مانديلا والإرهاب


النضال معنى اقترن باسم «نيلسون مانديلا» الذي أنفق من عمره 27 عاماً نزيل سجن انفرادي في جزيرة معزولة، هذا المناضل الذي خلده التاريخ  ـ وهو على قيد الحياة ـ وستخلده قضايا النضال الوطني مدى الدهر، لايزال على لائحة الإرهاب الأميركية المفروضة منذ ستينات القرن الماضي.

 

الغريب أن العالم بأسره يجمع على كون «مانديلا» مناضلاً ذا قضية واضحة، ورغم ذلك لم يشفع له نضاله ولا دعم العالم بأسره لشخصه وقضيته، ولا ترؤسه بلاده، من أن يلغى اسمه من قائمة الإرهاب الأميركية التي تبدو مجحفة ذات وجه عنصري بغيض تعاني منه السياسة الاميركية الخارجية على الدوام، فكيف يكون خلط الأوراق والتلاعب بأسماء لها مكانتها وتاريخها النضالي الشريف لتكون ضمن اسماء مشبوهة ومشوهة؟ من سيصدق هذه اللائحة مرة أخرى، ألا تبدو أنها موغلة في الظلم والتجني والاتهام؟! والمعضلة هنا أن الإرهاب يتساوى مع النضال الشريف ويعكس كل فعل يقع ضد مصالح مجموعات الضغط الأميركية وكأنه عمل ارهابي، وفاعله شخص إرهابي ومموله جمعية ارهابية، وهكذا فإن حركات المقاومة والنضال الحر في العالم تبقى ارهابية حتى اشعار آخر.

 

لائحة الإرهاب وسيلة ضغط سياسية لم تنصف المناضلين وأوقعت بهم ظلماً وجوراً جعل مصداقيتها تتهاوى وتعلن إفلاسها وعدم قدرتها على إثبات وجود لتصنيف عادل يضع الأمور في مكانها، وهذا تأكيد على المزاجية والتشويش واعتبارات أخرى تكتنف الاتهامات التي تظل سيفاً مسلطاً على رقاب الأبرياء والجمعيات الخيرية التي دفعت ثمناً باهظاً جراء ذلك، ولا نرى أنظمة التأشيرات الغربية المطبقة على أبناء الدول العربية والإسلامية إلا جزءاً من نظام استخباري عالمي يهدف الى حصر ووصم هذه الفئة من البشر ـ عرقاً وديناً ـ بتهمة الإرهاب مع وقف التنفيذ حتى ولو كانوا أطفالاً ونساء.

 

لقد طفح الكيل من تصنيفات أوقعتنا في مجاهل القلق والارتياب وجعلتنا أسرى لمزاجية غربية وكأنها كابوس بلا صحو أو اعتراض .

  

 

hkshaer@dm.gov.ae

 

الأكثر مشاركة