«الحارة الشامية» تجذب المشاهدين.. وتثير الجدال
باب الحارة من دون عباس النوري. أرشيفية
مع اقتراب موسم الدراما الرمضانية على شاشات التلفزيونات العربية، بدأ سباق محموم في دمشق بين شركات الإنتاج لتقديم دفعة جديدة من مسلسلات «الحارة الشامية»، التي بدأت تجذب أكبر قطاع من المشاهدين العرب في كل مكان تقريباً.
ومن بين عدد كبير من المسلسلات، ستنحصر المنافسة ربما بين ثلاثة منها هي الجزء الثالث من «باب الحارة» للمخرج بسام الملا و«أهل الراية» للمخرج علاء الدين كوكش و«أولاد القيمرية» للممثل المخرج سيف الدين السبيعي.
فبالإضافة إلى تميز المخرجين الثلاثة، يقوم بأدوار البطولة في المسلسلات الثلاثة نخبة من أهم الممثلين السوريين، بينهم عباس النوري، وأمل عرفة وجمال سليمان، ورفيق سبيعي، وسامر المصري، وسلافة معمار، وسليم كلاس وغيرهم. وكان نقاش حاد قد جرى العام الماضي بين المثقفين السوريين حول دور الدراما الشامية، خصوصاً الجزء الثاني من مسلسل «باب الحارة»، الذي اتهمه مثقفون سوريون بأنه «يلبي رغبة متأصلة عند الحركة الإسلامية في سورية»، ولكن أيضاً في البلدان العربية الأخرى، «لتكريس الثقافة الذكورية المتخلفة عموماً»، وجعل هذه الثقافة جزءاً من تاريخنا القسري، كما هاجموا التركيز الكاريكاتوري على الطريقة التي يدير بها الرجل ظهره للمرأة عندما يخاطبها أو عندما يطرق باب جار من جيرانه، أو الطريقة التي يسير فيها الزكرتاوية الشباب مثل معتز، الشاب الذي يجب علينا أن نحبه من طريقة مشيته وشهامته ورجولته فهو ما عنده إلا الذبح على البالوعة، إذا عرف أن أخته تحدثت مع ابن الفران من وراء الباب، أو الطريقة التي تحدث فيها المرأة رجلها وكلها خوف من أن يثور عليها، أو طريقتها في التعبير عن عجزها حين تقول باستسلام كامل «شو فيني أعمل أنا حرمة والكلمة للرجّال».
وكان مركز الشيخ أحمد كفتارو الإسلامي قد كرّم أسرة مسلسل «باب الحارة» في خطوة غير مسبوقة من أحد المراكز الإسلامية لتكريم عمل درامي. وقال المخرج السوري نبيل المالح في رده على سؤال عن تقييمه لوضع الدراما الشامية «إن هذه المسلسلات تبدو كأنها تعود بنا إلى قرن من الزمن للوراء، رغم أن القيم الحضارية والحنين الأصيل لم يعودا متوافرين بشكل جيد في هذا الواقع المزيف»، مضيفاً ان النهضة وروادها في مطلع القرن الماضي «جهدوا وعملوا وارتكزوا على أساسيات في الفكر للتخلص من القيم التي تطرحها هذه المسلسلات، إن كل التفكير «الإسلاموي» المتراجع متوافر في هذه الدراما التي تعيدنا إلى حقبات ما قبل النهضة».
وأبدى المخرج المعروف وهو من أبرز دعاة المجتمع المدني في سورية، استياءه من إعادة التراتبية للقيم، بحيث لم تعد الأولوية للعلم والتجديد والابتكار، وإنما للسلفية والعودة للوراء وتكريس فكرة القائد الفرد، من دون مفهوم الوجود المجتمعي للأفراد، وهو الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى سحب مفهوم المواطنية وخلق تراتبية الرعية.
ولكن مؤلف أحد المسلسلات المنافسة «أولاد القيمرية» حافظ قرقوط يقول، إن عمله الذي أخرجه سيف الدين سبيعي «مختلف عن بقية الأعمال الشامية لأنه مشبع بالتوثيق لأحداثه وشخصياته، حيث نروي حكايات شامية حميمية عاشتها حارات دمشق وذلك في فترة نهاية القرن الـ19، فنسلط الضوء على محاربة الفساد العثماني».
ويضيف قرقوط: «العمل اجتماعي إنساني يتناول قضايا الحب والأسرة والمشاحنات العائلية والطمع، حيث تجري الأحداث في حي القيمرية الدمشقي في الفترة الممتدة بين إنشاء الخط الحديدي الحجازي ونهاية الحكم العثماني، ويهتم بالتفصيلات الإدارية للدولة وحياة الحارة الشعبية منخلال عائلة الفوال التي تعمل في تجارة الأقمشة».
أما المخرج السوري المعروف علاء الدين كوكش، وهو من أوائل من قدم أعمالا من الحارة الشامية، فقال إن أحداث مسلسله «أهل الراية» تدور في سوق ساروجة، في قلب دمشق، والذي كان في فترة سابقة يسمى «سوق الورد»، وذلك لاحتوائه على«دكاكين» و«بسطات» الورد التي كانت تحيط ببيوت دمشق القديمة.
والعمل مأخوذ من الموروث الشعبي من خلال حكايا وقصص واقعية، تدور أغلبها عام 1898 في ساروجة ويتطرق لنواح اجتماعية مهمة ويركز على الأخلاق والقيم العربية الأصيلة.
لكن مشاهدين سوريين عاديين حسموا الجدال قبل الموسم الدرامي، وقالت أمل، وهي ربة منزل، «إن باب الحارة في جزئه الثالث سيكون باهتا هذا العام بسبب، غياب عدد من نجوم المسلسل، وفي مقدمتهم عباس النوري».
أما نورا، وهي طالبة في المدرسة الثانوية، فقالت «إنها ستتابع باب الحارة طالما أن الممثل وائل شرف لا يزال يقوم بدور معتز في المسلسل». وكان عباس النوري قد أعلن أنه قد تم استبعاده من العمل لأسباب يجهلها، بينما اعتبر مخرج العمل بسام الملا أن بطولة العمل «بطولة جماعية ولا يجوز الاستئثار بها، وهذا ما أراد أن يقوم به عباس النوري». |
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news