«كفاية» تتنازع على خلافة المسيري

مستقبل «كفاية» أصبح في مهب الريح بعد رحيل المسيري. أرشيفية


تفجرت أجواء الخلافات مجددا داخل الحركة المصرية للتغيير المعارضة «كفاية» إثر وفاة منسقها الدكتور عبدالوهاب المسيري، وعادت الانشقاقات تهدد الحركة بين الجناحين اليساري الليبرالي والأصولي، فيما شدد ناشطو الحركة على اعتبار اجتماع مجلسها التنسيقي غداً هو «جلسة الحسم»، لتسمية شخص المنسق العام الدائم، بالاختيار بين إعادة المنسق الأسبق للحركة جورج اسحق أو تثبيت المنسق المؤقت الدكتور عبدالجليل مصطفى الذي تم اختياره أثناء مرض المسيري في ما سُمي بـ«بيعة المستشفى». وقد ظهرت أجواء الأزمة أثناء جنازة المسيري، بعد عودة المنسق الأسبق للحركة جورج إسحاق للمشهد السياسي، ومحاولته الإيحاء أثناء إلقاء كلمة عزاء بأنه القائد المقبل للحركة.

 

 وقالت مصادر حضرت جنازة المسيري  إنه «لولا تدخل الدكتورة هدى زوجة الفقيد الراحل ورفضها تواصل إلقاء الكلمات في العزاء، لتحولت الجنازة الى ساحة للخلافات العلنية بين إسحاق ومجموعته من جهة ومجموعة المنسقين المساعدين من جهة ثانية».  وقال مصدر في الحركة، رفض ذكر اسمه، لـ«الإمارات اليوم» «أن مجموعة  المنسقين المساعدين المكونة من عبدالحليم قنديل وجورج اسحق  والدكتور ومجدي قرقر وكمال خليل تحاول تأجيل الاجتماع التنسيقي المقرر غدا لانقاذ الحركة من الانهيار».

وقال قيادي في حركة كفاية «إن الصراع تبلور الآن بين تيارين أحدهما مع اختيار الدكتور عبدالجليل مصطفى منسفا  عاما للحركة، وهو شخصية غير محسوبة على تيار ولها انتماءاتها الوطنية والديمقراطية العامة، والآخر يسعى لإعادة جورج إسحق».

 وأفاد القيادي أن المجموعة التي تدعم إسحاق تستند إلى «رفضها للاتهامات السابقة التي تسببت بإطاحته، مثل حضوره مؤتمرا شارك فيه اسرائيليون في تركيا وسماحه بصدور بيان باسم كفاية ضد الحجاب»، كما أنها «تستند إلى خبرة اسحاق في ادارة الحركة وعزوف عبدالجليل عن العمل التنظيمي».

 

 وأوضح الدكتور عبدالجليل مصطفى «أنه قبل القيادة المؤقتة للحركة  بعد ضغوط شديدة مارسها عليه يحيى القزاز والمنسقون المساعدون الذين اتخذوا القرار، بإسناد المهمة اليه في كافتريا مستشفى فلسطين التي كان يعالج فيها المسيري، واشترط عليهم ان تكون مهمتة تسيير الأعمال ذات الصلاحيات المحدودة والتي لها إطار زمني، تمهيداً لانتخاب المنسق العام الدائم».

 

واضاف«إنه زاهد في تولي المواقع التنظيمية، باعتبار أنها مهمة تحتاج الى جهد كبير، وتفرغ تام، خصوصاً أن الحركة خسرت بوفاة الدكتور المسيري خسارة جسيمة، لأنه كان يشكل رمانة الميزان داخل الحركة».

 

وأكد القيادي في حركة كفاية الدكتور يحيى القزاز دعمه العلني لاختيار الدكتور عبدالجليل مصطفى منسقا عاما للحركة. واعتبر «أن عبدالجليل مصطفى الأحق بالموقع، لما يملكه من نزاهة ووطنية من ناحية وخبرة كبيرة في ادارة الحركة من ناحية أخرى، حيث كان مصطفى الساعد الايمن للمسيري خلال فترة توليته الموقع».

 

وأضاف القزاز «نأمل في اقناع الدكتور عبدالجليل لقبول الموقع، امتداداً لـ«بيعة المستشفى» التي تم اختياره فيها قبيل وفاة الدكتور المسيري».

 

واعترف القيادي في «كفاية»  عبدالحليم قنديل «تعرض الحركة لهزة عنيفة بعد وفاة المسيري الذي لم يكن زعيما ومفكرا وقائدا لنشاط الحركة فقط، لكنه كان يتحمل الجزء الاكبر من تمويل الحركة التي تعتمد على الدعم الذاتي».

 

وقال مصطفى «نحاول اقناع الدكتور عبدالجليل للحفاظ على وحدتها والاستمرار في دورها، وهو ما ستقوم به اللجنة التنسيقية العامة بالاشتراك مع اللجان التنسيقية بالمحافظات». مشيراً الى «أن هذه اللجنة هي صاحبة القرار باختيار المنسق،  وهي التي حسمت الخلافات السابقة في نهاية عام 2006».

الأكثر مشاركة