المدارس الافتراضية تتحدى التعليم التقليدي

المدارس الافتراضية انتشرت بشكل لافت على حساب المدارس التقليدية. فوتوز دوت كوم 

 
دخلت التكنولوجيا الفصول الدراسية وتراجع الاعتماد على الكتب الدراسية والمفكرات والأوراق، بل والمدارس ذاتها في بعض الحالات. حيث  أقبل  الطلبة في كثير من دول العالم على اقتناء الكمبيوتر المحمول ليصبح جزءاً أساسياً من حياتهم الشخصية والدراسية. 
 
في الولايات المتحدة الأميركية تبنى الكثير من الدول هذه الطريقة الحديثة، وتعتبر فلوريدا سبّاقة في هذا المجال. ويقول خبراء التعليم إن المدرسة التجريبية المتوسطة في بوسطن «ليلي فردريك» تعطي لمحة عن المستقبل. حيث استغنت هذه المدرسة كلياً عن الكتب والمقررات التقليدية، ويحصل التلميذ على كمبيوتر محمول يعيده في نهاية اليوم. وتستخدم المدونات الإلكترونية الموجودة على الانترنت، للتخاطب بين المدرسين والطلبة، وأولياء الأمور، من خلال برامج الرسائل الفورية وتسلم الواجبات المدرسية في «صندوق الكتروني» على موقع المدرسة على شبكة الانترنت.

بدأت التجربة في المدرسة قبل عامين ولم يحصل كل التلاميذ في الفصلين الدراسيين السابع والثامن، على اجهزة كمبيوترات محمولة الا في العام الماضي. ويؤدي التلاميذ الفروض التي تطلب منهم في قاعة الدرس، على تطبيقات مجانية لـ«غوغل» مثل «غوغل دوكس» أو «اي موفي» لشركة ابل، او برامج تعليمية مختصة مثل «اف.ايه.اس.تي.تي» لتعليم الرياضيات.
 
وتقول ناظرة المدرسة الواقعة في بوسطن ديبرا سوشيا «الكتب الدراسية عفا عليها الزمن».   ولوحظ أن الفصول الدراسية التي اتبعت هذه الطريقة ارتفعت فيها نسبة الحضور من 92% إلى 94% وانخفضت نسبة تحويل التلاميذ إلى إدارة المدرسة لأسباب تأديبية بنسبة 30%. وتقول سوشيا «يمكن لأي اسرة ان تجري حواراً مع المعلم من خلال الانترنت وتتواصل معه».

مرونة أكبر
وتبين تقارير حديثة «ان المدارس الافتراضية انتشرت بشكل لافت في الولايات المتحدة، وأصبح بإمكان التلاميذ اختيار أوقات الدراسة، لكن فترات الامتحانات تبقى غير قابلة للتغيير». غير أن الباحثين لم يتمكنوا بعد من تحديد إيجابيات وسلبيات هذا النوع من المدارس، وأشارت دراسة أجريت في ولاية انديانا إلى تناقض نتائج تطبيق هذا النموذج.
 
وعلى عكس المدارس التقليدية فإن التلاميذ في مدرسة فردريك يعملون على مستويات ودرجات شديدة التباين. فيجلس الأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة جنباً إلى جنب التلاميذ المتفوقين.  وتقول سوشيا «إن أجهزة الكمبيوتر تناسب نطاقاً واسعاً من مستويات الذكاء والاستعداد للتعلم، ما يتيح للمعلمين تعديل أسلوب التدريس ليناسب نقاط الضعف لدى تلاميذهم».

حافز للتغيير
وبلغ حجم الالتحاق بالقاعات الدراسية الافتراضية على شبكة الاتصالات في الولايات المتحدة العام الماضي مليون ملتحق،  بزيادة 22 مرة عن مستواها في عام .2000 ويقول المدير التنفيذي للتعليم في معهد اينوسايت مايكل هورن «انها مجرد بداية». 
 
 ويضيف «تشير توقعاتنا إلى أن 50% من الدورات الدراسية للمرحلة الثانوية ستدرّس من خلال الانترنت بحلول عام .2013 النسبة 1% تقريباً حالياً»، ويقول الرئيس التنفيذي لشركة رون باكارد  «كيه 12 »التي تقدم مناهج دراسية وخدمات تعليمية عن طريق الانترنت في 17 ولاية اميركية، إن نسبة التحاق التلاميذ زادت 57% على العام الماضي إلى 41 الف تلميذ بدوام كامل.

ويتوقع الخبراء ان يتراجع الطلب على المدرسين الفعليين، وان ترفع المدارس الافتراضية على الانترنت مستوى التعليم، خصوصاً في الولايات المتحدة، حيث يتخرج فقط ثلثا التلاميذ من المدارس الثانوية وتنخفض هذه النسبة إلى 50% بالنسبة للأميركيين من أصول افريقية ولاتينية، حسب احصاءات حكومية. 

الأكثر مشاركة