اللؤلؤ.. كلاسيكية مفعمة بالأنـوثة

المبادرة تمثل برنامجاً دولياً لتصميم المجوهرات اللؤلؤية. «الإمارات اليوم»


بدأت مجوهرات اللؤلؤ تستعيد مكانتها في عالم المجوهرات، بعدما  مرت بفترة من الركود من حيث الاستخدام بسبب كلاسيكية تصاميمها من جهة ورواج المجوهرات الماسية من جهة اخرى. لكن هذه المجوهرات التي ترتبط كلاسيكيتها بالثراء وقصص الاميرات الحسناوات لم تفقد مع الايام بريقها، رغم قلة استخدامها بسبب رواج استخدام الالماس والاحجار الكريمة، فقد ظلت مطلوبة من قبل عدد محدود من النساء، رغم دخول اللؤلؤ كصناعة او كتجارة ضمن الاعمال التراثية التي حققت رواجا معينا خلال عقد من الزمن.

وتأكيداً لاهمية اللؤلؤ كتجارة وصناعة ابداعية لا بد من الحفاظ عليها، نظم مركز دبي للسلع المتعددة مبادرة «جوهر الؤلؤ»، البرنامج الدولي لتصميم المجوهرات اللؤلؤية، والذي يعتبر اول مبادرة ابداعية عالمية من نوعها لتصميم المجوهرات اللؤلؤية بكامل اصنافها. ويأتي اطلاق هذا البرنامج في اطار الاستراتيجية الشاملة التي يتبناها مركز دبي للسلع المتعددة الرامية الى توطيد مكانة الشرق الاوسط في صناعة اللؤلؤ العالمية ومكانة دبي بوصفها مركزا رائدا لتجارة اللؤلؤ. ويأتي البرنامج  متمما لمشروع مركز دبي للسلع المتعددة «اللآلئ العربية» الواقع في «جزر العالم»، والمتوقع ان يشكل مركزا تجاريا وتعليميا متكاملا قل مثيله في المنطقة. 

فئات البرنامج
يهدف البرنامج الذي يشارك فيه عدد من الطلاب الى جانب مصممين عالميين الى اعادة احياء التراث الثري لتقاليد اللؤلؤ في شبه الجزيرة العربية بتصاميم ولمسات عصرية. ويتألف البرنامج من فئتين تضم الاولى اشهر المصممين، فيما تضم الثانية طلاب تصميم المجوهرات اللؤلؤية. وستتاح الفرصة للمصممين الواعدين للفوز بجوائز عدة بما فيها تدريب عملي لمدة 30 يوما لدى احدى دور تصميم المجوهرات الدولية، ورحلة لمدة اسبوع  لمشاهدة عمليات صناعة مجوهرات باسبالي في استراليا.

تصاميم عصرية
 وقال مصمم مجوهرات اللؤلؤ في ميكورا شيتون كوراني «لطالما صنفت اللآلئ على أنها أجمل المجوهرات الكلاسيكية التي يمكن ارتداؤها في المناسبات الخاصة من قبل المرأة الثرية الشابة. إلا أن هذه الدلالات قد تغيرت في السنوات الأخيرة، فقد أصبحت التصاميم الخاصة بالمجوهرات اللؤلؤية تتناغم مع العصرية والحداثة، إذ توجد الآن تصاميم عصرية مزينة باللآلئ بجميع فئاتها وأنواعها»، وأضاف في تصريح لـ «الإمارات اليوم» «يمكن القول ان دخول الالماس على اللؤلؤ لا يعود الى رواج تجارة الماس، اذ يمكن  للتوهج الدافئ الذي تشع به اللآلئ أن يتباين بشكل مثير مع البريق الأخاذ للألماس، وبالتالي يمكن القول إن كلاً من هاتين الفئتين من المجوهرات يكمًل بعضها بعضاً من حيث الجمال والاناقة».

أحجار رقيقة
وحول التعامل مع تصاميم اللؤلؤ، قال كوراني «نظرا للرقة والحساسية التي تتمتع بها اللآلئ، فإنه يتوجب على المصمم ألا يخفي معالم هذه الرقة والجمال بإضافة الكثير من الماسات والأحجار الكريمة التي ارى ان عددها في تصميم اللؤلؤ يجب ان يكون محدودا. إذ تتمتع اللآلئ بسمات فريدة تمكنها من التقاط وعكس بريق الأضواء في محيطها، لذا يجب أن تعطى اللآلئ مساحتها ومحيطها الخاص لإبراز جمالية السحر الذي تتمتع به»، واستدرك كوراني قائلا «يتوجب على المصمم عند تصميم المجوهرات اللؤلؤية الأخذ بالاعتبار مدى حساسية ومتانة اللآلئ، إذ إنه من السهل جداً الإضرار بالطبقات الحساسة التي تغطي اللآلئ، لا سيما انه من الصعب جداً كسر أو ثقب حبة اللؤلؤ. وهذا ما يجعل عملية ترصيع اللآلئ بنوع آخر من الاحجار الكريمة عملية معقدة من حيث التصميم والتصنيع». واردف قائلا «بالنسبة لي اعتبر المظهر الجمالي النهائي للتصميم هو الأهم وليس التعقيدات الداخلة في عملية التصميم».

