مستشفى راشد يستقبل 4 عمال مُصابين بالسلّ يومياً
|
|
العمالة المصابة بالسلّ تحمِّل القطاع الصحي في الدولة أعباء بملايين الدراهم. تصوير: جوزيف كابيلا
أفاد أطباء في دائرة الصحة والخدمات الطبية في دبي بأن «الدائرة تستقبل يومياً ثلاث أو أربع حالات لعمال أو خدم مصابين بمرض السل الرئوي (الدرن).
وقالوا إن «هذا العدد الكبير من العمال المرضى يشكل ضغطاً شديداً على الحجر الصحي في مستشفى راشد، ما تسبب في وجود ازدحام شديد به، ودفع إدارة المستشفى لإنشاء قسم عزل جديد يستوعب الأعداد المتزايدة من المصابين». وأفادت إحصاءات، حصلت عليها «الإمارات اليوم»، بأن «قسم حجر الأمراض الصدرية في مستشفى راشد يضم حالياً 26 عاملاً مصاباً بالسل». كما أظهرت إحصاءات مركز اللياقة الطبية في دائرة الصحة أن «العام الماضي وحده شهد الكشف عن 49 عاملاً مصاباً بالسل، تم ترحيلهم الى بلادهم». وأشار الأطباء الى أن «هؤلاء العمال اكتشفت إصابتهم فور وصولهم للدولة، اثناء اجراء فحص اللياقة الطبية اللازم للإقامة»، مبينين ان «وصولهم مصابين بالمرض يشكل خطراً على الصحة العامة ويحمّل المرافق الصحية اعباء شديدة». وطلبوا «فحص العمالة الوافدة للدولة في اوطانهم، اسوة بما تطبقه دول الخليج». وأوضحوا ان «دخول العمال المصابين بالأمراض المعدية، خصوصاً السل، يزيد فرصة انتقال المرض لمواطنـين ومقيمين، لكن فحصهم في بلادهم واستبعاد المرضى، يحمي الدولة من خطر الامراض المعدية». وقال المدير الطبي لمستشفى راشد، الدكتور يونس كاظم، إن «المستشفى يشهد تزايداً في عدد العمال المصابين بمرض السل»، مشيراً الى ان «الحجر الصحي في قسم الامراض الصدرية ضاق بعدد المصابين، ما اضطر ادارة المستشفى للبحث عن قسم جديد يستوعبهم اثناء فترة تلقيهم العلاج». وأضاف «لابد من اتخاذ إجراء يمنع وصول هؤلاء المرضى الى الدولة بفحص العمال مسبقاً في بلادهم، لضمان استبعاد المصابين منهم قبل سفرهم». ملايين الدراهم وأفاد استشاري الأمراض الصدرية رئيس قسم الأمراض الصدر في مستشفى راشد، الدكتور بسام محبوب، بأن «عدد العمال المصابين بالسل يتزايد بمعدلات كبيرة في الدولة، ما يشكل خطراً على الصحة العامة، وفي الوقت نفسه يشكل عبئاً شديداً على القطاع الصحي، ويكلف الدولة ملايين الدراهم سنوياً لعلاجهم». وأوضح ان «مريض السل لابد من حجزه حتى يعالج من المرض، فلا يمكن اعادته الى سكنه حتى لا ينقل العدوى لمن حوله، ولا يسمح له بالسفر، حماية للمسافرين معه»، ما تسبب في ان «اقسام الحجز في المستشفيات تشهد ضغطاً شديداً من قبل المرضى المعزولين». ولفت الى ان «هؤلاء المرضى يستمر عزلهم لفترة تصل الى شهرين، وأمام الضغط الشديد نسمح بخروج مرضى في المراحل النهائية من العلاج لنوفر اسرّة لمرضى جدد». وقال محبوب ان «هؤلاء العمال يفترض علاجهم في بلادهم ومن ثم لابد من فحصهم في اوطانهم، ليتم إبقاء المصاب منهم، ومنعه من القدوم للإمارات قبل علاجه». الفحص المُسبق واعتبر مدير إدارة مكافحة الامراض مدير برنامج مكافحة مرض التدرن في وزارة الصحة، الدكتور جمعة بلال، إن «استمرار فحص العمالة داخل الدولة يعني استمرار دخول الامراض الخطرة اليها»، مشيراً الى ان «العامل المريض بالسل المعدي قد ينقل المرض لمن حوله عبر الرذاذ الناتج عن السعال، ومن ثم يتسبب في انتشـار المرض». ولفت بلال الى ان «المكتب التنفيذي لوزراء الصحة في دول الخليج قرر تطبيق سياسة الفحص المسبق للعمال في بلادهم، وبدأت الدول المجاورة تطبيق القرار منذ عام 1998»، مشيراً الى ان «الامارات لم تطبقه حتى الان». وأضاف «اعتمدت دول الخليج مراكز طبية في دول آسيوية لفحص العمال قبل سفرهم»، مشيراً الى ان «مسؤولين في قطاعات الصحة في دول الخليج يجرون تفتيشاً دورياً على تلك المراكز للاطمئنان على صحة اجراءاتها».
