أسرة «سكينة» يحاصرها المــــــــــــرض وقلّة المال والبطالة

سكينة تعيش مع أسرتها في بيت متهالك ومصابة بأمراض عدة، وفقدت جنسيتها البحرينية.تصوير: شاندرا بالان 
 
تعيش سكينة غلوم «بحرينية الجنسية» في معاناة منذ 35 عاماً، عندما حضـرت من بلدها طفلة مع والدتها إلى الدولة، للبحث عن الرزق، وعندما كـبرت تزوجت من شخص «بدون» وانجبت منه ثلاثة ابناء، لكن تم إنهاء خدمته لاتهامه في قضية تعاطي مخدّرات.

 

الآن تعيش مع أسرتها في بيت متهالك، يحاصرها المرض الذي يفتك بجسدها، وقلة المال الذي يلزمها للعلاج وشراء الطعام، إضافة لبطالة زوجها وأولادها، ما دفعها إلى التسوّل.


تشرح سكينة، قصة معاناتها بالتفصيل قائلة: «ولدت في البحرين، وتوفي والدي وعمري لا يتجاوز ثلاثة أشهر، واصطحبتني والدتي إلى الإمارات، لنبدأ حياتنا من جديد، وعملت أمي في إحدى مدارس الشارقة ومنحها الحاكم بيتاً، في المنطقة المعروفة باسم الألف فيلا، وفتحت لنا أبواب رزق لتعوّضنا عن الأيام الصعبة التي عشتها مع والدتي في البحرين، ومضت حياتنا هادئة».

 
وأضافت: «لكن الرياح تأتي بما لاتشتهي السفن، فقد رحلت أمي إلى الدار الآخرة، وبعدها وجدت نفسي وحيدة، في هذا العالم، ولذا تزوجت من شخص «بدون» انجبت منه ثلاثة ابناء،(ابنتان وولد)، لكن تم إنهاء خدمته وأودع السجن نحو سنة وأربعة أشهر، لاتهامه في قضية تعاطي مخدّرات».

 

تتابع:«هاجمني المرض والجوع وزوجي يعاني من البطالة، وابنتي التي أنهت الثانوية العامة منذ ثلاث سنوات، لا تستطيع أن تكمل دراستها، وعندما حاولت التقدم لوظيفة في الشرطة تم رفضها، لأن والدها سبق سجنه في قضية تعاطي مخدرات، لتلحق بوالدها العاطل عن العمل منذ ثلاث سنوات، وتحرم البطالة زوجي وأولادي من الرزق الحلال».

 

وتتحدث سكينة عن العـذاب الذي تعيش فيه الآن مع أسرتها موضحة: «حاصرتني الأمراض وأصبت بمرض في المعدة واضطر الأطباء إلى استئصال نصفها، إضافة لمشكلات في الرئة والقولون، وفقر دم، أصيب به ابني أيضاً بسبب سوء التغذية، ولا معيل لنا، سوى مساعدات محدودة من فاعلي الخير»، منوهةً  «أحصل من الجمعية الخيرية على 550 درهماً شهرياً، و1500 درهم من طليق ابنتي، إضافة إلى ما أحصل عليه نتيجة التسوّل على أبواب البيـوت والمساجد، حيث أقضي أياماً أنتظر صدقة من هذا البيت أو ذاك، لأعود ببعض الدراهم القليلة والدموع الكثيرة، من شدة التعب والجوع والمرض».

 

وزادت: «كل هذا التعب  يحمله جسدي الذي لا يتجاوز وزنه 44 كيلوغراماً، واكتشفت أنني فقدت الجنسية البحرينية منذ زمن، وأصبحنا كلنا بلا جوازات سفر ولا جنسية، فماذا نفعل؟». 

 
وذكرت «في الشتاء نغرق جميعاً في البيت المتهالك، من مياه المطر التي تقتحم علينا الحجرات، وكثيراً ما نضطر للانتقال من مكان إلى آخر طيلة الشتاء، وأثاث البيت  كله من أهل الخير، وتحديداً من جارتنا أم فيصل، ففي كل مرة تجدد أثاث بيتها تقدم لنا أثاثها القديم، سواء الفراش أو أدوات المطبخ أو الثلاجة والغاز، وحتى صبغ البيت تتكفل به».

 

وأشارت إلى أن «جزءاً من المطبخ انهار خلال الشتاء الماضي، وسقط ركامه على ساقي ومازلت أعاني حتى الآن وعندما لجأت إلى دار البر والإيمان رفض المسؤولون فيها مساعدتي، ولذا أشعر أن الموت أفضل من هذه الحياة، فمن يحمينا من اللجوء إلى الانتحار».   

الأكثر مشاركة