|
موضوعات فيتيري مستوحاة من الأسطورة العالمية. تصوير: سالم خميس
من الرمز والأسطورة استمد الفنان الإيطالي أنجلو فيتيري موضوعات لوحات معرضه الذي يستضيفه فندق ميلينيوم أبوظبي، لينطلق منها إلى موضوعات شتى، خصوصاً أن اللوحة عنده تتسع فضاءاتها -في الغالب- لتشمل أكثر من موضوع ورمز ودلالة، كما تتسع للمزاوجة بين ثنائيات متقابلة كالحلم والحقيقة والقديم والحديث، والأسطورة والتأريخ، عبر أسلوب يستمد خصوصيته من الجمع بين التصوير بالألوان والرسوم البيانية والتخطيطية، ليأتي العمل الفني في تكوينه النهائي أقرب إلى التحليل النفسي يموج بالأفكار والعواطف والخلفيات التأريخية والأسطورية والشعرية، والانعكاسات العقلية والروحية أيضاً.
رموز
ضم المعرض الذي افتتحه، اول من أمس، ماريلا نوفي من السـفارة الإيطـالية ومعـين قنـديل مدير عام الفـندق، 15 لوحة حرص الفنان على وضـع عـناوين لـها، مثل لوحة «ما بين اللؤلؤ والغـزال» التي تصـدرت المـعرض، والتي عبر فيها عن أبوظبي بين الماضي والحاضر، من خلال رموز مرتبطة بالتراث مثل الغزال والإبل واللؤلؤ في محـاره استخدم في رسمها الأسلوب التصويري، إلى جانب المباني الضخمة والعمارة الحديـثة التي عبر عنها باستخدام الرسوم التخطيطية، أيضـاً لجأ فيتيري للرمز في عدد من اللوحات، وإن كان الرمز فيها جاء في أغلبه تقـليديا ومعتادا بعيدا عن الغموض مثل استخدام المقابلة بين السيف وغصن زيـتون في لوحة «ما بين مقبض السـيف وشـجرة الزيتـون» في دلالة على الحنين للسلام والسعي للخلاص من الحروب، والحمام الذي يرفرف بحرية في لوحة «بئر السلام» كرمز للحب والأخوة، أيضاً اسـتخدام طيور النـورس التي تحلق في الهواء للتعـبير عن الحنـين للوطـن.
إلا أن بعض اللوحات حملت رموزاً اكثر غموضا، وهو الغموض الذي استمدته من موضوعاتها التي استوحاها الفنان من الأساطير العالمية، اليونانية والفرعونية والهندية، فظهرت في اللوحات شخصيات وأماكن ورموز تاريخية كالاسكندر الأكبر وتمثال أبو الهول وكهوف لاسكاوكس وأحصنة سريرانجام الهندية.
تخفٍ أسطوري
ويعتبر فيتيري أن التخفي الأسطوري الذي يلجأ إليه في أعماله، غالباً ما يحمل إشارات لمشاهد تحديث ثقافي متواصل، مع التقنيات العلمية والمبادئ الأخلاقية المبهمة، ومن خلالها يمكنه ان يعيش أكثر من مرة، فهي-في نظره- مورد لا نهاية له للشباب، وأن يؤكد في كل عمل انه ابن كل زمان. كما أن أعماله تسعى لإثبات ان في كل مكان من العالم هناك ضوء وحب وحضارة، ومن خلالها يرغب في تحذير البشرية من ان الانسان هو البطل، وأن احترامه لأخيه هو السر الذي تقوم عليه الحضارات.
ويعد هذا المعرض هو المعرض الأول للفنان أنجلو فيتيري في ابوظبي والإمارات، وهو المعرض رقم 40 له، حيث سبق وأقام فيتيري عدداً كبيراً من المعارض الشخصية في مختلف مدن ايطاليا، وفي دول اخرى مثل الهند والولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا.
إحدى اللوحات المعروضة.
|
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
Share
فيسبوك
تويتر
لينكدين
Pin Interest
Whats App