ذبائح مقصب أم القيوين لا تخضع لـ«الكشف الطبي»
عملية الذبح مرتجلة في غالب الأحيان. تصوير: شاندرا بالان
اشتكى سكان في أم القيوين من «قلة اهتمام ومتابعة قسم الصحة العامة، في بلدية الإمارة، لإجراءات الذبح في مقصب أم القيوين» معربين عن قلقهم من عدم وجود الطبيب البيطري المختص، إلا في أوقات قصيرة ومحددة، وترك المهمات كافة إلى «الجزارين».
وقالوا لـ«الإمارات اليوم» إن وجود الطبيب مقصور على الفترات الصباحية. أما المتبقي من فترات النهار فتوكل المهمات خلاله لمفتش مناوب على مدار الساعة.
ومن جانبها، أكدت بلدية أم القيوين أن المقصب يفتح أبوابه من الساعة السادسة صباحاً حتى الثامنة مساء بإشراف طبيبين بالتناوب. أما بعد الثامنة، حين يتقلص عدد المراجعين من أجل الذبائح، فيكون في المقصب مفتش مناوب طوال الليل. بمعنى أنه جاهز في أي لحظة». وتابعت: «إذا لم يكن الطبيب موجوداً لأمر ما، فبالإمكان انتظاره حتى يعود».
وفي التفاصيل، قال عبدالله محمد إن «مقصب أم القيوين لا يفتح أبوابه إلا خلال الفترة الصباحية، وغالباً لا يكون الطبيب البيطري المشرف على المقصب موجوداً فيه. ولذلك، يتولى عمال المقصب عمليات الذبح دون العودة إلى الطبيب لإجراء الفحوص الأساسية اللازمة».
وأضاف: «أحضرت قبل نحو شهر خروفاً من أجل ذبحه وسلخه وتقطيعه. وسألت عن الطبيب البيطري، فقيل لي إنه غير موجود، وسرعان ما قام العامل (باكستاني) بمهمة الذبح والسلخ والتقطيع، من دون أن يجري الفحوصات اللازمة التي تُتبع في هذه الحال، ولم يعاين الذبيحة قبل الذبح وبعده. وعندما سألته عن سبب إغفاله هذه الأمور، قال لي إنه يمتلك من الخبرة ما يؤهله لمعرفة ما إذا كانت الذبيحة بحاجة إلى فحوص أم لا».
وقال أبوحسن: «الطبيب غائب دائماً تقريباً، وكلما جاء أحد بذبيحة، عليه أن يبحث عنه، وينتظره. لهذا، يضطر البعض الى عدم الانتظار ويقبل بذبيحته كيفما اتفق. وعندما يأتي الطبيب يكون كل شيء قد انتهى، وهو آخر من يعلم».
وقال زبون التقيناه مصادفة في المقصب (فضل عدم ذكر اسمه) إن العملية تتم بعيداً عن رقابة الطبيب، الذي يقول إن بيته قريب، وإن هناك مفتشاً مناوباً، وإنه على استعداد للحضور في أي لحظة. والحقيقة أن المسألة كلها بيد القصابين والعمال. أما في حالات معينة، عندما يشكّون بالذبيحة، فهم يقومون بفحصها جيداً، لأنها واضحة وتستدعي الفحص، خصوصاً في حالات الدهس والنزيف الحاد وما شابه». وتابع قائلاً: «يبدو أن الناس اعتادوا على ذلك، فالمهم عندهم أن يأخذوا حاجتهم ويمضوا».
من جانبه، أكد الطبيب البيطري في المسلخ، ضياء الدين صالح، أنه يؤدي المهام المناطة به كاملة. وقال: «إنني أفحص الذبيحة قبل الذبح وبعده، وعلى ضوء النتيجة، أقرر ما إذا كانت الذبيحة تصلح للأكل أم لا».
وتساءل: «لماذا يشتكي الزبون من عدم وجودي في بعض الأوقات، فبيتي قريب جداً من هنا، وبالإمكان الاتصال بي مباشرة. كما أن المفتش المناوب موجود باستمرار، وبالإمكان التعامل معه بهذا الشأن، أو الانتظار قليلاً ريثما أعود».
ومن جانبه، أكد رئيس قسم الصحة العامة في البلدية، غانم علي، أن فترات تغيب الطبيب لا تزيد على مواعيد الغداء، لافتاً الى «إمكان انتظاره حتى يعود، فهو إما في بيته القريب جداً من المقصب، أو في مهمة رسمية في البلدية».
وتابع: «قد يكون المسلخ عانى من بعض التأخير في عمليات الذبح خلال الأسبوع الماضي بسبب ذهاب أحد الطبيبين إلى السعودية لأداء العمرة» مشيراً إلى أن «المسلخ في بعض الأيام يقوم بعمليات ذبح تفوق الـ100 رأس غنم، عدا عن المناسبات المهمة، كالأعراس التي يكون عدد الذبائح فيها أكثر من هذا العدد، كما أن بعض الزبائن يأتون إلينا من الإمارات الأخرى، خصوصاً من عجمان».
وفي ما يتعلق بعمليات الذبح المخالفة للشروط والقوانين التي تتم خارج المسلخ، قال غانم علي الى «إننا نطارد من يذبح خارج نطاق المسلخ والقانون، حيث يلاحق مفتشونا كل تلك الحالات، ونخالفهم كلما اقتضى الأمر، لكننا في البداية نوجه للمخالف إنذاراً. وفي حال تكرار المخالفة نتخذ الإجراءات اللازمة التي تصل إلى حد إلغاء رخصته من البلدية أو إغلاق المحل».
وأضاف: «المسألة لا تخلو من وجود مرض ما، وعلى الرغم من ثقتنا بأن الجهات الرسمية تعمل كل ما في وسعها من أجل حصول الجميع على لحوم صحية بالتأكيد، لكن مثل هذه الممارسات التي يقوم بها بعض اللحامين الذين يستعرضون خبراتهم في بلدانهم ويقومون بعملية الذبح والسلخ والتقطيع دون الرجوع للطبيب قد يخلق مشكلات ما ويتحملها في هذه الحال الطبيب، فهو المسؤول عن كل التفاصيل، ولا يمكن أن تتم عملية ذبح إلا بموافقته وحضوره وإشرافه، وهو في أغلب الأحيان موجود في موقع العمل».
وتابع علي: «لدينا أيضاً مفتش طوارئ لما بعد الساعة الثامنة، يقيم في المكان نفسه. وفور دخول المرء إلى المقصب يشاهد رقم الطبيب معلقاً على الجدار. وعلى العموم تتم الإجراءات بإشراف ومتابعة من الطبيب». وأفاد بأنه لا يوجد في المقصب غير قصاب واحد تابع للبلدية، «لكننا نستعين بالقصابين الموجودين في المقصب، ممن يمتلكون محلات بيع اللحوم الطازجة».
مقصب جديد المقصب الحالي الذي ينتظر الانتقال إلى مكان آخر مازال يعيش حالة الشراكة مع الخضار والفواكه والسمك، فالمقصب فيه مكان الذبح والسلخ والملاحم وسوق الخضار والفواكه وسوق السمك.
ولكن البلدية اتخذت الإجراءات اللازمة للحفاظ على نظافة المكان، خصوصاً محاربة الذباب، حيث نصبت داخل المقصب مصائد للذباب والحشرات، إضافة إلى التنظيف اليومي للمكان. |
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news