أنوثة ونعومة 
وبمقارنة اللؤلؤ بالاحجار الكريمة الاخرى اعتبر كوراني ان «اللآلئ هي الأجمل والأكثر استثنائية بين باقي المجوهرات والأحجار الكريمة، حيث إنها الوحيدة التي تنتجها إحدى الكائنات الحية، ما يمنحها جاذبية وسحرا يميزانها عن باقي الأحجار الكريمة المعدنية»، ويضيف أن «اللآلئ هي الأكثر أنوثة ونعومة بين باقي المجوهرات، فهي الوحيدة التي ترتبط بالنساء، بغض النظر عن جميع المحاولات لضم بعض المجوهرات اللؤلؤية في تصاميم خاصة بالرجال». كما أن اللآلئ تتمتع بجاذبية واستقلالية خاصة عززتها وزادت من جماليتها بعض الشخصيات الرائعة مثل كوكو شانيل، وأميرة موناكو غريس كيلي، والأميرة ديانا».

مناسبات اللؤلؤ
وعن المناسبات التي يمكن خلالها ارتداء اللؤلؤ، لفت كوراني الى ان «اللآلئ تتميز بتنوع فريد، إذ إنها تعد مثالية لحضور أمسية  موسيقية أوبرالية، وفي الوقت ذاته فيها من الجمال والسحر ما يكفي لتشكل الإكسسوارات الأمثل لتتوافق مع لباس رسمي خاص بالاجتماعات العملية المهمة، ولكني شخصيا اراها على درجة من الجمال تجعلها الزينة الأمثل في جميع الأوقات والمناسبات».

اللؤلؤ تراث الإمارات
من جهته اكد الرئيس التنفيذي لمركز دبي للسلع المتعددة احمد بن سليم ان «جوهر اللؤلؤ فرصة لجذب المختصين في هذا المجال، وهي خطوة اولى لدبي لتطوير تجارة اللؤلؤ»، ولفت الى ان «هناك عددا من الشركات الناجحة في تجارة اللؤلؤ، إضافة الى مصممين مختصين بمجوهرات اللؤلؤ سيشاركون، ما يؤدي الى اكتشاف ابداعات ومواهب جديدة، ستعمل لاحقا على ادخال اللؤلؤ على سلع اخرى»، وفي ما يتعلق بنوعية اللؤلؤ، اوضح سليم ان هناك «اسماء عالمية لمجوهرات اللؤلؤ تقدم نوعيات متميزة، ومنها باسبالي التي تعتبر مثالا جيدا عن نوعية اللؤلؤ الذي نريد الترويج له في الامارات»، اما عن اهمية اللؤلؤ في حياة الاماراتيين، فقد اشار سليم الى  ان «اللؤلؤ تجارة قديمة، وحين يتحدث الناس عن تجارة اللؤلؤ، يذكرون رحلات الغوص التي باتت من التراث الاماراتي، وأسباب انقراض هذه التجارة التي ما زالت غير معروفة، ولكن الوعي الحالي حول اهمية اللؤلؤ غير كافٍ». وحول توقعه لعطاءات الشباب الاماراتي، اكد سليم ان «الهدف من المبادرة السوق العربي كاملا، وهمنا ان تكون دبي مركزا تجاريا عالميا للؤلؤ». 
  
«جوهر اللؤلؤ» 
 تعد مبادرة «جوهر اللؤلؤ» برنامجا دوليا متخصصا في تصميم المجوهرات اللؤلؤية يهدف الى تسليط الضوء على تراث اللؤلؤ الثري في المنطقة بلمسة ابداعية عصرية. وسيتم تقديم  دعوات حصرية لاكثر من 10 مصممين لعدد من الماركات العالمية، والذين سيقدمون تصاميم وابداعات فنية من المجوهرات اللؤلؤية الفريدة، والتي ستعرض خلال حفل خاص، ثم ستجوب عددا من المعارض الدولية المتخصصة لتحظى بفرصة استثنائية، حيث سيعود ريع بيع المجوهرات الى جمعية خيرية محددة. اما في ما يتعلق بالجوائز التي ستقدم فهي ستتاح امام طلاب السنة الاخيرة في المعاهد والكليات المختصة بالمجوهرات، وقد تم ادراج 44 معهدا في تسعة بلدان، وهي استراليا، الصين، هونغ كونغ، الهند، اليابان، لبنان، سنغافورة، جنوب افريقيا، تركيا. يذكر انه سيتم اختيار 10 تصاميم فائزة ليتم تصنيعها من قبل عدد من الرعاة ومنتجي المجوهرات.   
 
تويتر