«عملية البلدوزر» تــذكّر بخطورة القدس في الصراع العــربي الإسـرائيلي

صورة من القمر الاصطناعي للقدس الشرقية يحيط بها الجدار العازل.  اي بي ايه
 

اثار  الهجوم الأخير الذي نفذه عامل بناء فلسطيني، بقيادة بلدوزر باتجاه حافلات  وقتل فيه ثلاثة اسرائيليين، جدلا جديدا بين الاسرائيليين بشأن اقامة جدران على غرار السور العازل المحيط بالضفة الغربية، لمنع  فلسطينيي القدس مندخول الجزء الغربي اليهودي في المدينة.  وقد يتضمن هذا اضافة بعض المناطق الى السيطرة الفلسطينية.

 

ويقتطع الجدار العازل في الضفة الغربية بالفعل، بعض المناطق النائية التي يسكنها عرب من بلدية القدس عن مركز المدينة.  وقد لفت الهجوم إلى حقيقة أن قلب الصراع في الشرق الاوسط هو في مدينة القدس المحتلة. تقع القدس في منطقة صخرية ناتئة تزودها ينابيع بالمياه، وفوق تلال يبلغ ارتفاعها 670 مترا فوق سطح البحر، بين البحر الميت والبحر المتوسط، نشأت مدينة القدس منذ خمسة الاف عام. وشغلت المدينة مكانة في الديانة اليهودية.

 

ودمر هيكل سليمان في ظل الحكم الروماني عام 70 ميلادية وأجبر اليهود على الخروج فيما بعد منها. وهي مدينة  مقدسة، لأنها المكان الذي عرج منه النبي محمد (عليه السلام) الى السماء في قصة الاسراء والمعراج على القدس، في القرن السابع الميلادي.

 

ويرى المسيحيون أنها مدينة السيد المسيح (عليه السلام) وقيامه، وسيطروا على المدينة في الفترة من القرن 11 الى .13 ويوجد في البلدة القديمة التي يحيطها سور قبة الصخرة المسجد الاقصى وحائط المبكى (البراق) وكثير من الكنائس المسيحية. وانتزعت بريطانيا القدس من سيطرة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الاولى وحكمت فلسطين في العقود الثلاثة التالية.

 

وبموجب خطة للتقسيم الى دولتين فلسطينية ويهودية اقرتها الامم المتحدة عام 1947، أصبحت القدس ومنطقتها كيانا منفصلا يخضع لحكم الامم المتحدة وتحيطها الاراضي الفلسطينية. وفي حرب 1948 ضمت القوات الاسرائيلية الضواحي الغربية للقدس والاراضي المرتبطة بها الى الدولة الاسرائيلية. وقبلت قوى كبرى التقسيم القائم فعلا، على امتداد خط اخضر محصن بين القدس الغربية اليهودية والقدس الشرقية التي يحكمها الاردن والتي تتضمن البلدة القديمة.

 

وفي ذلك الوقت كما هي الحال الآن لم تكن هناك سيادة رسمية على القدس معترف بها من الامم المتحدة والقوى الدولية. وعندما اشتبكت اسرائيل مرة اخرى مع الدول العربية في حرب عام1967، انتزعت اسرائيل القدس الشرقية والضفة العربية من السيادة الاردنية. وضمت اسرائيل فيما بعد القدس الشرقية وقرى الضفة الغربية المحيطة الى بلدية القدس وأعلنتها عاصمة موحدة وأبدية لإسرائيل. ولم تعترف القوى العالمية بهذه الخطوة. 

 

وفيما يتعلق بسكان المدينة تتباين الاحصاءات لكن 750 الف نسمة تقريبا يسكنون ما تطلق عليه اسرائيل بلدية القدس التي تغطي مساحة تبلغ 128 كليومترا مربعا. وثلث السكان تقريبا من العرب معظمهم مسلمون وبعضهم مسيحيون، وهناك نصفمليون يهودي. ويعيش نحو نصف اليهود وكل العرب تقريبا في المناطق التي كان يحكمها الاردن حتى عام .1967 ولا يحمل معظم الفلسطينيين من سكان القدس الجنسية الاسرائيلية، لكنهم يحملون وثائق تمنحهم حرية السفر داخل اسرائيل.

 

ويستطيع هؤلاء السكان السفر الى الخارج بوثائق اسرائيلية. وهم يدفعون ضرائب لإسرائيل، ويستطيعون الحصول على الخدمات العامة، و التصويت في الانتخابات المحلية لكنهم نادرا ما يفعلون. ولا يستطيعون التصويت في الانتخابات العامة. وتسعى اسرائيل إلى ان تكون القدس عاصمتها الموحدة. لكن منذ اتفاقات اوسلو للسلام عام 1993، تجري مفاوضات مع القيادة الفلسطينية التي تريد ان تقيم عاصمة لدولتها في نهاية المطاف في القدس.

 

ومن بين النتائج المحتملة اقامة عاصمة فلسطينية في المنطقة الشرقية من القدس، مع التوصل الى صيغة ما لسيطرة مشتركة او دولية على الاماكن المقدسة. ويشكو الفلسطينيون من ان اسرائيل تقوض امكانية ان تكون القدس عاصمة لهم، من خلال سبل عدة، وخصوصا من خلال بناء مستوطنات يهودية تفصل القدس الشرقية بالفعل عن الضفة الغربية، ومن خلال التفرقة في المعاملة التي تدفع الفلسطينيين الى الرحيل عن المدينة.

 

ويقول العرب انهم يواجهون كثيرا من العقبات للحصول على حق الاقامة في القدس، وخصوصا اذا عاشوا خارجها لأي فترة من الزمن، وأنهم لا يحصلون عادة على تراخيص لبناء منازل جديدة، كما ان خدمات البلدية ضعيفة في مناطقهم.

تويتر