الاتحاد الاوروبي يرفع العقوبات رسميا عن كوبا رغم الانتقادات الاميركية

رفع الاتحاد الاوروبي رسميا الاثنين العقوبات التي كان يفرضها على كوبا على امل تشجيع الرئيس راوول كاسترو على تطبيق اصلاحات ديمقراطية، بالرغم من تحفظات الحكومة الاميركية وانتقادات المعارضين الكوبيين.
واعلنت الرئاسة السلوفينية للاتحاد الاوروبي مساء الاثنين ان هذا القرار، الذي تم الاتفاق عليه مبدئيا الخميس الماضي اثناء اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي، تمت المصادقة عليه رسميا اثناء اجتماع وزراء الزراعة الاوروبيين في لوكسمبورغ.

 

لكن الضوء الاخضر تأخر بضع ساعات بسبب نسيان لائحة الشروط التي يضعها الاتحاد الاوروبي لرفع العقوبات، مثل اعادة النظر كل عام في القرار على ضوء وضع حقوق الانسان في كوبا او استمرار الاتصالات مع المعارضة الديمقراطية في الجزيرة. ولذلك تاخر صدور القرار بمبادرة من السويد التي اصرت كثيرا على هذه الشروط الى جانب الجمهورية التشيكية.
وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية السويدية "كانت نسخة خاطئة للنص الذي جرى بحثه، نسخة قديمة لم يلاحظها احد سوى السويد".

 

وقد تم في اخر المطاف حل المشكلة بضم الملحق الى النص. وما دفع الاتحاد الاوروبي اصلا الى فرض هذه العقوبات في 2003 حملة الاعتقالات التي تعرض لها المعارضون الكوبيون. ونصت العقوبات خصوصا على الحد من الزيارات الحكومية الثنائية على مستوى عال ودعوة منشقين كوبيين بصورة منتظمة الى سفارات دول الاتحاد الاوروبي اثناء الاحتفال بالاعياد الوطنية.

 

وامل الاتحاد الاوروبي بهذه الخطوة التي تحمل خصوصا اهمية رمزية وطالبت بها اسبانيا، تشجيع الرئيس الكوبي الجديد راوول كاسترو الذي حل مكان شقيقه فيدل كاسترو على رأس النظام الى اتخاذ خطوات نحو الديمقراطية.

 

ولفت كثيرون ايضا الى ان العقوبات لم تؤثر مطلقا على القيادة الكوبية التي لم تفرج منذ 2003 سوى عن 20 من المعارضين المحكوم عليهم بعقوبات شديدة، غالبا لاسباب صحية.

 

وانتقدت الولايات المتحدة رفع العقوبات الاوروبية واعتبرتها سابقة لاوانها. وقال مساعد وزيرة الخارجية لشؤون اميركا اللاتينية توم شانون في حديث نشر في سبانيا ان اوروبا تجازف من خلال "الذهاب سريعا في علاقاتها مع حكومة لا تزال غارقة في الدكتاتورية".
ولفت شانون الى اختلاف في الاولويات بين الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي. فبينما "تركز" الولايات المتحدة على "التغيير السياسي" للنظام "يهتم الاتحاد الاوروبي اكثر بالتغيير الاقتصادي" على حد قوله.

 

ورد وزير الدولة الاسباني للشؤون الاوروبية دييغو لوبيز غاريدو عليه بقوله:" ان هذا القرار المبدئي يدل على "استقلالية" الاتحاد الاوروبي في السياسة الخارجية". واوضح المسؤول الاسباني "ان الاتحاد الاوروبي اعطى ادلة على استقلاليته وحريته في مجال السياسة الخارجية لانه قبل القرار وبعده صدرت تصريحات من البيت الابيض تشير الى معارضته الجذرية لرفع العقوبات".

 

وقد طبعت مدريد علاقاتها مع كوبا بدون ان تنتظر انضمام الاتحاد الاوروبي غير المحتمل الى خطوتها اثناء سفر وزير خارجيتها ميغل انخيل موراتينوس الى هافانا في نيسان/ابريل 2007. الى ذلك دان المعارضون الكوبيون القرار الاوروبي وحذروا من تشديد قمع النظام للمعارضة. اما فيدل كاسترو فتحدث عن "رياء هائل" في تعليقه على الخطوة الاوروبية.

تويتر