«وهران السينمائي» يدعو إلى مواصلة مسيرة العقاد

مصطفى العقاد أوصل «الرسالة». الإمارات اليوم

 
أكدت ندوة عن المخرج الشهيد مصطفى العقاد، نظّمها المهرجان الدولي للفيلم العربي في مدينة وهران الجزائرية، ضمن فعاليات دورته الثانية، أهمية مواصلة المسيرة السينمائية التي بدأها العقاد من خلال تقديمه سينما عربية استطاعت اختراق الحصار الهوليوودي، حسب ما قال مشاركون في الندوة.

وفي لحظة تأثر، انهالت دموع شقيقة المخرج الراحل الدكتورة ليلى العقاد، ودموع الممثلة اللبنانية برناديت حديب، في ختام الندوة عندما فاجأ الفنانان السوريان دريد لحام ومنى واصف الحضور بتقديم أغنية «الأسمر اللون» التي كانت تحيتهما إلى المخرج الراحل. وتناولت الندوة، التي اقيمت أمسِ، في فندق شيراتون وهران، محطات من حياة العقاد، عبر شهادات من المشاركين  الثمانية، وهم: دريد لحام، ومنى واصف، وشقيقة العقاد، والفنان المصري محمود ياسين، والناقدان الجزائريان جمال الدين حازرلي، ومحمد بن صالح، وأدار الندوة الناقد السينمائي المصري رفيق الصبان. 

وقالت ليلى العقاد إن شقيقها كان مهموماً بالقضايا العربية، وحالماً بإنشاء مدينة للإنتاج السينمائي العربي المشترك «كان مصطفى في طفولته متميزاً، إذ درس في مدرسة الفرير في سورية، وظهرت ميوله السينمائية منذ صغره عندما كان يقلّد عمل السينما عبر لصق الصور في مدينة حلب.
 
كما كان يرسم مدير مدرسته. وأنجز مسرحية طافت المحافظات السورية جميعها». وأشارت إلى ان والدها كان يريد من مصطفى دراسة الطب او الهندسة، الا ان «مصطفى كان مصرّاً على دراسة الإخراج السينمائي»، موضحة ان والدها تقبّل الأمر اخيراً «وعندما حان موعد سفر مصطفى الى الولايات المتحدة الأميركية، ودّعه والدي، واضعاً في يده نسخة من المصحف». وأضافت ان «أخي مصطفى كان عربياً  حلبياً في بيته، وكان يستمع الى أغنيات صباح فخري، بينما في الخارج فإنه مختلف»، مشيرة الى انه كان يلاحق الفرح اينما كان «ويلبي دعوات الأعراس في حلب، وفي مدن عربية عدة».

وقال دريد لحام ان «مصطفى العقاد هاجر الى الغرب، لكن قلبه ظل ينبض بالعروبة»، مشيراً الى «ان العقاد كان يعتبر الفرح وقوداً للحياة، والأمل طريقاً لعيش حياة ممكنة».

وأضاف «أطلقنا على العقاد لقب مختار الفنانين في لوس أنجلوس، وكذلك فارس السينما العربية الذي اخترق الجدار الغربي»، مؤكداً «رغم منع عرض فيلم (الرسالة) في أكثر من بلد عربي، عند انجازه، الا ان رسالة العقاد وصلت تماماً وبوضوح»، ووصفت منى واصف الراحل بأنه «رجل الأحلام الكبيرة» مضيفة «استُشهد العقاد، وفي قلبه (صلاح الدين الأيوبي)»، في اشارة الى الفيلم الذي كان ينوي انجازه، لكن تفجيرات العاصمة الأردنية عمّان عام 2005 لم تمهله.

واستذكر محمود ياسين محطات من العمل مع المخرج العقاد، اثناء تسجيل الصوت لفيلم «الرسالة».  وكشف محمد بن صالح عن اتصالات بين الجزائر والعقاد لإنجاز فيلم عن القائد عبدالقادر الجزائري «لكن بوفاة المخرج لانزال نبحث عمن يمكن ان ينجز هذا العمل»، موضحاً «العقاد ترك لنا ميراثاً سينمائياً غنياً»، ومشيرًا الى تأثير فيلم «الرسالة» في الوطن العربي «كما كثيرين، ذهبت امي الى السينما، للمرة الأولى، لمشاهدة فيلم المخرج العقاد»، ودعا الى نشر السينما المغاربية في المشرق العربي، وقال «في الجزائر وبقية دول المغرب العربي، تنتشر اللهجة المصرية بفضل انتشار الدراما المصرية، في حين تعاني السينما المغاربية عدم الوصول الى المشاهد المشرقي».    
 
تويتر