وطالب «الجهات العمالية في الدولة بتطبيق السياسة نفسها، مع اعادة فحص العمال مرة اخرى فور وصولهم للدولة لضمان سلامتهم من المرض».
وذكر ان «الدول الآسيوية التي يفد منها غالبية عمال الدولة تشهد تزايداً في معدل الاصابة بالسل، خصوصاً الهند التي يقدر معدل الاصابة فيها بـ75 اصابة لكل 100 الف نسمة، وفق احصاءات منظمة الصحة العالمية في عام 2003، وقدرت المنظمة معدل الاصابة في بنغلاديش بـ 111 إصابة لكل 100 الف نسمة». وأشار الى ان «علاج مريض السل يكلف 218 درهماً. وفي حال اهماله في العلاج يصبح مرضه مقاوماً للأدوية الاولية، ويتطلب الامر علاجه بدواء مستورد يكلف نحو مليون درهم للمريض». 49 إصابة وقالت مديرة مركز فحص اللياقة الطبية في دائرة الصحة في دبي، ميساء البستاني، إن «مراكز فحص اللياقة التابعة للدائرة تسجل بصفة دائمة حالات إصابة بالسل بين العمال، خصوصاً القادمين من الهند وباكستان»، مشيرة الى ان «العام الماضي سجلت المراكز 49 عاملاً مصاباً بالمرض». وأشارت الى ان «نتيجة الفحص تستغرق بضعة ايام، وإذا ثبت ان العامل مصاب بمرض معد يتم استدعاؤه، ونقله للحجر الصحي في مستشفى آل مكتوم، او حجر مستشفى راشد، وإعادته الى بلده». وطلبت البستاني «انشاء مراكز صحية تابعة للإمارات في الدول الآسيوية المصدرة للعمالة، بما يمنع وصول أي عامل مصاب»، معتبرة ان «إدارة الامارات لتلك المراكز تضمن دقة وصحة نتائج فحص العامل قبل وصوله لأراضي الدولة». 10 ملايين إصابة من جانبها توقعت منظمة الصحة العالمية أن يبلغ عدد الوفيات الناجمة عن السل في العالم مليوني وفاة سنوياً. وقالت إن عدد الإصابات يقدر بأكثر من 10 ملايين سنوياً، وينتشر المرض بمعدلات متفاوتة خصوصاً في جنوب الصحراء الإفريقية حيث يصل هذا المعدل إلى 365 حالة لكل 100 الف من السكان أغلبها مرتبط بمرض الإيدز، يليها في ذلك دول جنوب شرق آسيا التي يصل المعدل فيها إلى نحو 182 حالة لكل 100 الف من السكان. أما في إقليم شرق المتوسط فهناك 110 آلاف حالة وفاة تحدث في الإقليم سنوياً نتيجة لمرض السل ومضاعفاته، كما أن هناك تزايداً مضطرداً في معدلات حدوث المرض حيث وصل معدل الحالات إلى 122 حالة لكل 100 الف من السكان في عام2005 .
السل
السل «الدرن» مرض تسبِّبه بكتيريا تسمَّى الميكوبكتيريا وهي غالباً ما تصيب الرئة ولكن يمكن أن تصيب أجزاء أخرى من الجسم. عندما يستنشق الإنسان جرثومة الدرن تقوم أجهزة الجسم المناعية بمحاصرتها والتغلب عليها ولكن تبقى الجرثومة كامنة بالجسم فإذا ما ضعفت مناعة الشخص لسبب أو لآخر تنشط الجرثومة وتسبب مرض السل.
وتنتشر جراثيم السل من الشخص المريض بالسل الرئوي إلى المخالطين الملاصقين له حيث تخرج الجراثيم من المريض أثناء الكلام أو الضحك أو السعال أو العطس ليستنشقها المخالط له. والمخالطة التي تسبب انتقال المرض هي المخالطة اللصيقة اليومية وليست المخالطة العارضة مثل التي تحدث في الأماكن العامة. ويمكن للّ أن يهاجم أي عضو بالجسم، ولكن السل الرئوي هو الأكثر شيوعاً. ويشكو مريض السل من أعراض: سعال لفترة طويلة (ثلاثة اسابيع او أكثر)، حرارة أو رعشة أو تعرق ليلي، فقدان الشهية أو فقد الوزن، إجهاد مستمر. |