فرنسيان وياباني في«طوكيو» العجائب
لقطة من فيلم «طوكيو» المؤلَّف من ثلاثة أجزاء. آوت ناو
ليس عنوان الفيلم «باريس جوتيم» (أحبك يا باريس) أو «نيويورك آي لف يو» (أحبك يا نيويورك)، الفيلم الأول وثّق الحب في باريس، والثاني سيبحث عنه أيضاً طالما أن الإعلان عنه جاء بأنه سيعرض عام 2010، لكن هنا اسم المدينة عارياً دون حب أو بغض، وأقصد هنا فيلم «طوكيو» لثلاثة مخرجين اجتمعوا على البحث في ثنايا هذه المدينة وخفاياها، لكن تحت خط واضح جمع بينها، يتمثل في اجتماعها على الغرابة، وتقديم عوالم هذه المدينة بالخروج بقصص بشر لا جامع بينهم إلا فرادة عوالمهم، مع لمسة من الخيال العلمي والكوميديا، ولعل في الأمر ما توحي به مدينة طوكيو بوصفها من المدن الأكثر حداثة وعصرية في العالم.
كيف قارب هؤلاء المخرجون العاصمة اليابانية، الإجابة الأولى تأتي من المخرج الفرنسي ميتشل كوندري، عبر جزئه المعنون «ديكور» الذي يصوّر فيه طوكيو عبر أعين شاب وفتاة تربطهما علاقة حب، يأتيان إلى طوكيو من الريف بحثاً عن عمل، وتتوالى الأحداث من خلال إقامتهما لدى صديقة تتضح من خلال نمط عيشها من استيقاظها باكراً، وغيابها طوال اليوم في العمل، إلى غرفتها المنمنمة التي تحتوي من الأغراض ما يملأ فيلا من طابقين، إلا إنها جميعاً مرتبة بطريقة تدفع للجنون، وصولاً إلى محاولات الشاب والفتاة البحث عن عمل، الشاب ينجح، والفتاة تفشل، لتكون طبيعة العمل هي لفّ الهدايا، ومع إصابة الفتاة باليأس فإنها تتحوّل إلى كرسي.
هذه الغرابة يتبعها ما هو أشد وقعاً مع فيلم الفرنسي أيضاً ليو كاراكس الذي حمل عنواناً عجيباً هو «ميرد» (براز) وهو اسم الوحش الذي يخرج من مجارير طوكيو، ولنلاحق ما يفعله من الناس على ما يمزج بين الهلوسة والكوميديا، بمعنى إطلاق هذا الوحش من المجارير، وجعله يفعل كل ما لا يخطر ببال أحد، بدءاً من الاسم الذي يطلق عليه، مروراً بربطه بتنظيم القاعدة، وتناقل تصريحات لجورج بوش وأسامة بن لادن بشأنه، وصولاً إلى لغته العجيبة التي لا يفهمها في العالم إلا محامٍ فرنسي، حيث لغته مزيج من الصرخات وتحريك الفم مع اليدين بطرق عجيبة، ومع ترجمة المحامي ما يقوله إلى الفرنسية، وترجمة الفرنسي إلى الياباني، نعرف ما دفعه لرمي القنابل على المارة وقتل العشرات، إذ يقول «إنه يكره اليابانيين لأن عيونهم ضيقة ويأكلون الرز كثيراً».
الجزء الثالث من فيلم «طوكيو» يقدمه المخرج الياباني جون هو بونغ، ويحمل عنوان «طوكيو المرتجفة» إذ يضعنا أمام شخصية معزولة تماماً عن العالم، كل شيء لديه مضبوط بتوقيت مقدس، لا يفعل شيئاً إلا القراءة والقراءة، حين يجافيه النوم ينام في المرحاض، مع عدد كبير من العادات التي يرويها، ومن طلب «البيتزا» كل يوم جمعة، وعليه وكعامل خارجي وحيد يقع في حب موصلة «البيتزا»، والتي ما ان يواجهها حتى تحدث هزة أرضية توقعها أرضاً، فيكتشف تحت ركبتها مفتاحاً ما يضغط عليه حتى تعود إلى الحياة، ولتكون هذه الفتاة السبب من خروجه من بيته الذي لم يغادره من سنوات، ومع وصوله إلى بيتها تحدث هزة أرضية جديدة أقوى من سابقتها. فيلم «طوكيو» يجمع مخرجين فرنسيين وثالثاً يابانياً، ويجتمع على عوالم غرائبية مستوحاة من المدينة التي حمل الفيلم اسمها. |
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news