|
لا تخلو بطولة كُبرى أو صُغرى من مفاجآت، سواء مدوّية أو محدودة التأثير، وتعتبر المفاجآت بهارات البطولات فمنها ما يكون مقبولاً ومنها ما يكون حراقاً لا يُحتمل، وفي «يورو2008»، شاهدنا واستمتعنا بالكثير من المباريات الممتعة بين فرق تحمل تاريخاً عريقاً وأخرى تسعى لحجز مكان لها وسط الكبار والعمالقة، وكانت أولى مفاجآت «يورو 2008» حينما اكتسح المنتخب الهولندي نظيره الإيطالي بطل كأس العالم بثلاثية نظيفة في الدور الأول، تلا ذلك السقوط الروسي الكبير أمام إسبانيا 1/4، وتلقى بطل «يورو 2004» منتخب اليونان هزيمة قاسية من نظيره السويدي وقبع في المركز الأخير بمجموعته دون نقاط في مشهد مؤلم لكل من راهن على هذا المنتخب الذي كان مفاجأة البطولة الماضية، وشاهدنا المنتخب الفرنسي وصيف كأس العالم الأخير لا حول له ولا قوة وخرج ذليلاً من الدور الأول بعد احتلاله المركز الأخير بمجموعته برصيد نقطة واحدة أصابت مشجعيه في مقتل.
وانتفضت الماكينات الألمانية ودارت بقوة خلال ربع النهائي، فبعد أداء ضعيف في الدور الأول واحتلال المركز الثاني بالمجموعة إذا بها تتعملق وتكشر عن أنيابها وتقدم درساً بليغاً للمنتخب البرتغالي الذي راهن عليه البعض ليكون الحصان الأسود للبطولة، فلم تنفعه كوكبة النجوم الذين تشتتوا أمام الماكينات الألمانية التي عادت إلى دورانها الطبيعي لتصعد إلى نصف النهائي لمقابلة تركيا.
ورغم أن زمن المعجزات قد انتهى تماماً ولم يعد له وجود في ظل عالم التكنولوجيا والثورة المعلوماتية، إلا أن المنتخب التركي قد أعاد زمن المعجزات وعلى الهواء مباشرة، ففي مباراته الثانية في الدور الأول أحرز أراد توران هدف الفوز أمام سويسرا في الدقيقة الثانية من الوقت المحتسب بدل الضائع، كما سجل القائد نهاد قهوجي هدفين في آخر ثلاث دقائق من المباراة أمام التشيك في الجولة الثالثة الأخيرة من مباريات المجموعة الأولى بالدور الأول ليقود بلاده إلى التأهل لدور الثمانية. وفي المباراة التي خاضها الفريق التركي أمام نظيره الكرواتي في الدور ربع النهائي أصابنا الملل من الأداء والنتيجة السلبية، فخلال 118 دقيقة لم نشاهد متعة أو أهدافاً وفجأة ظهر جن الأهداف من مصباح علاء الدين بهدف كرواتي ظنناه قاتلاً قبل نهاية الشوط الرابع بدقيقة واحدة إلا أن أبناء البشوات كرّروا المعجزة للمرة الثالثة بهدف قاتل بحق لسميح سينتورك في الدقيقة 123 ليحتكم الفريقان إلى ضربات الجزاء الترجيحية التي انتهت بفوز تركيا بثلاثة أهداف مقابل هدف وتأهلها إلى الدور قبل النهائي لملاقاة ألمانيا في أكبر مفاجآت البطولة وأكثرها إثارة على الإطلاق.
ورغم البداية المتعثرة للمنتخب الروسي بخسارته 1/4 من المنتخب الإسباني إلا أنه استعاد عافيته وقهر حامل اللقب المنتخب اليوناني وفاز عليه بهدف، ثم فاز على المنتخب السويدي واحتل المركز الثاني لمجموعته ليلاقي الطاحونة الهولندية التي أطاحت بالعمالقة ورشحها النقاد للنهائي بجدارة، فإذا بالدب الروسي يهدم الطاحونة ويبعثر أوراقها البرتقالية بثلاثة أهداف مقابل هدف ليحجزوا مكاناً لهم وسط الأربعة الكبار في القارة العجوز.
الورقة الأخيرة
يا أسفى على هولندا التي أضفت على البطولة جمالاً وروعة من خلال أدائها المبهر، لكنها لم تكمل المشوار وسقطت في واحدة من مفاجآت البطولة التي لن تنتهي إلا في المباراة الأخيرة.
emad_alnimr@hotmail.com
|
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
Share
فيسبوك
تويتر
لينكدين
Pin Interest
Whats App