الوغلاني يتأهل والمنصوري في انتظار الجمهور

الشاعر التونسي خالد الوغلاني.  «مسابقة أمير الشعراء» 

 
في حلقة اتسمت بالهدوء والتقارب بين مستويات غالبية المتسابقين، اختتمت أول من أمس، فعاليات المرحلة الاولى من مسابقة «أمير الشعراء»، بتأهل المتسابق خالد الوغلاني «تونس»، بعد حصوله على أعلى درجة بلغت 45 ودخول بقية المتسابقين مرحلة التصويت. على ان  تنطلق المرحلة الثــانية من البرنامج يوم الخميس المقبل.  

بداية هذه الحلقة  كانت مع  الشاعر البحريني عبدالرحمن رفيع الذي قرأ على الجمهور واحدة من قصائده المعروفة بحسها النقدي الساخر من أوضاع الواقع العربي وعلى جميع المستويات، كما كان للفنانه المصرية أنغام لمستها الخاصة على الحلقة عبر أغنية «مضناك جفاه مرقده»، قبل أن يعلن مقدم البرنامج الممثل إياد نصار تأهل الشاعرة شيماء محمد حسن «مصر»، والشاعر عمر حماد هلال «العراق» للمرحلة الثانية من البرنامج، بعد حصولهما على أعلى نسبة تصويــت من الجمهور، لتنضم شيماء بذلك إلى زميلتهــا التي سبقتها في التأهل الشاعرة الجزائرية خالدية جاب الله،  الأمر الذي يضمن وجود العنصر النسائي في المرحلة الثانية من المسابقة.

 تضمنت الحلقة إعلان الدكتور علي بن تميم عن معايير لجنة التحكيم التي سيتم تطــبيقها خلال المرحلة الثانية من المسابقة، والتي تتكون من ثلاث حلقات يتبارى فيها 51 شاعراً، بحيث يقدم كل شاعر قصــيدة عمودية حرة الوزن والقافــية وتتكون من 10 إلى 14 بيتاً، إضافــة إلى قصيدة أخرى مكونة من ست إلى 10 أبيات وتمثل مُجاراة في الوزن والموضوع لبيت أبي الطيب المتنبي «على قدر أهل العزم تأتي العزائم... وتأتي على قدر الكرام المكارم». وأعلن نصار أسماء الشعراء الذين سيتنافسون في الحلقة المقبلة وهم: سيدي محمد ولد بمبا «موريتانيا»، عامر الرقــيبة «العراق»، محمد إبراهيم يعقوب «السعودية»، محمد العياف العموش «الأردن»، مهدي كامل منصور «لبنان».

عقب ذلك بدأت المنافسات بين شعراء الحلقة وهم، خالد الوغلاني «تونس»، عقيل اللواتي «عُمان»، قحطان بيرقدار «سورية»، البشير بن عبدالرحمن «الجزائر»، سعــيد المنصوري «الإمارات»، ربا سلــيم شعبان «فلسطين»، أمين علي أحمد عبدالله «اليمن»، حيث قدم المتسابق البشير عبدالرحمن قصيدة، اشار الدكتور أحمد خريس في تعليقه عليها الى «أن التكرار فيها جعلها خاليــة من الدلالة، وهو ما اتفق عليه باقي اعضاء لجنة التحكيم ايضا. ثم قدم الشاعر أمين علي أحمد قصيدة بعنوان «سفر الخروج» أشاد بها عضــو لجنة التحكيم نايف الرشدان قائلا: «المتســابق أعاد الجمهور لعصر المتنبي من خلال قصيدة جميلة، بعض مفرداتها المركبة تنتمي لحقول خاصة بمعجم المتسابق، ورأى الدكتور صلاح فضل «ان القصيدة سلسة وعنوانها تراثي مُثقل بالإيحاءات والإشارات ولكنها لا تكافئ نصها ولا تحمل هذا الثقل». 

 قصيدة المتسابق الشاعر خالد الوغلاني، اشاد بها الدكتور علي بن تميم وباستخدام المتسابق لقافية من خلال مفردة واحدة وهي «الراحة» استهدف بها الكثير من المعاني، وأشار الدكتور أحمد خريس إلى «أن المتسابق يمسك بزمام الأداء الشعري حيث تدل القصيدة على خبرة واضحة في كتابة الشعر، وأضاف نايف الرشدان، المتسابق بدأ مطلع النص مُكتظاً بالبديع من خلال صوته الهادئ وجمعه بين ظل الأصالة وفضاء المعاصرة، كما وصف المسرح بمشاعر عالية. كما ألقت الشاعرة ربا شعبان قصيدة قال عنها الدكتور علي بن تميم « إنها مُفعمة بالغنائية وقائمة على تفصيح العبارات، كم أن لغتها قريبة من الروح، وأشار لبعض الهنات بالقصيدة مثل تكرار الأساليب واستخدام المضاف والمضاف إليه».

 الشاعر سعيد المنصوري - الإماراتي الوحيد في المسابقة هذا العام- ألقى قصيدة تطرقت للتاريخ وقصص التراث القديم، قال عنها الدكتور عبدالملك مرتاض «إن نصها الشعري جميل وتعبر عن جراح الوعي لدى الأمة، وتصور حالة اليأس بها، وهناك استحضار للتراث الديني ولقصص الأنبياء»، وأشار نايف الرشدان الى أن القافية أجبرت الشاعر على الوقوع في بعض الهنات، أما الدكتور صلاح فضل فاعتبر القصيدة «محاولة شعرية جيدة وبها إشارات من التراث القديم، غير أن المتسابق اتبع القافية في قول ما لا يقصد»، بينما تناول الدكتور علي بن تميم استدعاء المتسابق لقصة مستهلكة وهي حادثة عبدالله بن الزبير في الربع الأخير من القرن الهجري الأول، وأشار إلى أن المتسابق يميل لوضوح الكتابة. وقدم الشاعر عقيل اللواتي «عمان» قصيدة بعنوان «ليلى على صفحة من عدم»، وألمح الدكتور علي بن تميم في تعليقه عليها إلى كثرة استخدام المتسابق للمضاف والمضاف إليه وهو نوع من الاستسهال بالكتابة، وأكد الدكتور عبدالملك مرتاض   الشاعرية الموجودة بالقصيدة وتأرجح اللغة، وأيضاً  توظيف المتسابق لرمز الجمال «ليلى».

آخر المشاركين في هذه الحلقة كان الشاعر قحطان بيرقدار من سورية الذي قدم قصيدة  اشاد بها عضو لجنة التحكيم نايف الرشدان، ونوه بالتناغم الجميل في تفعيلة مُستفعل، بينما قال الدكتور عبدالملك مرتاض «مضمون القصيدة لا يحيل على قضية معينة، فالمتسابق لا يخاطب إلا النقاد، مشيدا بالطاقة التصويره التي تتضمنها القصيدة، إضافة إلى استحضارها للثقافة العربية، وذهب الدكتور أحمد خريس إلى أن المتسابق يتحدث عن امرأة أقرب للأسطورة ويمزج بين الحسية والروحية.
تويتر