«10 ملايين سنتيم نادية سميـر: التمثيل حـياتي

نادية سمير: السينما تدعونا إلى إعادة النظر في الأحكام المسبقة.       الإمارات اليوم

 قالت الممثلة الجزائرية الفرنسية، نادية سمير، إن «التمثيل حياتي، ولن يكون لحياتي طعم من دون السينما، إذ لم أتخيل نفسي محرومة من التمثيل»، مشيرة الى بداية شغفها بالأفلام منذ كانت في السابعة من عمرها، «في مدرستي الفرنسية كنا نقرأ النصوص الكلاسيكية، وكنت أرددها وأرد عليها بحوارات»، موضحة ان بذرة حب السينما بدأت تنمو، بعدما اكتشفت عالماً «رائعاً ومدهشاً ومحبباً بالنسبة لي، إنه التمثيل، فقررت أن أكون صوت هؤلاء الكُتاب الذين أنجزوا تلك الأعمال الكلاسيكية».

 

 وأضافت «أدركت ان التمثيل اجمل عمل في حياتي؛ لانه يتيح لي توصيل المشاعر الى الآخرين. إنه نابع من شعراء وكُتاب عاشوا في حقب عدة عبر معجزة الكتابة التي مكنتهم من ترجمة احاسيسهم، وبالتالي نقوم نحن بإيصالها عبر الإلقاء الى الآخرين».

 


وقالت نادية سمير الحاصلة على جائزة في «مهرجان سبارتان» في جزر الكاريبي عام 1990 عن دورها في فيلم «قلب رحالة» التونسي، لـ«الامارات اليوم» حول  استخدامها لغة الجسد في التمثيل، إن «لغة الجسد تعبر عما تعجز عنه الكلمات، والدليل على ذلك وجود ممثلين صامتين، من امثال مارسيل مارسو»، مشيرة الى أن إخفاق بعض الممثلين في أداء أدوارهم يعود الى تجاهلهم لغة الجسد. 

 

حكاية جزائرية 
وعن مشروعاتها، أوضحت أنها شرعت في كتابة سيناريو حول المرأة، يتناول حكاية امرأة جزائرية تخرج من بلدها الى فرنسا لتعيد صياغة حياتها في المكان الجديد. كما تقدم نادية عرضاً مسرحياً في فرنسا بعنوان «رسائل من الجزائر» حول العلاقة بين الجزائر وفرنسا، «أتمنى عرضه في الجزائر، وفي دول اخرى، اذ ان العمل يقدم اضاءة جديدة لحقيقة استعمار الجزائر».

 

وأضافت «في الدورة الاولى لمهرجان وهران السينمائي، عرض عليَّ دوران في فيلمين، من مخرجين جزائريين. كما لدي مشروع فيلم طويل في إسبانيا، اقوم فيه بدور امرأة محامية، والفيلم من انتاج فرنسي اسباني». وعبرت نادية التي كانت اول عربية تقتحم مجال التقديم التلفـزيوني في فرنسـا، عبر قناة «تي اف ون» عن رغبتها في زيارة مهرجان دبي السينمائي، ومهرجانات عربية اخرى، «يهمني الوطن العربي، وأرغب في اكتشاف المدن العربية، عبر زيارتها والمشاركة في مهرجاناتها السينمائية».

 

وأشارت الى ان تأهيلها كان كلاسيكياً من خلال أدوار أدتها في مسرحيات لموليير وراسين وغيرهما، «لكنني لم ادخل السينما من بوابة المسرح، بل دخلتها عبر متابعة إلقاء ممثلين أدوارهم امام مخرجين. ولم يسبقني احد في العائلة الى التمثيل. لكن بفضل اللقاءات التي كانت تجريها اختي للمدرسة، ازدادت رغبتي في دخول السينما».

 

«الحياة أمامنا»
وعن بداياتها في الفن السابع، قالت نادية التي تعتبر فيلمها المقبل الذي لم تقدمه بعد هو الأهم في مسيرتها، «كان اول فيلم شاركت فيه هو «الحياةأمامنا» مع الممثلة الفرنسية سيمون سينيوري، والممثل ايف مونتون عام 1978، وحاز الفيلم شهرة واسعة، خصوصاً ان سيمون تمتاز بشهرة واسعة». 

 

وأضافت «في الفيلم الثاني «ليلى والأخريات» للمخرج الجزائري سيد علي مازيف، أديت دور ليلى. كما شاركت في فيلم «باب الواد» للمخرج مرزاق علواش، والذي حاز جائزة النقد في مهرجان كان».

 

وعن فيلم «10 ملايين سنتيم» للمخرج بشير إدريس الذي عرض في الدورة الاولى للمهرجان الدولي للفيلم العربي في وهران، قالت نادية «بدأ تصوير الفيلم قبل نحو اربع سنوات، لكن بسبب الصعوبات المادية، اضطررنا لوقف التصوير اكثر من مرة، وكنا نأتي من باريس الى الجزائر لاستئناف التصوير».

 

وأضافت «اضطررت الى قص شعري ثلاث مرات من اجل دوري في الفيلم الذي انجزناه، نتيجة لحبنا للتمثيل ووفاء للصداقة التي تجمعنا مع الممثلين في الجزائر، لأننا آمنا بموضوع الفيلم». وعن دورها في الفيلم، أوضحت انها احبت تقديم شخصية المعلمة المتفهمة لحياة ابنتها وحريتها، «وجدت في دوري تجسيداً لصورة الأم المتحضرة التي تستمع الى مشكلات ابنتها، وهي بذلك تقدر الحب وحرية ابنتها.

 

والأم في الفيلم شخصية مثقفة، وهي صورة الجزائر الساعية الى التقدم على الدوام». 

 

حبٌّ وتطرف
حول موضوع الفيلم الذي يتناول التطرف الديني وكيفية تحول بعض الشباب الى التطرف، أشارت نادية الى ان للتطرف بيئة ينمو فيها «المشكلة الاقتصادية قد تؤدي الى جنوح شباب الى التشدد، نتيجة مشكلة حياتية، وتدني أفق الحرية. لكن الشباب لا يريدون الحرية بالمفهوم الغربي؛ لأنها بالنسبة لهم تجرح مشاعرهم»، موضحة ان المجتمع العربي، عموماً، يرفض مشاهد لعلاقة حميمية بين شخصين بصورة علنية.

 

مضيفة ان «الإسلام دين حب يدعو الى التآخي والتعاون. كما ان السينما لا تدعو الى العنف، انها تدعو الى الحب ايضاً، بما لا يتعارض مع الدين. كما تدعونا السينما الى اعادة النظر في الاحكام المسبقة». وقالت نادية حول مراحل عصيبة مرت بها الجزائر، إن «الارهاب الذي عشناه في الجزائر، في سنوات مضت، لا يمت بصلة بصورة الاسلام الحقيقية، بل هو صراع قوى مرتبط بالسياسة اكثر من اي شيء آخر. إذ إن التأويل الخاطئ للدين هو احد اسباب الظاهرة».

 

وقالت عن علاقتها بالممثلين الفرنسيين، إن «العلاقة معهم عادية، فقد أديت دور امرأة فرنسية، فالشخصية هي الثقافة. وأشعر بأنني جزائرية عندما أؤدي دور جزائرية، كما أحس بأنني فرنسية حين اقدم دور امرأة فرنسية، فليس لديَّ مشكلة في الانتقال من شخصية الى أخرى»

تويتر