أبيي.. بداية الحل بين «الشريكين» في السودان

 
بدأ مسلحو القوات المتنازعة، الحكومة المركزية وتلك التابعة لمنطقة جنوب السودان ذات الحكم الذاتي، الانسحاب من منطقة ابيي المتنازع عليها، بموجب اتفاق عقد في الثامن من الشهر الماضي، بين الرئيس السوداني عمر البشير ونائبه الأول سلفاكير ميارديت. كما نص الاتفاق على ترسيم حدود المنطقة الغنية بالنفط، ويحق للطرفين اللجوء إلى المحكمة الدولية، اذا لم يرتض اي منهما بنتائج هيئة التحكيم التي ستتولى ترسيم الحدود.

 

تقع أبيي غرب كردفان التابعة تاريخيا لشمال السودان، حيث تحدها شمالاً المناطق التي تسكنها قبيلة المسيرية العربية والنوبة الزنجية، وجنوباً نهر (بحر) العرب، وتعدّ منطقة تداخل بين المسيرية وقبيلة الدينكا الجنوبية التي ينتمي إليها زعيم الحركة الشعبية الراحل جون قرنق، وهو تداخل يعود تاريخه إلى منتصف القرن الثامن عشر.

 

وتقول بعض المصادر انها كانت تابعة للجنوب قبل سنة 1905، الا ان الحاكم العام البريطاني خلال فترة الاستعمار ضمها بقرار اداري لشمال مديرية كردفان. حيث ضمت الادارة الاستعمارية المنطقة التي تسكنها قبيلة دينكا انقوك ومنطقة قوقريال (تسكنها قبيلة دينكا تويج وروينق) الى كردفان، وظل الحال كما هو عليه حتى عام 1931، إذ جرى تعديل اداري ابقى ابيي (دينكا انقوك) في كردفان واعاد  قرقريال (دينكا تويج) الى مديرية بحر الغزال.

 
ويدور الخلاف في ابيي بين قبيلة دينكا نقوق التي ترتبط عادة بالجنوب والتي سيطرت على المدن والقرى المجاورة، وقبائل المسيرية الرعوية التي ترتحل موسميا للمنطقة لرعي حيواناتها. ولم تحسم مسألة حدود أبيي في اتفاق السلام الشامل الذي وقع عام 2005، وأنهى عقدين من الحرب بين الشمال والجنوب.

 

وأقرت وثيقة اتفاقية السلام أن يحتفظ المسيرية وغيرها من البدو الرحل بحقوقهم التقليدية برعي ماشيتهم والتحرك عبر منطقة أبيي. وأن يتم تمثيل سكان منطقة ابيي في الاجهزة التشريعية لولايتي غرب كردفان وبحر الغزال، وأن تدار بوساطة مجلس تنفيذي محلي ينتخبه السكان.

 

وأن يتم تقسيم صافي عائدات البترول من أبيي إلى ستة أقسام خلال الفترة الانتقالية: الحكومة القومية (50%) حكومة جنوب السودان (42%)، بحر الغزال (2%)، غرب كـردفان (2%)، محليا مع دينكا نقوك (2%) ومحليا مع المسيرية (2%).                

 

تويتر