عبدالله بدوي.. زعيم استباقي

   

أعلن رئيس الوزراء الماليزي عبدالله أحمد بدوي أول من أمس، أنه سيتنحى عن منصبه ويسلمه إلى نائبه نجيب رزاق في منتصف عام .2010

 

يرمي بدوي من وراء قرار تنحيه إنهاء اضطرابات سياسية أبطأت حركة الاستثمار في البلاد، والانحناء أمام تشديد المعارضة ضغوطها عليه، كما جاء الإعلان إثر الخلاف والانتقاد اللاذع بين بدوي ورئيس الوزراء السابق مهاتير محمد في طريقة ادارة البلاد.

 

ولد بدوي في 26 نوفمبر 1939، والده احمد بدوي شخصية دينية مرموقة. تلقى درجته العلمية في الدراسات الاسلامية من جامعة ماليزيا 1964 ويعتبر رئيس الوزراء الماليزي الخامس، وهو ايضا رئيس منظمة ماليزيا الوطنية المتحدة، «اومنو»، اكبر الاحزاب في البلاد التي تقود التحالف الحاكم. وبعد ان قام مهاتير بطرد نائب رئيس الوزراء السابق انور ابراهيم عين بدوي في المنصب ذاته.

 

وفي اكتوبر 2003 قرر مهاتير ترك منصب رئيس الوزراء وترشيح بدوي خليفة له. وكان هناك الكثير من القلق من رئيس الوزراء الجديد، حيث إن البلاد شهدت في عهد مهاتير طفرة صناعية وتنموية واقتصادية كبيرة، واكتسب مهاتير شهرة عالمية في مواقفه من السياسة الاميركية حيال القضية الفلسطينية، وبعض قضايا الشرق الاوسط الاخرى.

 

وعندما جاء بدوي للسلطة احدث تغييرا في نمط القيادة في البلاد، وبدأ بداية طيبة، ودعا في مارس 2004 لانتخابات عامة لجس نبض الشارع واستكشاف حجم الدعم الذي يتمتع به، وتمخضت الانتخابات عن فوز ساحق لحزب «اومنو » كاد ان يكفي لتمكينه من تشكيل الحكومة بمفرده من دون الحاجة لائتلاف مع الاحزاب الاخرى، وجاء ذلك من دون ان يمضي لبدوي خمسة اشهر في رئاسة الوزراء.


وأظهرت النتائج انتقال الدعم الشعبي من مهاتير نحو بدوي، وساد شعور واسع بأن بدوي هو الرجل الذي سيكمل مسيرة البلاد التي بدأها مهاتير. بيد ان مهاتير بدا في الآونة الأخيرة في انتقاد اسلوب بدوي في القيادة، وحمله مسؤولية زيادة الاسعار التي هي في الاساس ناتجة عن زيادة اسعار النفط، وذكر انه لو كان رئيساً لما فرض مثل هذه الزيادة.                    
تويتر