محمود درويش: التاريخ يسـخر من الضحـية والمعتدي

محمود درويش: قرّائي يثقون فيّ ويقبلون مقترحاتي من أجل التغيير.    أرشيفية، تصوير: سعيد دحلة
 
قال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش إن قصائده الجديدة تمزج بين السخرية واحساس دفين بالامل في تناولها للصراع المستمر منذ عقود بين الفلسطينيين واسرائيل. واجتذب درويش آلاف الفلسطينيين الى قراءة علنية نادرة لشعره في رام الله بالضفة الغربية المحتلة ليل الثلاثاء الماضي قرأ خلالها عدداً من قصائده.

 

وتابع الجمهور الذي لم يستطع الحصول على مقاعد في القصر الثقافي برام الله الشاعر الفلسطيني على شاشات ضخمة اقيمت خارج القصر. وذكرت الصحف ان ملايين المشاهدين تابعوا درويش على قناة الجزيرة التلفزيونية الفضائية. وقال درويش «إن قصائده الجديدة تعكس أملاً دفيناً لكنها مليئة في الوقت ذاته بسخرية لا غنى عنها»، وأضاف درويش «السخرية تساعدني على التغلب على قسوة الواقع الذي نعيشه وتخفف ألم الندوب وتجعل الناس يبتسمون، السخرية لا تمت لواقع اليوم بل للتاريخ أيضاً.

 

فالتاريخ يسخر من الضحية والمعتدي معاً». وحقق درويش «67 عاماً» جماهيرية دولية كبيرة وترجمت قصائده الى أكثر من 20 لغة، وفي قصيدة جديدة بعنوان «سيناريو جاهز» يجري درويش حواراً بين الضحية والعدو بعد ان سقطا معاً في حفرة وينتظران من ينقذهما، ويقدم الشاعر الفلسطيني الكبير سيناريو غير مكتمل لافتراض سقوطه مع عدوه في حفرة واحدة ويدعو شاعراً آخر لإكمال القصيدة لأنه يبدو أن لا نهاية لها.

 

وترصد القصيدة الصراع بين اسرائيل والفلسطينيين وتلمح الى ان الاسرائيليين سيتجهون صوب الانتحار ويأخذون الفلسطينيين معهم اذا استمرت اسرائيل في احتلال الاراضي الفلسطينية.

 

يقول درويش «في البداية ننتظر الحظ. قد يعثر المنقذون علينا هنا ويمدون حبل النجاة لنا/ فيقول انا أولاً وأقول انا أولاً/ سيشتمني وأشتمه دون جدوى فلم يصل الحبل بعد».

 

ويضيف «يقول السيناريو سأهمس في السر تلك تسمى أنانية المتفائل دون التساؤل عما يظن عدوي». ويوضح /أنا وهو شريكان في شرك واحد شريكان في لعبة الاحتمالات/ ننتظر الحبل حبل النجاة تمضي حدة وحافة الحفرة الهاوية الى ما تبقى لنا من حياة وحرب اذا ما استطعنا النجاة» ويتساءل «ماذا سيحدث لو أن أفعى أطلت علينا هنا من مشاهد هذا السيناريو وقحت لتبتلع الخائفين معاً أنا وهو ماذا سيحدث»، ويجيب درويش «يقول السيناريو أنا وهو سنكون شريكين في قتل أفعى لننجو معاً أو على حدا/ ولكننا لن نقول عبارة شكر وتهنئة على ما فعلناه معاً/ لأن الغريزة لا نحن كانت تدافع عن نفسها وحدها/ والغريزة ليس لها أيديولوجيا»، ويعرض درويش في قصيدته الجديدة حواراً بينه وبين العدو الذي لا يبتعد عن واقع الحال كثيراً.

 

ويختتم درويش قصيدته التي يواصل حواره فيها مع عدوه وهما داخل «الحفرة القبر» بدعوة شاعر آخر لمتابعة هذا السيناريو الى آخره بعد أن يقول «هرب الوقت منا وشذ المصير عن القاعدة ها هنا قاتل وقتيل يموتان في حفرة واحدة ونسيت البقية»، لقب درويش كثيراً باسم «شاعر المقاومة» لتصويره معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال وصعوبة الحياة في المخيمات الفلسطينية في المنفى.

 

 لكنه يختلف مع هذا التوصيف ويقول إنه سار قدماً واجتذب أجيالاً جديدة وأناساً من كل قطاعات الحياة. وقال درويش «البعض يسأل كيف تجتذب الشبان وأناساً مختلفين في حين ان شعرك معقد ومختلف. وأقول إن انجازي هو أن قرائي يثقون فيّ ويقبلون مقترحاتي من أجل التغيير.

الأكثر مشاركة