلة في كل قرن. هذه المرة امامنا فرصة تاريخية. نحن غير مرشحين في هذه البطولة لكن بدعم الجمهور تبقى آمالنا قائمة».

 

وفي حال نجحت النمسا في تكرار «معجزة كوردوبا» اي بالفوز على المانيا فإنها ستبلغ ربع النهائي، في حين يخرج الالمان خاليي الوفاض من البطولة. وسبق للنمسا ان تغلبت على المانيا 4-1 عام 1986 في مباراة ودية بمناسبة تدشين ملعب «براتر» الذي اصبح اسمه الآن «ارنست هابل» والذي سيحتضن مباراة اليوم، وذلك بفضل ثنائيتين لطوني بولستر ورينهارد كيناست الذي من المحتمل ان يكون ابن شقيقه رومان كيناست ضمن التشكيلة الاساسية للمنتخب النمساوي اليوم.

 

بيد أن مباراة كوردوبا تبقى «المرجع» الى درجة ان اداء هانز كرانكل في تلك المباراة تم اخراجه من طرف فنان سويسري هو ماسيمو فورلان. ففي 16 مايو الماضي لعب بمفرده في الملعب وعلى فترتين من 45 دقيقة ادى خلالها لمحاته الفنية مصحوبة بتعليق مذيع المباراة وقتذاك ايدي فيغر. وتابع اكثر من 3000 متفرج العرض من المدرجات. وقتها اعادت النمسا «معجزة كوردوبا».


     

تويتر