من المجالس

   
--خطبة الجمعة لاتزال غير قادرة على ملامسة شغاف القلوب، وتفعيل المشاعر. عناوين الخطبة كبيرة ومهمة، ولكن السياق يراوح في حدود السرد، والنص أقرب الى أسلوب المقالة لا الخطبة. وقد أكد الاخوة المسؤولون في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، عزمهم على ضرورة أن تكون الخطبة أكثر عمقاً في طرح موضوعاتها. وهذا ينم عن وعي لدى هؤلاء المسؤولين بأن الخطبة، في وضعها الحالي، لا تذهب إلى العمق، وتعاني من نواقص أضرت بمقاصد خطبة الجمعة وقللت من تأثيرها في صياغة الوعي العام.


كتب السيرة مليئة بالمواقف التي تستدعي أهمية استحضارها لتكون المشاعر وقود القناعات، وأساليب التأثير النفسي جزء من تركيب فن الخطابة. ومن دون هذه التأثيرات وتحريك الروحانيات، إلى جانب مخاطبة العقول، فإن الخطبة إن لم تكن مملة فإنها قطعاً ستكون بلا أثر ولا تأثير، وسيكون حضورها من باب أداء الفريضة فقط لا غير. وهذا ما لا تقبل به الهيئة ولا يتمناه كل غيور على هذا الباب المهم من أبواب الدعوة والإرشاد. 

 

--لايزال مشهد مواقف السيارات الخاصة بمساجد العاصمة، أثناء الصلوات، وخلال صلاة الجمعة خصوصاً، يمثل أسوأ صورة لطبيعة الوعي الذي يسكن رؤوس الكثيرين من عمار المساجد. وكأن الصلاة حركات بلا روح، وطقوس بلا تعاليم. المسؤولية ثنائية، إحداها تقع على عاتق المصلين الذين هم عن مقاصد الصلاة ساهون، والأخرى تتحمل مسؤوليتها الجهات المعينة، البلدية والأوقاف، وذلك لأن المواقف لا تبدو أصلاً من أصول تصميم البناء فتتحول الشوارع والأرصفة إلى مواقف تؤدي إلى إغلاق الشوارع المؤدية والقريبة من المسجد أثناء الصلاة.

 

--في مناطق أبوظبي الخارجية تصطف قوافل العمال قاصدة أقرب مسجد لأداء صلاة الجمعة، فيضطر بعضهم للسير على الأقدام أكثر من ثلاثة كيلومترات. تصوروا هذا المشهد وقت الظهيرة وفي شهور الصيف التي تمتد عندنا لأكثر من خمسة أشهر. هؤلاء يَصلون إلى المسجد وقد قاربت الصلاة على الانتهاء ليكملوا بقية وقتهم وهم يؤدون الصلاة خارج المسجد تحت أشعة الشمس المتعامدة على رؤوسهم دون غطاء!.  

 


adel.m.alrashed@gmail.com

الأكثر مشاركة