أقول لكم
رحم الله أيام المطعم الدوار، فقد كان أعجوبة الدنيا، يدفع المرء أضعاف ما يدفع للعشاء فقط حتى يعيش لحظة تحرك قمّة ذلك المبنى، وقد دخلنا مرحلة جديدة، فهذا برج عملاق متحرك، من «أخمص» أساساته حتى «قرين» رأسه، يلف 360 درجة، وهذا اسم الشركة التي ستطلقه، ويضاف إلى اختراعات الأبراج والبنايات، وقد سبقه «برج الكندورة» الذي أعلن عنه في العام الماضي، والذي تساءل الناس يومها إن كان المدخل الرئيس من «الجيب الجانبي»
أم «جيب الصدر»، وظهر بعده مشروع الأبراج «المتمايلة» والتي ظهرت في صورها وكأنها راقصات أفلام الأسود والأبيض الشهيرة، وترددت إشاعات حول «برج البرقع» الذي يقال إنه ينتظر الموافقات النهائية على التصميم حتى يعلن عنه، ولكن أحد المنافسين المتحفزين مستعد لمواجهة الموقف بطرح فكرته المتفوقة، وهي برج «العباية والشيلة»، ولا نستبعد أن تظهر أفكار إبداعية جديدة تتحدى وتظهر بنات أفكار عباقرة الهندسة، فمثلاً هناك من يدرس إطلاق برج «البراءة»
على شكل طفل، وهي أفكار قد ترى النور وقد تكون مجرد خيالات على الورق، إلاّ برجنا الدوّار هذا الذي شغل فكري، وجعلني أطرح تساؤلات كنت في غنى عنها، ولكنني مازلت منشغلاً بها، فقد يصدف أن يسكن أحد معارفي في هذا البرج، فأزوره للمرة الأولى ومدخله في اتجاه الشمال وتضطرني الظروف لزيارته بعد أيام، فلا أجد أثراً لذلك المدخل، فماذا أفعل؟
وماذا يفعل ذلك الذي يسكن البرج؟ وتخيلت شاعراً يسكن هناك أيضاً، فيكتب بداية قصيدته الجديدة حول الإطلالة الجميلة على البحر، وعندما يريد أن يكملها في اليوم التالي يجد نفسه محدّقاً في بقايا «السطوة» أو امتداد الصحراء، فماذا يفعل بقريحته الشعرية؟ وفجأة «شطح» خيالي نحو مهندس أوروبي يقرر أن «يتفذلك» علينا ببرج متنقّل، برج يمشي من مكان إلى آخر، فماذا نفعل مع هذا؟
myousef_1@yahoo.com
|
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news