حملة تنقيبات أثرية في الشارقة

حملة واسعة من التنقيب شهدتها إمارة الشارقة هذا العام.( الإمارات اليوم) 

انتهت البعثة الأثرية بإمارة الشارقة، والتابعة لإدارة الآثار بدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، من أعمال الصيانة الأثرية، التي أدخلتها على مبنى الحصن الأثري الكبير ،في موقع مليحة، الذي يعود تأسيسه إلى القرن الأول الميلادي، ويتكون من مبنى ضخم، ومساحة وسطية كبيرة مستطيلة الشكل، يحيط بها من جميع جوانبها مجموعات من غرف أعدت لأغراض السكنى وورش عمل، ويحتوى على ثمانية أبراج ومدخل في الجهة الشرقية.

 

وتجرى حالياً الاستعدادات المطلوبة مثل نصب اللوحات الإرشادية والشروح الضرورية لتأهيل الموقع لأغراض الزيارة، بعد أن تم الانتهاء سابقاً من نصب مظلة معدنية واسعة ضمت تحتها كامل المبنى. وقد شهدت إمارة الشارقة خلال النصف الأول من العام الجاري حملة واسعة من التنقيبات الأثرية التي قام بتنفيذها عدد من بعثات التنقيب الأثرية العاملة تحت إشراف إدارة الآثار في دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، وبالتنسيق المباشر والتعاون مع بعثة التنقيب الأثرية المحلية في الشارقة.

 

وتوافد على الإمارة منذ مطلع هذا العام كل من البعثة الأميركية من كلية براين مور في فيلادلفيا، والبعثة الأثرية البيولوجية الألمانية من جامعة توبنغن، والبعثة الأثرية البلجيكية من جامعة غنت، والبعثة الأثرية اليابانية من جامعة كانازاوا، والبعثة الاسبانية من الجامعة التكنولوجية في مدريد، وأخرى أتونوما في مدريد، والبعثة الانثروبولجية الألمانية من جامعة توبنغن، والبعثة الأثرية البريطانية من جامعة لندن.

 
فيما تواصل بعثة التنقيب الأثرية المحلية أعمالها، وعلى مدار العام، في عدد من المواقع الأثرية المنتشرة في أراضي إمارة الشارقة، ليس في أعمال التنقيب الأثرية فقط، وإنما تقوم بأعمال الترميم والصيانة لبعض المباني أيضاً، ولبعض المكتشفات والمباني التذكارية الأثرية التي سبق الانتهاء من التنقيب عنها في بعض المواقع الأثرية، ولما تمثله هذه الآثار من شواهد معمارية وحضارية مهمة في التاريخ القديم للمنطقة. وتجري حالياً في سهل المدام الواقع في القاطع الأوسط من إمارة الشارقة،  وفوق قمة احد الجبال، أعمال الصيانة الأثرية لأحد الحصون المشيدة بالحجارة، والذي يحتل مساحة واسعة فوق قمة الجبل، ويطل بشكل ساحر على الوديان المجاورة، التي تضم مواقع أثرية أخرى، ويشكل بذلك موضع جذب سياحي، إضافة إلى أهميته الأثرية والتاريخية. 

 
وفي المنــطقة الوسطى أيضاً تقوم البعثة المحلية بإجراء تنقيبات في الكهوف الأثرية الواقعة في قمم سلسلة جبال فاية، حيث تم العثور على مجموعة من الآلات والأدوات الحجرية التي تشير إلى ان هذه المنطقة كانت مسرحاً لفعاليات الإنسان القديــم قبل ما يقارب 10 آلاف ســنة الماضية ومازالت التنقيبات مستمرة حتى اللحظة. 

 

وتقوم البعثة المحلية بإجراء تنقيبات أثرية واسعة في عدد من المواقع الأثرية في مدينة دبا الحصن، في منطقة الساحل الشرقي، ومنها موقع اثري يعود إلى  الفترة الإسلامية، يضم طبقات بنائية متتالية وأرضيات أثرية احتوت على الكثير من اللقى الأثرية، وخاصة الفخاريات المصنوعة محلياً، وكذلك المستوردة من أقطار جنوب وأواسط شرق آسيا. وتشير الدلائل الأولية التي ظهرت خلال حفر تجريبي عميق إلى وجود موقع إسلامي على جانب كبير من الأهمية .

 
أما الموقع الآخر الذي تنقب فيه البعثة المحلية، فيعود إلى الفترة الهلنستية ويعود تاريخ المكتشفات إلى القرن الأول ق.م والقرن الأول الميلادي، ويمثل هذا الموقع مستوطناً يضم مرافق وورش عمل لصناعة الزجاج والفخار ومواد الزينة واستخراج اللؤلؤ.

 

وتمثل المكتشفات أدلة أثرية مهمة تشير إلى أن دبا الحصن كانت مركزاً تجارياً مزدهراً وميناء بحريا استراتيجيا لاستقبال السفن القادمة من جنوب العراق والمتجهة صوب المحيط الهندي وأقاليم الإمبراطورية الرومانية.

 

تويتر