مكبّات النفايات مَصــــدر للطـاقة النظيـفة
غاز الميثان الناتج من النفايات يساعد على توليد الطاقة. رويترز
تساعد ملايين الأمتار المكعبة من الفضلات والنفايات التي تطلق غازات تعرف بتأثير البيوت الخضراء على تسريع ارتفاع حرارة الكون بما يصل إلى 21 مرة من أي غازات أخرى. بيد أن هذه الغازات سيتم تحويلها الآن طاقة كهربائية نظيفة، تستفيد منها البيئة أيضا. ويتحول الكثير من دول العالم بسرعة نحو استغلال هذا المصدر البديل من الطاقة، لاسيما مع ارتفاع أسعار النفط. وينتج هذا الغاز بالتحلل الذي يطرأ على النفايات العضوية داخل الأرض بمعزل عن الأوكسجين، حيث تعمل البكتريا داخل الأرض على تحليل هذه الفضلات وتخميرها بمعزل عن الهواء، وقد تكون هذه الفضلات على شكل روث حيوانات، أو مجار صحية أو قمامة متجمعة من الأحياء السكنية. والناتج النهائي هو غاز الميثان وثاني أوكسيد الكربون. ويمكن استخدام هذا النوع من الغازات لأغراض التدفئة وطبخ الطعام بتكلفة منخفضة. وفي مكبّ النفايات حيث تتجمع الأوساخ ويتم ضغطها وطمرها تحت الأرض، حيث ينعدم الأوكسجين، وهنا تنشط البكتريا اللاهوائية، ويتجمع الغاز في باطن الأرض ويتسرب ببطء في الغلاف الجوي. ويشكل هذا النوع من الغازات خطورة قاتلة على المنازل المجاورة، لأنه قد يتسرب إلى هناك وينفجر في أي لحظة إذا تهيّأت له الظروف. غاز الميثان وفي العام الماضي وقّع البنك الدولي أول اتفاقية لإنتاج غاز الميثان من مكبات النفايات لأغراض توليد الطاقة الكهربائية، ولخفض الانبعاثات الغازية (البيوت الخضراء). وبموجب تلك الاتفاقية سيسعى مشروع «شوانغو» لغاز النفايات لتجميع الغاز من النفايات لاستخدامه لهذا الغرض. ومن المتوقع أن تعمل شركة «تيانغن»، المطورة لمشروع الطاقة النظيفة والهندسة البيئية، على تجميع غاز النفايات، الذي يتشكل نصفه من غاز الميثان المسبب الرئيس للاحتباس الحراري. وقال كبير مهندسي البيئة في المشروع، كريغ براودر، إن «تيانغن يعد أول مشروع من هذا النوع في الصين يتعهده البنك الدولي، كما يعد نموذجا لمشروعات مماثلة مستقبلا». ويوجد في الصين 87 مدينة يصل تعداد سكان الواحدة منها إلى مليون نسمة أو أكثر تنبعث من مكباتها كميات كبيرة من غازات البيوت الخضراء، وأوضح براودر أن «سكان هذه المدن ومدن أخرى يتخلصون من كميات كبيرة من النفايات تنبعث منها غازات الميثان في المكبات». ومن المتوقع أن يبدأ هذا المشروع في إنتاج الطاقة أوائل العام القادم، وسيتم ضخ الغاز المتجمع من خلال الأنابيب إلى منشأة مركزية حيث يتم إشعاله لتوليد الطاقة الكهربائية لأغراض البيع لشبكة كهرباء شمال الصين.
