ماكي مانديلا: عائلتنا منكوبة.. لكن لا تشبّهونا بآل كنيدي

نيلسون مانديلا.    أ.ب
 

في الذكرى ال90 لميلاده كشفت ابنة الزعيم الإفريقي نيلسون مانديلا أن المناضل العجوز الذي تحمل في السجن 28 عاماً من أجل حرية بلده كتم في ضلوعه آلاماً أشد عبر مسيرة عمره الطويلة وهي تلك المآسي الميلودرامية التي شهدتها عائلته والتي تضمنت فقدانه خمسة من أبنائه أحدهم في حادث سيارة وآخر بمرض الإيدز.

 

ويقام حفل موسيقي خيري بمناسبة عيد ميلاد الزعيم الافريقي اليوم في ساحة هايد بارك بالعاصمة البريطانية لندن ويحضر الحفل نخبة سياسية واعلامية وفنية عالمية من بينها الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون وابنته تشيسلا والاعلامية أوبرا وينفري والممثلة ليونا لويس.
 
 وتكشف ماكي مانديلا ابنة الزعيم الافريقي الكبرى عن جانب من هذه المآسي وتقول «عانى والدي من الكثير من الآلام في حياته إذ إنه فقد ثلاثة من اطفاله، اضافة الى ابنيه. وهو مدرك تماماً انه ليس هناك من سيحمل اسمه بالمعنى  التقليدي».
 

 ماكي مانديلا: والدي عانى الكثير في حياته.

 

وقالت ماكي (54 عاماً) التي تعيش في جوهانسبورغ «إن مراقبين يشبّهون ماجرى معهم بما حدث مع عائلة كنيدي ولكنها ترفض مثل هذه المقارنة حالياً لانها تنطوي على ذكريات سيئة» ..
 
وكتب مانديلا حول وفاة ابنه الاول ثيمبي الذي قتل في حادث سيارة بينما كان هو لايزال في السجن في جزيرة روبن. ولكنه يجد صعوبة اكبر في الحديث عن ابنه الثاني ماكاثو.. وتقول ماكي في مقابلة نادرة اجرتها الاسبوع الماضي «عندما يذكر احدهم اسم شقيقي يعمد والدي الى ترك المكان. كان ماكاثو محامياً مثل والده وتوفي في عام 2005 بمرض الايدز وعندما كان في المستشفى اعتاد والدي ان يزوره ثلاث مرات يومياً». وتتابع «إن خسران الابن هو اسوأ ما في العالم».
 

 الممثلات هايدي رينغو وأميلا باريبا وكيشا بوكانا يشاركن في الحفل.

 
وكانت العائلة توضح دائماً أنها تريد أن تكسر حاجز المحرمات التي تحيط بمرض الايدز في جنوب افريقيا، وقالت ماكي «لم نشعر بالحرج إزاء هذا المرض إذ إنه مرض مثل غيره من الامراض الاخرى» وتعترف ماكي ان مانديلا وجد صعوبة في مناقشة هذا الموضوع. وكان اهم انتقاد واجهته فترة رئاسة مانديلا انه كان بطيئاً في تحركه ازاء محاربة الإيدز الذي يؤثر الآن في ربع سكان جنوب إفريقيا.

 

وتقول ماكي إن والدها شخص تقليدي ومحافظ جداً عندما يتعلق الأمر بالعائلة فهو شخص متقاعد «يمضي الوقت مع أحفاده ويحكي لهم الحكايات عن تاريخه وعن المكان الذي عاش فيه» وتؤكد ماكي انها كانت في السادسة او السابعة عندما اختبأ والدها ومن ثم ذهبت الى مدرسة داخلية وبعد ذلك أُخذ الى السجن.
 

 الإعلامية أوبرا وينفري.


ونظراً الى ان ماكي كانت واحدة من ابناء مانديلا الاربعة من زوجته ايفيلين (توفيت عام 2004) فإن ماكي كانت تعيش علاقة صعبة مع والدها. وتقول انه كتب لها يوماً رسالة يقول فيها «لا تجعليني اندم لأني في السجن الان. واريد القيام بشيء مهم ليس لي او لعائلتي وانما لجميع السود» وبعد اطلاق سراحه جاء لمعانقة ابنته التي أحجمت عنه وتقول «كان والدي والداً للعالم بأسره وليس لي فقط».
 

 كلينتون وابنته وتشلسي.  أرشيفية

 
وكانت علاقة مانديلا متوترة مع أبنائه الكبار بعد ان طلق أمهم وتزوج ويني و تقول ماكي «كنا في حرب مع ويني. وأمي هي التي ساعدت على جعل مانديلا محامياً وحافظت على المنزل وربت ابناء العائلة» وكانت ايفيلين امرأة هادئة فضلت البقاء خارج الاضواء ولكنها ظلت تذكّر ابناءها بان والدهم كان يحبهم.
 
وحصلت ماكي على شهادة الدكتوراه في الانثروبولوجيا من جامعة ماساشوستس وتقلدت منصباً اكاديمياً رفيعاً قبل ان تصبح سيدة اعمال. وتزوج مانديلا للمرة الثالثة في عام 1999 من غاركا ماكيل التي يرى كثيرون انها جمعت شمل العائلة وساعدت مانديلا على العيش حياة هادئة. وتقول ماكي «انا فخورة بوالدي. وقد وصل الى السلطة في جنوب إفريقيا وكان قادراً على تركها خلفه بسهولة. إنه عنيد، ولكنه مؤمن كبير. وكانت حياته كفاحاً ولكنه كفاح متفائل».
عن ذا تايمز

تويتر