درس «البوم»
وعلى الرغم من تباين الآراء حول ما نشر، وبعيداً عن التفاصيل الدقيقة، فمن الضروري ألا ننصرف عن القضية الأساسية التي فجرتها قضية البوم، ومن قبله المحافظ الخاصة غير المرخصة في أبوظبي، وهي لماذا نجح البوم ورفاقه في ما فشلت فيه بنوك عاملة في الدولة؟ ولماذا آمن الناس بكل سهولة ووثقوا بالمحافظ الخاصة، وسلموها ملايين الدراهم لاستثمارها، في حين أن بعضهم لا يعلم عن الشركة سوى أنها شركة يملكها عابد البوم؟
وبعيداً عن قضية الطمع ورغبة الجميع في الربح الوفير دون بذل الجهد، وهي آفة أصبحت تهدد أموال صغار المدخرين في الإمارات، وإذا تجاهلنا الخسائر التي تحققت في سوق الأسهم التي جاءت للسبب السابق، فإن الحقيقة التي لا يمكن إغفالها هي أن الأمر يتطلب وقفة من قبل القائمين على شؤون اقتصاد الدولة، وبالتحديد من قبل المصرف المركزي ووزارة الاقتصاد.
أما عن أسواق الأسهم التي تعد البديل الأمثل لاستقطاب أموال صغار المدخرين فحدث ولا حرج، لا أحد، بمن فيهم قدامى المحللين الماليين أو الفنيين، يستطيع توقع أداء السوق أو استمرارية اللون الأحمر أو اخضرار الأسهم، وكفانا آراء وتحليلات تلي الحدث، وتكون محصلتها في النهاية مزيداً من الخسائر لكبار المضاربين.
باختصار يجب أن ندرس العيوب التي مكنت البوم ورفاقه من النجاح، ومن المهم أن نوجد الآليات التي تكفل نجاح وتزايد قناعات المواطنين بإقامة المشروعات الصغيرة والمتوسطة كوسيلة لتوظيف المدخرات.
hnaby11@gmail.com |
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news