المسيرات السلمية.. وجه نضالي فلســـــطيني لمواجهة إسرائيل

قلق إسرائيلي متصاعد بسبب ازدياد التضامن الدولي مع الفلسطينيين في الضفة وغزة.( الإمارات اليوم) 
 
لا يغفل الفلسطينيون أسلوب النضال السلمي في مواجهتهم الشاملة ضد الاحتلال الإسرائيلي، ففي قطاع غزة نُظمت أربع مسيرات خلال الشهر الجاري دعت إليها حركة «حماس»، أمام المعابر التي تسيطر عليها إسرائيل وتغلقها أمامهم، وقرب معبر رفح على الحدود المصرية رفضاً للحصار، وفي الضفة الغربية يشارك الفلسطينيون وعدد من نشطاء السلام والحقوقيين الأجانب بمسيرات سلمية متواصلة ضد جدار الفصل العنصري. ويخرج الفلسطينيون بالمسيرات السلمية لإيصال رسالة للعالم بصورة حضارية عن الظلم الواقع عليهم جراء الجرائم والممارسات الإسرائيلية، وتقابلهم قوات الاحتلال بالقمع وإطلاق النيران وقنابل الصوت، لمنعهم من تحقيق أهدافهم.


وقال العضو في اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار في بلعين، عبدالله أبو رحمة لـ«الإمارات اليوم»: «إن المسيرات السلمية تنظم في قرية بلعين بمدينة رام الله والقرى بالضفة الغربية من أجل مواجهة جدار الفصل العنصري الذي يقام على أرض الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس، وقد حاولنا الاستفادة من تجربة انتفاضة الأقصى، ومن المسيرات السلمية التي حدثت لمواجهة سياسات الاحتلال، كما نحاول أن نسير في طريق النضال السلمي الذي يحقق الهدف كي نكسب تأييد العالم».

 

وأضاف لقد أطلق علينا المشاركون في المسيرات من نشطاء السلام والحقوقيين الأجانب «غانديي فلسطين»، وذلك تشبيهاً بزعيم المقاومة السلمية في شبه القارة الهندية المهاتما غاندي. وأشار أبو رحمة إلى أن المسيرات السلمية التي تنظم في الضفة ضد الجدار يشارك فيها نشطاء سلام وحقوقيون أجانب، بالإضافة إلى نشطاء سلام إسرائيليين، موضحاً أن هذا الأسلوب أعجب الأجانب ودفعهم للمشاركة، لانه يتمحور حول فكرة أناس بسطاء لا يحملون سلاحاً، وإنما غصن الزيتون وعلم فلسطين، ويتجهون  صوب الجدار، حيث كانت أراضيهم، مطالبين بحقوقهم.

 

وأكد أن مسيرة النضال السلمي ستتواصل رغم قمع إسرائيل لها حتى نصل إلى انتفاضة سلمية، وتأييد دولي، لإزالة الجدار، وعودة أراضينا.

 
وقال «إن النضال السلمي الذي ينظمه الفلسطينيون ليس ببعيد عن المقاومة المسلحة، بل هو داعم لها، ولكن في الضفة الوضع يختلف عن غزة، فالعمل المسلح ملاحق ومحاصر من إسرائيل، وبصعوبة بالغة يتحرك المقاومون، وإذا أطلقت رصاصة واحدة تكون مدعاة لأن تدمر إسرائيل حياً بأكمله».

 
وأضاف «ان ما يزيد خوف إسرائيل هو زيادة التضامن الدولي مع الفلسطينيين، خصوصاً بعد زيادة النشاطات في هذا الجانب، وكان آخرها مؤتمر بلعين الدولي الثالث للمقاومة الشعبية، الذي حضره حقوقيون ونشطاء سلام أجانب». من جهته، قال  المتحدث باسم حركة «حماس» في غزة، فوزي برهوم «إن المسيرات السلمية التي دعت إليها «حماس» وشارك فيها المواطنون، هي رسالة شعبية تعبر عن غضب الفلسطينيين من الظلم الواقع عليهم، حيث إنهم يكتوون بنار الاحتلال، والحصار الذي يحرمهم من العيش بكرامة، ويعبرون بطريقة حضارية سلمية عن حقهم، وقد واجهها الاحتلال بالعنف وإطلاق النيران، وقمعها بهمجية، وهذا دليل على أنه يريد حالة من الانتقام والقتل». وأضاف  لـ«الإمارات اليوم» أن هذا ليس أسلوباً جديداً، وهو أداة من أدوات المقاومة الشعبية التي تعبر عن حالة الغضب، وتبعث رسالة للعالم عن حجم المعاناة والظلم الواقع عليهم من سياسات الاحتلال الظالمة».

 
وأوضح «أن المسيرات السلمية، مكملة للمقاومة المسلحة، ولا بديل عن واحدة منهما، لأن إسرائيل لا تستخدم أي أداة سلمية ضد الفلسطينيين، بل إنها تبدع في أساليب الإبادة الجماعية والتدمير والقهر، فالمقاومة السلمية تبرز هذه المعاناة، وتطالب العالم بأن يبذل الجهود لوقف إسرائيل عن سياساتها، بينما المسلحة تأتي في إطار الدفاع عن المواطنين من جرائم الاحتلال،والتصدي لعملياته العسكرية ومجازره، فكلاهما له هدف يحققه، خصوصاً أن الشعب يقع تحت أكبر احتلال في العالم». 

 

وأشار إلى أن الاحتلال يقوم بقمع المسيرات السلمية لأنه يخشى من التضامن الدولي مع الفلسطينيين، ونقل وسائل الإعلام لها، فيقوم بالاعتداء على الأجانب ويقتل الصحافيين الذين ينقلون حقيقة جرائمه.

 

من جهته، قال الباحث في الشأن الإسرائيلي، نهاد الشيخ خليل «إن المسيرات السلمية أمام المعابر وضد الجدار تدل على اليقظة الفلسطينية والرفض للظلم الواقع على الفلسطينيين من قبل إسرائيل، وتعتبر جزءاً من حالة المقاومة المتكاملة التي تواجه كل ممارسات الاحتلال الذي يسلب الحقوق والأراضي، ويرتكب المجازر». وأوضح أن المسيرات السلمية هي نضال فلسطيني يهدف لتوجيه رسالة للعالم بأن الشعب واقع تحت وطأة المحتل الظالم، ودافع لهم نحو فك الحصار، ومواجهة خطر جدار الفصل العنصري. وقال «إن إسرائيل تقوم بقمع المسيرات السلمية وإطلاق النيران على المشاركين؛ لأنها تدرك خطورتها في كسب الفلسطينيين للتأييد والتعاطف الدوليين، حيث إنها تأتي بأسلوب سلمي يعبر عن معاناتهم، وللمطالبة بالتصدي لممارسات الاحتلال التي تحرمهم من حقهم وتسلب أراضيهم».


وذكر أن النضال السلمي في العالم قد انتصر على قوة الظلم، ومنها ما أحرزته المقاومة السلمية في جنوب إفريقيا بقيادة زعيم المؤتمر الوطني الإفريقي نلسون مانديلا، كما عمل على رحيل القوات البريطانية عن شبه القارة الهندية على يد زعيم سلمي آخر هو المهاتما غاندي.   

تويتر