ستريب: الشخصيات متنوعة بقدر اختلاف البشر

ميريل ستريب: كل عمل هو متعة خاصة.  

 
تعتبر نجمة السينما الأميركية المخضرمة ميريل ستريب أسطورة حقيقية في عالم الفن السابع، يتجاوز إنجازها الفني أقصى ما يمكن أن يحلم به ممثل على الإطلاق، كما حازت على مجموعة من أرفع الجوائز العالمية، ويكفي ترشيحها للحصول على جوائز الأوسكار لأكثر من 12 مرة لإثبات المكانة التي تحتلها في عالم متصارع، يمنح الأولوية للنجوم الشباب.

مع ذلك، لا تتوقف ستريب القوية الآسرة عن الإبداع، حيث تحاول هذه المرة تقديم دور جديد من خلال الشخصية التي تؤديها في فيلمها الموسيقي الجديد «ماما ميا»، وقالت «هناك شخصيات متنوعة بقدر اختلاف البشر في العالم كله، وهذا يمنحني فرصاً كثيرة لأختار أدواراً لم أؤدِّها بعد على الشاشة، خصوصــاً أن هناك نساءً كثيرات يحلمن برؤية قصــص حياتهن على الشاشة». ويتناول فيلمها الجديد «ماما ميا» أو  قصة دونا، أم وحيدة، تلتقي مرة أخرى مع ثلاثة أشخاص يفترض أن أحدهم هو الأب الحقيقي لابنتها وهم: كولين فيرث، وبيرث بروسنان، وستالين سكارسغارد، ويأتي اللقاء يوم زفاف ابنتها. ويتحتم على دونا مواجهة هذه المشكلة، في هذه المرحلة الحاسمة من حياتها، وبعد أن نجحت في تحقيق جميع أحلامها، وتمكنت من إقامة مشروعها الذي كانت تتمناه، وهو تشييد فندق خاص في إحدى الجزر اليونانية، وبقدر ما كانت الرحلة شاقة ومرهقة بقدر ما تشعر به من سعادة، إلا أن هذه السعادة لم تكتـمل لأنها لاتزال تفتقد لرجل أحلامــها ليشاركها هذه اللحظة.

وتعلّق ستريب قائلة «إن الموسيقى تلعب دوراً محورياً وإن موسيقى فريق الآبا الممتعة والخالدة تمثـــل عبر المواقف المختلفة، النقلة من مرحلــة إلى أخرى ومن جيل لجيل من أبطــال العمل لتعكس حالة «رائعة من التفاؤل» تنتــقل من جيل الأم إلى جيل الابنــة وخطيبها، ويلعــب دوريهما دومينيك كوبر وأماندا سايفيلد.

من هذا المنطلق، ترى النجمة الأميركية «هذه المقطوعات الموسيقية تعبر عن فكرة محورية في العمل مفادها بأن البشر لا يعرفون أبداً ما يخبئه لهم القدر، وبمجرد اكتشافهم لمصيرهم تأتي ردود أفعالهم أكــثر إدهاشاً من غرابة القدر ذاته». 

وبالنسبة لنجمة مثل ميريل ستريب، يتماشى هذا العمل بصورة كبيرة مع أسلوبها وأفكارها، لكنها لا تسعى من خلال أداء دورها فيه للحصول على شيء أكثر مما حصلت من تقدير وجوائز «العمل هو كل ما يهمّني» كما تؤكد دائماً.

ميريل ستريب، من أبرز نجوم هوليوود، تملك جميع مواصفات الفنان الحقيقي، تنتقي أدوارها بعناية وحذر، تحضّر للدور بجدية وحرص، تؤدي أدوارها بروعة وإتقان، فرضت نفسها على ترشيحات الأوسكار 12 مرة، وفازت بها مرتين، وترشحت للكرة الذهبية 16 مرة وفازت بها ثلاث مرات، كما أنها فازت ست مرات متتالية بجائزة «اختيار الجماهير» الأميركية.

 الثمانينات كانت فترة ستريب الذهبية، حيث حصلت خلال تلك الفترة على ترشيحات للأوسكار عن الأفلام التالية: «عشيقة الضابط الفرنسي» عام 1981 و«اختيار صوفي» عام 1982 و«سيلك وود» عام 1983 و«بعيداً عن إفريقيا» عام 1985 و«البكاء في الظلام» عام 1988، وفازت بالجائزة عن فيلم «اختيار صوفي». أما أوائل التسعينات فشهدت فترة ركود نسبي للفنانة ولكنها عادت بقوة بفيلمها  المهم «جسور ماديسون»مع النجم  كلينيت إيستوود، عام 1995 ورشحت عنه للأوسكار للمرة العاشرة، ثم قدمت عام 1996 فيلم «غرفة مارفين»، ثم تلقت الترشيح 11 عن فيلم «شيء واحد حقيقي» عام 1998 عندما قدمت دور أم مريضة بالسرطان. وبعد ذلك رشحت للأوسكار للمرة 12 عن فيلم «موسيقى من القلب» عام .1999 وتختتم ستريب المقابلة بالقول: «كل عمل يمثل بالنسبة لي متعة خاصة وتحدياً جديداً على مدار مراحــل عمري المختلفة وتطوّر أدائي على مدار مشواري الفــني». 
تويتر