«هروب السمك» يرفع ثمنه 350% في الأسواق
الأسماك تهرب من الحر ما يصعِّب من مهمة الصيادين. تصوير: شاندرا بالان
أكد صيادون وعاملون في أسواق السمك أن ارتفاع أسعار السمك 350% خلال الصيف سببه «هروب السمك إلى مناطق بعيدة في البحر بسبب الحر بحثاً عن أماكن باردة، بالإضافة إلى إجازات مالكي لانشات وطرّادات الصيد، حيث لا يستطيع الصيادون والعاملون الخروج في رحلة صيد أثناء غياب المالك»، ومن جهتهم أكد صيادون أن أصحاب مراكب الصيد لا يراعون ظروف العاملين والصيادين الذين ينتظرون أياماً طويلة للخروج في رحلات الصيد، وفي المقابل أشار زبائن إلى أن أسعار السمك مازالت في المتناول بالنسبة لهم على الرغم من ارتفاع الأسعار قياساً بالأسعار في مراكز التسوق.
وعزا صياد هندي، لكش مانان، سبب ارتفاع أسعار الأسماك إلى تقلص عدد رحلات الصيد خلال أشهر الصيف لسببين: الأول هروب السمك من الحر وابتعاده عن الصيادين، والثاني لا يمكن للمركب (اللانش أو الطراد) أن يتحرك في رحلة صيد إلا في وجود مالكه المواطن، الذي لا يحضر غالبـاً خلال الصيف، الأمر الذي ينتج عنه قلة الصيد وارتفاع أسعار الأسماك.
وأضاف زميله على المركب، شاهول هيود، أن «المركب الذي أعمل عليه كبير جداً، وكنا في السابق خلال الشتاء نقوم برحلة أسبوعياً وأربع رحلات شهرياً، أما في الصيف فلا نستطيع الخروج سوى رحلتين على الأكثر شهرياً، فالسمك قليل ويهرب إلى مسافات بعيدة هرباً من حرارة الطقس».
وتابع أن «المركب يقطع مسافة نحو 100 كيلومتر في رحلة الصيد، وفي الصيف يقطع مسافات أطول كثيراً ونقضي أياماً عدة في عرض البحر باحثين عن السمك، والنتيجة ارتفاع أسعار الأسماك»، مشيراً إلى أن «هذه الزيادة لا تطال أجورنا القليلة التي تبقى قليلة ولا نستفيد من ارتفاع الأسعار».
وأوضح هيود «كثيراً ما يمضي العمال والصيادون أياماً طويلة في عرض البحر بلا مال أو طعام»، لافتاً إلى أنه «لا يمكن أن نقوم برحلة صيد دون وجود المالك، ولا يحق لنا السؤال عنه، فهو يحضر عندما يريد وهو الذي يقرر موعد انطلاق الرحلة وعودتها».
وبدوره قال مالك طرّاد، المواطن مبارك سعيد: «نمضي نحو أربعة أو خمسة أيام في عرض البحر خلال الصيف ننتظر السمك الذي يبتعد مسافات طويلة، ولكننا لا نعود دون صيد وفير من كل أنواع السمك وأصنافه، فلكل صنف زبون ينتظره في السوق». وأشار إلى أن ارتفاع أسعار السمك يعود لسببين رئيسين هما: حرارة الصيف وهروب السمك، وميل كثير من المالكين إلى الاستراحة والإجازة في الصيف، مؤكداً أن «البلدية لا تتدخل في تسعيرة السمك، معتبراً ذلك من مصلحتهم لأن تدخّل البلدية في التسعيرة سيلحق بهم الضرر من زاوية أن تسعيرة البلدية ستكون ثابتة على مدار العام، في حين تختلف أسعار الصيف عن أسعار الشتاء».
ومن جانبه قال بائع سمك، عبدالغفار بن غفير: إن «أسعار السمك زادت في السوق من 300% إلى 400%»، موضحاً أن «السمك الذي كان ثمنه قبل الصيف بـ10 دراهم وصل سعره إلى أكثر من 35 درهماً، كما أن الزبائن يتراجعون عن الشراء لأن الأسعار اختلفت عن السابق». وأضاف أنه «قبل الصيف كنا نبيع السمك بالمن (المن يساوي أربعة كيلوغرامات)، وليس بالكيلو، أما اليوم فكثيراً ما يأتي زبائن يشـترون بالكيلو فقط».
وقال سماك آخر، شهباز خان: «كنا نقوم بتنظيف السمك حتى لو كان مع الزبون كيلوغرام واحد، في حين كانت مواقع تنظيف السمك تشهد ازدحاماً كبيراً وينتظر الزبون طويلاً حتى يأتي دوره لتنظيف السمك الذي اشتراه، أما هذه الأيام فقل عدد الزبائن وانخفضت كميات السمك، فقط يشترون وجبة أو وجبتين، وليس كما في السابق كميات كبيرة».
وقال مجدي حامد، (زبون): «على الرغم من ارتفاع الأسعار في السوق قياساً للفترة السابقة، إلا أنها مازالت رخيصة وفي المتناول قياساً لأسعار السمك في مراكز التسوق». وأضاف أن «المشكلة أن الأسعار هذه الأيام في السوق لا تحتمل المساومة والمفاصلة كما السابق، فعندما يقول البائع السعر لن يتراجع أو يتنازل عنه كثيراً، في حين كنا سابقاً نساوم البائع لنحصل على السعر الذي نريده لا السعر الذي يفرضه ويحدده البائع».
وقال محمد هايل (زبون): «كلما خطر في بالي وجبة سمك، أحضر إلى السوق، فمهما زاد السعر في سوق السمك يبقى أرحم من الأسعار في مراكز التسوق ومحال بيع السمك والمطاعم».
|
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news