«نار الأناضول» تُلهـب رام اللـه

  50 راقصاً شاركوا في اللوحات التعبيرية لفرقة «نار الأناضول».           أ.ف.ب

 

ألهب 50 راقصاً وراقصة من فرقة «نار الاناضول» التركية الشهيرة احاسيس الحضور في افتتاح مهرجان فلسطين الدولي العاشر  للرقص والغناء في رام الله، أول من أمس، وروى اعضاء الفرقة بحركات راقصة وإيحائية تاريخ الحضارة التركية منذ القدم، عصر الظلمة والنور والحب والحرب، وصولاً الى عصر النهضة والتطور.

 

وقاطع الجمهور عرض الفرقة الذي استمر قرابة الساعة ونصف الساعة، اكثر من مرة حينما وقف مصفقاً لحركات الرقص التي أداها اعضاء الفرقـة التي تشابهـت في كثير منها مع الرقص الشعبي الفلسـطيني.

 

وقال مدير الفرقة مصطفى اردوغان للصحافيين عقب انتهاء العرض «شيء طبيعي ان تحظى الفرقة بهذا الاعجاب من  الجمهور لأن الفلسطينيين قريبون من ثقافتنا»، وتناولت الفرقة في عرضها المطول تفاصيل حضارية ومراحل سياسية مرت بها تركيا على مدى مئات السنين.

 

وأضاف اردوغان الذي تم تكريمه خلال الحفل من منظم المهرجان مركز الفن الشعبي «مشروع عرضنا هو مشروع سلام لربط الغرب مع الشرق، ورسالة سلام وحضارة تختلط مع بعضها بعضاً»، وحول ما إن كانت الفرقة قد تضيف فقرات اضافية مستقبلاً تشير من خلالها الى الاشكالية السياسية بشأن دخول تركيا في الاتحاد الاوروبي، قال «أكيد ان يتم اضافة فقرات تتناغم مع الاوضاع الثقافية التي تسود المجتمع التركي في كل مرحلة». وهذه هي المرة الاولى التي تقدم فيها فرقة «نار الاناضول» عرضاً في الاراضي الفلسطينية.

 

وفي اشارة الى قرب الثقافة التركية مع الثقافة الشرق اوسطية، أدت راقصات من الفرقة حركات تشابه الى حد بعيد الرقص الشعبي المصري، وأدى رجال من الفرقة حركات دبكة قريبة ايضاً من الدبكة الشعبية في  الاردن وفلسطين وسورية ولبنان.

 

وتعتبر  «نار الاناضول» التي تأسست في عام 1999، من افضل فرق الرقص العالمية، وشاركت في مهرجانات عالمية، ومنها مهرجانات في الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا وروسيا واليابان.

 

وفي تقديمه الفرقة للجمهور قال القنصل التركي في القدس المحتلة، اركان اوزير: «النار ترقص امام اعينكم وقلوبكم، اقدم لكم السحر بحد ذاته، نار الاناضول».

 

المهرجان هو العاشر من نوعه الذي ينظمة مركز الفن الشعبي الفلسطيني منذ عام 1993، حيث انقطع المركز عن تنظيم هذا المهرجان خمس مرات بسبب الاوضاع السياسية التي شهدتها الاراضي الفلسطينية خصوصاً مع اندلاع الانتفاضة الثانية في عام .2000

 

وقالت مديرة المهرجان، ايمان الحموري، في كلمتها الافتتاحية «نرفع صوتنا وموسيقانا في ربيع هذا العام مرة اخرى لنسمع من لا يسمع اننا هنا باقون».  وتشارك في المهرجان اضافة إلى «نار الاناضول» فرق اجنبية اخرى، منها الفرقة التشيلية «كيلابايون».

 

وقالت الحموري: «يشكل التبادل الثقافي شيئاً مهما وجديداً لنا، ورسالة منا بأننا مصممون على ايصال معاناتنا للعالم، ونحن مصرون على ايصال صوتنا بأننا متواصلون داخل الوطن والشتات رغم الحواجز والاغلاقات ومحاولات الاسرلة».

 

وأشارت الحموري الى تزامن انطلاق مهرجان فلسطين الدولي مع الذكرى الـ36 لاستشهاد الكاتب والاديب الفلسطيني غسان كنفاني. مضيفة «نتذكر اليوم اغتيال رمز من رموز الثقافة الفلسطينية غسان كنفاني، ونصرّ على ان ننتج الفن ونحفر الابداع ونحترم ثقافتنا وتاريخنا من خلال الفن الرفيع في مواجهة الفن الزائف».

تويتر