وقال احد المسؤولين في المشروع «إن تيانغن يعد مشروع طاقة متجددة، يوفر منافع اجتماعية واقتصادية وبيئية، وينعكس إيجابا على المناخ الكوني. من ناحية أخرى، أطلقت مدينة ديربان في جنوب افريقيا أول مشروع لإنتاج الكهرباء من النفايات في افريقيا في منطقة ماريانهيل، وسينتج هذا المشروع عند اكتماله طاقة كهربائية كافية لآلاف المنازل، وسيوفــر لخزينة المدينة ملايــين الدولارات من خلال هذه الطاقة النظيفــة. وسيوفر غاز الميثان من النفايات 60% من الطاقة التي تحتاج إليها مراجل شركة «واكو مارس» للأطعمة الخفيفة الأميركية للأعوام الـ25 المقبلة، وتعد هذه الجهود جزءا من مشروع اكتمل في 13 من مايو الماضي، هذه الشركة التي يبلغ عمرها ما يقارب 30 عاما، وتوظف أكثر من 560 موظفا وعاملا، تعمل في صناعة الحلويات الشهيرة. ويوفر المشروع للشركة أكثر من 500 ألف دولار في العام، وتقدر الطاقة التي ينتجها هذا المشروع ما يكفي لتدفئة 2700 منزل. وقود النفايات وفي كاليفورنيا ستتزود أكثر من 300 سيارة لنقل النفايات بالوقود المستخرج من النفايات نفسها التي تحملها كل يوم، حيث سيتم تنقية الغاز المستخرج من النفايات لإنتاج 13 ألف غالون من الغاز الطبيعي المسال في اليوم، وهذا المشروع الذي تشرف عليه إدارة النفايات في مدينة ليفرمور بكاليفورنيا سيبدأ الإنتاج عام .2009 وتعد هذه الإدارة من كبريات إدارات جمع النفايات في أميركا الشمالية على الإطلاق، وتشرف على اكبر أسطول لجمع النفايات، وتهدف الشركة إلى تقليل الانبعاثات الغازية لأسطولها بنسبة 15% بحلول عام .2020 ومن المتوقع أن يكلف هذا المشروع ما يصل إلى 5.15 ملايين دولار. وسيساعد هذا المشروع على خفض انبعاثات غازات البيوت الخضراء بأكثر من 30 ألف طن في العام.
ويقول كبير نواب رئيس الشركة، دواني وودز «إن هذا المشروع من اكبر المشروعات على الإطلاق، ونأمل بالدخول في مبادرة جديدة من نوعها بتوفير الغاز الطبيعي بكميات تجارية». ويضيف أن «الغاز الطبيعي كطاقة نظيفة متوافر من قبل لاستخدام شاحناتنا». وكانت كاليفورنيا قد أجازت قانونا بخفض انبعاثات غازات البيوت الخضراء بنسبة 25% بحلول عام 2020، ومن المحتمل أن تتخذ الولايات الأخرى الخطوة نفسها. ومن المتوقع أن يتزايد الطلب على الوقود ذي الكربون المنخفض في هذه الولاية. وستكون جامعة نيو هامشاير أول مؤسسة تعليمية من نوعها تستخدم غاز النفايات كمصدر أساسي للحصول على الطاقة الكهربائية والتدفئة. وسيتم ترحيل الغاز المستخلص من النفايات للمدينة الجامعية في «دورهام» من شركة «ويست مانغمنت ترنكي ريسايكل» في منطقة روشستر. ويستقبل هذا المكب للنفايات أكثر من مليون طن كل عام، حيث يتم حرق الغازات الزائدة. وتسعى لاريونين، الجزيرة الفرنسية الصغيرة الواقعة في المحيط الهندي على بعد 680 كلم من مدغشقر، للتخلص من فاتورة الطاقة المستوردة عام 2025 باستخدام الغاز المستخلص من النفايات، وللوصول لهذا الهدف تخطط الجزيرة لإضافة ما يصل إلى 400 ميغاواط من الطاقة المولدة من مختلف المصادر، بما فيها النفايات. وتساعد إحدى الشركات الفرنسية هذه الجزيرة على استغلال طاقة النفايات بدلا من إطلاقها في الجو. ويبدو ان البيئيين غير متحمسين لهذه الخطوة، ويقول مدير سياسة الطاقة المتجددة بمجلس دفاع مصادر الطاقة، ناثانيل غرين، إن استغلال النفايات لاستخراج الطاقة يشبه تماما «وضع احمر الشفاه على الخنزير»، ويضيف «حيث انه ينبغي علينا بدلا من ذلك خفض مقدار النفايات». «البايوغاز»
البايوغاز اسم آخر للميثان الذي يستخرج من النفايات وروث الحيوانات أو المواد العضوية الأخرى، ويتم تطويره بشكل موسع في أوروبا، حيث تستأثر ألمانيا بـ 70% من السوق العالمية من هذا النوع من الغاز. وفي بريطانيا يوفر غاز النفايات الكهرباء لما يصل إلى نحو 900 ألف منزل. وتتطلع بريطانيا لإنتاج بين 35 إلى 40 غيغاواط من الطاقة الكهربائية، أكثر من ثلث قدرة التوليد الحالية، من المصادر البديلة بحلول عام .2020 مثل هذه المشروعات تجد إقبالاً متنامياً في الدول النامية، حيث أدى النمو الاقتصادي المتسارع إلى زيادة في نفايات البلديات .
|
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news