تغيير أسلوب العيش يعزز المناعة
التغييرات الشاملة في نمط العيش تقتضي تغييراً في النمط الغذائي. «أرشيفية»
رغم التقدم الكبير الذي أحرزه الإنسان في مجالات الحياة المختلفة، فإن ذلك لم يمنع معاناة ملايين البشر من أمراض مستعصية. ويرجع الخبراء الأسباب إلى النمط الذي يتبناه الكثير من الناس، ابتداء من الطعام غير الصحي الى قضاء فترات طويلة أمام الكمبيوتر أو التلفزيون.
وقال باحثون أميركيون إن تغييرات شاملة في نمط الحياة تشمل تناول وجبات ذات قيمة غذائية أفضل، والمزيد من التمرينات لن تساعد على تقوية البنية الجسمية فحسب، بل ستقود الى تغيرات سريعة وجذرية على المستوى الجيني ايضا.
وفي دراسة صغيرة راقب الباحثون 30 رجلا معرضين بدرجة ضعيفة للإصابة بسرطان البروستاتا قرروا الابتعاد عن العلاج التقليدى مثل الجراحة والإشعاع والعلاج بالهرمونات، وأجروا بدلا من ذلك تغييرات جذرية فى انماط حياتهم استغرقت ثلاثة اشهر، وشملت تناول وجبات غنية بالفواكه والخضراوات والحبوب والبقوليات ومنتجات الصويا، وكذلك تمرينات معتدلة مثل المشي لمدة نصف ساعة يوميا، وقضاء ساعة في التدريب على سبل التحكم في الضغط العصبي ومنها التأمل.
وكما كان متوقعا تراجع وزن المشاركين وتراجع ضغط الدم ولمسوا تحسنا في صحتهم، ولكن الباحثين وجدوا تغيرات عميقة اكثر، عندما اجروا مقارنة على انسجة حيّة مستأصلة من مرضى بالبروستاتا، قبل تغييرات نمط الحياة وبعدها، وعقب الأشهر الثلاثة سجل الرجال تغيرات في نشاط قرابة 500 جين.
وزاد نشاط الجينات المقاومة للأمراض، بينما تراجع عدد الجينات الداعمة للأمراض ومنها المسببة لسرطان البروستاتا والثدي. وترأس فريق البحث الدكتور دين اورنيش رئيس معهد ابحاث الطب الوقائي في سوساليتو بولاية كاليفورنيا، وأحد ابرز المدافعين على ضرورة تغيير نمط الحياة لتحسين الصحة.
وذكرت دراسة أخرى أن الشراهة والافراط في تناول الكحول والاستلقاء لفترة طويلة في الشمس من العوامل الرئيسة التي تؤدي إلى الاصابة بشكل كبير بالسرطان.
وقالت الدراسة الصادرة عن مركز أبحاث السرطان في بريطانيا إن الاصابة بمرض الميلانوما أحد أكثر أنواع سرطان الجلد خطراً، ارتفعت بنحو 40% خلال العقد الماضي.
وذكرت مصادر إعلامية أن سرطان الفم الذي له علاقة بالتدخين وشرب الكحول ازداد بنسبة الربع تقريباً. وقال باحثون إنه بالامكان منع الاصابة بنحو نصف الامراض السرطانية عن طريق تغيير أسلوب الحياة، مشيرين إلى أن معدلات سرطان الكلى والرحم، كلاهما له علاقة بالبدانة، ازدادت بشكل كبير خلال العقد الماضي.
ويقول الباحثون ان باستطاعة الجميع تقليص احتمال الاصابة بالسرطان عن طريق تجنب التدخين والسمنة والتقيد بحمية متوازنة وتناول المزيد من الفاكهة والخضار والألياف وممارسة الرياضة باستمرار.
ذكر أن دراسات سابقة أكدت ان تغيير نمط الحياة يمكن ان يكون حاسما في اطالة عمر الناس الذين يحاربون السرطان، بالاضافة الى انه مهم في خفض خطر الاصابة ببعض الأنواع الأخرى من السرطان. وركزت تلك الدراسة على التأثير المشترك للغذاء والتدريبات البدنية في اطالة عمر النساء اللاتي نجون من سرطان الثدي، بدلا من بحث تأثير كل منها على حدة. غ «ساينس ديلي»، وكالات |
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news