مستشار ماكين.. صديق الانقلابيين والطغاة

 تشارلز بلاك 

 

صرح تشارلز بلاك، مستشار المرشح الاميركي الجمهوري، جون ماكين، في مقابلة مع مجلة «فورشنت» الاثنين الماضي بان كارثة جديدة مثل الحادي عشر من سبتمبر 2001 من شأنها ان تقوي موقف ماكين في الانتخابات.

 

وأضاف بلاك ايضا ان «اغتيال رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بي نظير بوتو قدم دعما لماكين في الايام الاخيرة قبل الانتخابات التمهيدية في نيوهامشاير».

 

واعتذر بلاك لاحقا عن التصريحات وتبرأ منها ماكين لكنها أثارت الجزع في الشارع الأميركي والعالم وأثارت تساؤلاً عميقاً: من هو بلاك الذي يمكن أن تقوده الظروف ليصبح المخطط  لصانع القرار الأول السياسي في العالم؟

 

دخل بلاك المجال السياسي في منتصف الستينات  كمدير سياسي لمنظمة «الشباب الاميركي من اجل الحرية» والتي تمثل اقصى اليمين المناهض لحركة الشباب المعارض لحرب فيتنام. اصبح فيما بعد المدير التأسيسي للجنة الوطنية من اجل العمل السياسي للمحافظين ثم  المدير السياسي للجنة الوطنية للجمهوريين، حيث قدم الرعاية السياسية الى لي اتووتر مهندس الاستراتيجية الهجومية للرئيس جورج بوش الاب وكارل روف الذي لعب الدور نفسه في عهد الرئيس الاميركي الحالي جورج بوش.

 

شغل منصب كبير مستشاري حملة الرئيس السابق رونالد ريغان عام 1980، وفي الوقت الذي سيطر فيه الجمهوريون على البيت الابيض، سعى بلاك للاستفادة المالية من هذا الوضع، حيث اسس مؤسسة «مانفروت اند ستون» وهي عبارة عن مجموعة ضغط سياسية، اصبحت في ما بعد همزة الوصل بين واشنطن ومجموعة من دكتاتوريي العالم، امثال الرئيس الزائيري السابق موبوتو سي سي سيكو والرئيس الفلبيني فيردناند ماركوس والرئيس الصومالي محمد سياد بري والرئيس النيجيري، ابراهيم بابنجيدا. وكان ابرز عملاء بلاك الدوليين هو رئيس حركة يونيتا، جوناس سافمبي المناهضة للشيوعية في انغولا، والذي تؤازره ادارة ريغان ونظام جنوب افريقيا العنصري. في منتصف تسعينات القرن الماضي حصلت مؤسسة بلاك على عميل آخر بارز هو احمد الجلبي المنشق العراقي وقتها والذي وفر معلومات مضللة عن اسلحة الدمار الشامل المزعومة في العراق.

 

لم تكن انشطة بلاك مجرد انشطة ارتزاقية مستقلة، فقد صرح في مقابلة صحافية له قبل وقت قصير بانه لا يقوم بالاتصال مع الحكومات الاجنبية او الحركات السياسية دون اذن من وزارة الخارجية والبيت الابيض، مع التأكيد لهما بان هذا العمل يصب في مصلحة البلاد.

 

 ارتباطات بلاك باجهزة الاستخبارات العسكرية الاميركية اضافة لتاريخه الطويل مع الجناح الايمن يكشف عن شخصية تنضح بالشؤم. ويثير تصريح بلاك بان هجوما ارهابيا سيفيد حملة ماكين، يثير التساؤل عن ما اذا كانت قطاعات من اجهزة الدولة وادارة بوش متورطة بالفعل  في الاعداد لاحداث الحادي عشر من سبتمبر، اما عن طريق صم الاذان عما يجري، او التخطيط بانفسهم لمثل هذا العمل. 
تويتر