أقول لكم

 

استفسارات كثيرة يطرحها الناس حول المجسمات التي ظهرت فجأة على كورنيش العاصمة، اتصالات مباشرة تسأل، ورسائل إلكترونية تتساءل عن المعنى والمغزى، وأيضاً عن القصد والهدف، حتى إن أحدهم ظن أنني «فنان تشكيلي» فطلب أن أشرح له من الناحية الفنية البحتة سر «الجاكيت» الكبير أو ذلك الشاب «مفتول العضلات» الذي يرتدي «الشورت».

 

وحقيقة أود أن أوضح نقطة مهمة، وهي أن الفنان التشكيلي الدكتور محمد يوسف ربما يكون المقصود والمطالب بتلك الاستفسارات، فهو علم من أعلام الفن في الدولة، سواء في الرسم والتشكيل أو في المسرح، ولهذا نحيل إليه المسألة برمتها لأنه صاحب اختصاص، ومع ذلك لا أظن أن هناك ما يمنع أن نوضح الأمور المرتبطة بالفن والفنانين والمبدعين بشكل عام، فهؤلاء ليس مطلوباً منهم أن يفسروا أعمالهم، فالأعمال هي التي تفسر نفسها بنفسها، وكل مشاهد أو متابع لها يمكن أن ينظر إلى العمل الفني بمنظوره الشخصي، ولا تنسوا التركيبة النفسية والثقافية والفكرية للشخص، فهي تؤثربشكل كبير في رؤيته للعمل الفني، وقد قيل قديماً «المعنى في بطن الشاعر»، وأعتبر ذلك مثلاً ينطبق على كل عمل فني، وليس على الشعر فقط، ولو أن كل شاعر فسر قصيدته لكانت المكتبة العربية زاخرة بملايين الكتب، ولقامت مئات الحروب بين الدول والقبائل والعشائر طوال التاريخ بسبب الشعر، ولهذا جاء ذلك المثل ليمنع الإحراج عن الشعراء ويوقف سيل التساؤلات حول القصد والمعنى، تاركاً المجال للخيال الخصب عند كل إنسان يرى ويسمع ويتذوق ليحدد ما تكوّن لديه من انطباع، ولهذا قلت في نفسي إن زيارة سريعة للكورنيش، وإلقاء نظرة فاحصة ومتأنية للمجسمات البشرية مباشرة ربما تكون مفيدة، ليس للذين سألوا فقط، بل لمعلوماتي الشخصية، وقد أفعلها اليوم. 
 
 
myousef_1@yahoo.com    

الأكثر مشاركة