الهاجري يعمّر أكثر من قرن

حسين ناصر الهاجري يسرد أحداثاً وقعت قبل أكثر من 100 عام  الإمارات اليوم 
  
 لا يعرف المعمّر حسين ناصر الهاجري، من مدينة العين، تاريخ ميلاده على وجه التحديد، لكنه يحتفظ بذاكرة جيدة، تسرد أحداثًا وقعت قبل أكثر من 100 عام، مثل حروب القبائل في شبه الجزيرة العربية في بدايات القرن العشرين، وفي سياق دقيق ومترابط تاريخيًا يضعه في مصافّ أكبر المعمرين في العالم.

 

الهاجري المولود في السعودية، لا يعاني من أمراض مزمنة، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكر، والقلب، ويقول أبناؤه وأحفاده، إن إدارة الجنسية والإقامة في العين، قدرت عمره بنحو 135 عامًا. لكن مظهره وبنيته يشيران إلى عمر أقل من ذلك.  وحسب موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية، فإن أكبر معمّر في العالم، هو الياباني توموجي تانابي الذي يبلغ عمره 112 عامًا، لكن الموسوعة نفسها ذكرت آخرين بلغوا أعمارًا أطول منه في الصين وكوبا وأوكرانيا.

 

وقالت وكالات أنباء عالمية أخيرًا إن فلسطينيًا عمره 127 عامًا، هو أكبر معمّر في العالم. الهاجري ينافس هؤلاء في طول العمر، فهو يؤكد أنه يعي جيدًا الحروب التي دارت بين الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود، وأمراء منطقة حائل آل رشيد، لاسترداد الرياض، وهذا يعني تاريخيًا العام 1901، إذ تواصلت الحروب بعد ذلك، وصولاً إلى سيطرة آل سعود على نجد في سنة 1912، ما يؤكد أن الهاجري كان في سنوات شبابه الأولى في تلك الحقبة،ويقول لـ«الإمارات اليوم» إنه «شارك في استعادة إحدى المناطق (من آل رشيد) وتلقى مع آخرين مكافأة من الملك عبدالعزيز».

 

 وللهاجري عشرات من الأولاد والأحفاد، وهو يتذكر بدقة خروج الأشراف الهاشميين من الحجاز، وإعلان الثورة العربية الكبرى على الحكم التركي في عام 1916، ثم الحروب التي نشبت لاحقًا في شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام، أثناء الحرب العالمية الأولى (1914 ـ 1918) قائلاً إن «القبائل كان بعضها يحارب بعضًا بسبب الطعام، لأن الجوع كان يطحن الجميع، حتى إننا كنا نجهّز البندقية ونضعها تحت الوسادة عندما ننام، لأننا لا نعرف متى تغزونا إحدى  القبائل».

 

كما يتذكر الهاجري الذي يحتفظ بمظهر رجل لا يزال في عقده الثامن، ويحب استخدام أجهزة الهاتف الحديثة، كيف انتقل إلى الإمارات، والتقى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في جبل حفيت. ويقول إنه تعرف إليه وهو لا يزال في سنوات شبابه الأولى «ولكن بعد هذا اللقاء أصبح يعرفني جيدًا، وفيما بعد أصبح ابني يعمل عنده.

 

وكان الشيخ زايد يتصل باستمرار ليطمئن عليّ، ولم ينقطع سؤاله عني قط إلى أن توفي».  وحول سرّ احتفاظه بعافيته، يقول الهاجري الذي يحفظ أجزاء كثيرة من القرآن الكريم، وعشرات القصائد الطويلة التي اعتاد البدو إلقاءها. إن «السر يكمن في أنني لا أغيّر عاداتي التي نشأت عليها في حياة البداوة؛ فإلى اليوم أشرب حليب النوق، وأتناول الخبز والتمر، وهذا سبب قوتي».

 

منتقدًا أنواع المأكولات الحديثة، قائلاً «الطعام اليوم كله آفة، ولا يمكن مضغه، وفيه كثير من الأمراض. ولذلك، فأنا لا أدخل شيئًا منه في جوفي». وعن عمله، قال إنه كان في سنوات شبابه يرعى الأغنام والجمال.

 

و أضاف «في ذلك الوقت، كانت هناك جملة تتردد كثيرًا عند البدو، حيث كانوا يقولون إن الزمن الذي سيأتي بعدهم، سيتكلم فيه الحديد ويتقرب فيه البعيد، وقد عشت لأرى بعيني هذه الأمور تتحقق». ويقول أصغر أحفاده «جدي لا يقرأ ولا يكتب، لكنه يعلم تمامًا ما يدور حوله من تطور، وهو يستخدم الأجهزة الحديثة مثل الهواتف النقالة، ويستمتع بها كثيرًا».

الأكثر مشاركة