«نشيد الصباح الصغير».. رقص إيمـــائي في دمشق
الصربي جوزيف نادج والفرنسي دومينك ميرسي خلال العرض. أ.ف.ب بدأت في دار الأوبرا بالعاصمة السورية دمشق، أول من أمس، عروض العمل الايمائي الراقص «نشيد الصباح الصغير» للراقص والمصمم الفرنسي من اصل صربي جوزيف نادج بمشاركة الراقص الفرنسي دومينك ميرسي، وما يلفت الانتباه في عرض الرقص الحديث هذا ليس جودته والمهارات العالية التي يتمتع بها الراقصان وحسب، وإنما الشريك في الرقصة وهو رجل هذه المرة وليس امرأة كما هو العرف المتبع في مثل هذه العروض الراقصة، وحول هذه النقطة يوضح نادج ماهية اختياره ان يكون الثنائي من جنس واحد، وليس من الجنسين كما جرت العادة في تاريخ الرقص، قائلاً: «تكرّست فكرة الزوج في الرقص برجل وامراة، ودائماً يبحث الجمهور عند رؤيته لهذا الثنائي عن قصة حب. أما العرض هنا فيبحث في علاقات الكائن البشري بالآخر بصورته العامة».
ويقوم عرض نادج على بحث مرهف في العلاقة التي تجمعه مع الراقص ميرسي، او كما يقول: «هو عرض يجسد لقاءنا معاً ودواخلنا ثم علاقاتنا نحن الاثنين مع العالم الخارجي من خلال الأسفار الكثيرة التي قمنا بها». في البداية يجلس الراقصان على كرسيين وبجوارهما توجد مكنستان. يقومان بكنس أوراق مدعوكة ويرميانها في جيوب معطفيهما في حركات راقصة ذات ايقاع بطيء ممزوجة بالإيماء ومفعمة بالمفارقات. ثم يتحولان الى حوارات جسدية، وبمقدار ما هي خشنة وقوية في جسد نادج، تبدو لدى ميرسي تنضح بالرهافة والخفة. ويصاحب الرقص الثنائي العديد من المقطوعات الموسيقية. هناك موسيقى تقليدية من كمبوديا ومقدونيا ورومانيا ومصر والمجر، وهو ما يحيل الى عوالم الأسفار والارتحال الدائم. وهناك ايضاً مقطع من «ماريا» لميشيل مونانارو، ومعزوفة «تانغو» لايغور سترافنسكي. وحتى لو كانت اللوحات الراقصة توحي وكأنها مصممة للموسيقى المصاحبة، فإن نادج يؤكد انه لم يبن عرضه على اساس الموسيقى، بل ابتكر تصميمه في «الصمت المطبق»، ثم اختار بعض المقطوعات من مكتبته الموسيقية لتساعد، حسب تعبيره، «على خلق مناخات حسية». ويعارض نادج «استخدام نوتة موسيقية مكتوبة للعرض الراقص؛ لأنها تجعل الرقص منقاداً للموسيقى، ومصاغاً على اساسها، وأنا على عكس الكثيرين ارى ان بناء الرقص على الموسيقى يجعل العلاقة بينهما تبسيطية»، ودومنيك ميرسي هو أهم راقصي عروض المصممة الشهيرة بينا باوش، بعد لقائهما في الولايات المتحدة عام 1973، ويعمل مساعداً لها منذ ذلك الحين. ويتذكره الكثيرون من أدائه في اللوحة الراقصة التي بدأ بها فيلم الإسباني بيدرو المودوفار «تحدث معها». أما جوزيف نادج، الصربي المولد الفرنسي الإقامة، فقد درس في يفاعته الفنون الجميلة في يوغسلافيا السابقة، وقام بدراسة التعبير الحركي في جامعة بودابست. وفي عام 1980 سافر لدراسة الإيماء في باريس، واكتشف بالتزامن مع ذلك الرقص المعاصر، ودرس أنواعاً عديدة منه، ليدرس بعدها فن الحركة من عام 1983 في فرنسا والمجر، ويشارك في العديد من العروض الراقصة قبل ان يشكل فرقته الخاصة «مسرح جيل» ويقدم عرضه الأول «البطة البكينية» عام .1987 مارس نادج الرسم طويلاً، وتركه ليركز على الرقص. ومن اعماله «الراقصة الاخيرة مذكرات مجهول (2002)، لم يعد هناك فوران (2003)، غبار الشمس (2004)، وآخرها عرض استراحة (2008). |
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news