«زراعة البحار» مــن أجـــل الوقــود

أفسد الاندفاع لإنتاج الوقود الحيوي على اليابسة، حلم التغلب على آثار التغير المناخي، فضلاً عن قلة ما يوفره من طاقة. وارتفعت بالفعل أسعار الغذاء؛ نظراً لانحسار الأراضي المزروعة لإنتاج الأغذية، واقتطاع مساحات كبيرة منها لزراعة منتجات تصلح لإنتاج الوقود الحيوي.


وقدم مدير معهد حدائق البحر بجامعة كوستاريكا، ريكاردو رادوفيتش، الذي يموله البنك الدولي، دراسة حديثة يمكن أن تساعد في التعامل مع مشكلة الوقود والاحتباس الحراري. ويقول رادوفيتش «إن المحيطات والبحار أكبر خزان نشط للكربون على وجه الكرة الأرضية، وهي تغطي ما تزيد نسبته على 70% من مساحة سطح الأرض، كما أنها مساحة مرشحة للزيادة مع ارتفاع مستوى سطح البحر وطغيانه على اليابسة، هذه المساحة الهائلة تستقبل نسبة أكبر بكثير من أشعة الشمس مما تستقبله اليابسة، لاسيما في النطاقات المدارية والاستوائية».

وحتى الآن فإن النظرة تتجه للطحالب والأعشاب البحرية كغذاء ومخصّب، وعلف حيواني، ولكنها يمكن أيضاً أن تستخدم كوقود بشكل كبير، فالطحالب الكبيرة يمكن زراعتها بالبحار، ويتم ذلك ببساطة عن طريق ربطها بخطوط طافية معلقة بمراسٍ ثابتة على سطح البحر.

و تم الالتفات  أخيراً إلى هذه الثروة الهائلة المعطلة في ما يتصل بزراعة البحار، وكذا زراعة المسطحات المائية العذبة التي أطلق عليها «الثورة الزرقاء». وتشير الإحصاءات الواردة من منظمة الأغذية والزراعة، إلى أن زراعة المسطحات المائية ستكون الأقوى في آسيا والمحيط الهادئ. فالمتوقع أن تتضاعف زراعة المسطحات المائية العذبة 60 مرة عما كانت عليه في خمسينات القرن الـ 20 حتى وصلت أوزان المحاصيل المزروعة فيها لنحو 59.4 مليون طن عام .2004 وبالمثل فإن 99.8% من ثمانية ملايين طن من الأعشاب والطحالب البحرية، التي تنتج سنوياً، تأتي من آسيا والمحيط الهادئ خصوصاً من الصين واليابان وكوريا. 
 
تويتر