اللاعب العربي يغيب عن صفقات الأندية

 سفيان العلودي تميَّز في الموسم الماضي مع العين.تصوير: ناصر باب

 
اختلف إداريون ورياضيون حول موقف الأندية الإماراتية من تجاهل اللاعب العربي في صفقات الأجانب التي أبرمتها للموسم الجديد الذي ينطلق سبتمبر المقبل. وخلت تعاقدات الأندية حتى الآن من اللاعبين العرب باستثناء نادي عجمان الذي تعاقد مع المغربي عبدالحق ايت.

وكان اللاعبون العرب قد حققوا نجاحات كبيرة مع انديتهم في الموسم الماضي، اذ برز منهم المغربي سفيان العلودي والعراقي نشأت أكرم مع العين، والمغربي أمين الرباطي مع الظفرة، والعراقي قصي منير مع الشارقة.

وحمّل الرياضيون الأندية العربية جزءاً من المسؤولية لمبالغتهم في مطالبها المادية التي غالباً ما تحول دون أن يكون للاعب العربي موجوداً في الملاعب الإماراتية. وبرزت ظاهرة غياب اللاعب العربي عن الملاعب الإماراتية على فترات متقطعة عكس اللاعبين الإيرانيين والبرازيليين الذين حصلوا على نصيب الاسد أخيراً.

وشدد الرياضيون على أهمية وجود اللاعب العربي، وأنه مفيد للكرة الإماراتية لتوافق ظروفه وعاداته وتقاليده مع اللاعبين المحليين.

ورفض الإداريون والرياضيون مقترحاً باعتبار اللاعب العربي مواطناً لتشجيع الأندية على استقدامه، فيما أكدوا أن قراراً من هذا النوع من شأنه أن يضر بمصلحة الأندية والمنتخب على السواء؛ لكونه سيحجب فرصة الظهور عن العديد من اللاعبين المحليين.

وتحدث الإداريون والرياضيون لـ«الامارات اليوم» عن اهمية أن يظهر اللاعب العربي في الدوري الاماراتي.

يتحمَّـلها الجانبان
وأكد عضو مجلس إدارة نادي النصر، ضرار بلهول، أن انتشار ظاهرة الغياب الدائم للاعبين العرب عن الملاعب الإماراتية يتحملها الجانبان وليس واحد بمفرده، وقال «عندما نفكر على سبيل المثال داخل نادي النصر في استقدام لاعب عربي نصطدم بقيود عدة أهمها على الإطلاق المطالب المادية التي تطلبها الأندية العربية للاستغناء عن لاعبيها والتي تصل في أحيان كثيرة لحد الابتزاز». وأضاف: «معظم الأندية الإماراتية على قناعة تامة بقدرات اللاعب العربي وإمكاناته الفنية وسرعة تأقلمه مع اللاعبين المواطنين بحكم اللغة والدين والعادات والتقاليد، لكن مثلما قلت الجانب المادي يقف عائقاً كبيراً أمام بروز اللاعب العربي في ملاعبنا».

وضرب عضو مجلس إدارة نادي النصر مثالاً بالانتشار الدائم للاعبين الإيرانيين في الملاعب الإماراتية لتأقلمهم السريع مع طبيعة الحياة في الدولة وعدم ارتفاع أسعارهم بالشكل الذي أصبح عليه اللاعب العربي حالياً.

وتابع «قد لا يكــون العامـل المـادي وحــده السـبب في إحجام اللاعبـين العـرب عن ملاعبنا، ولكـن هناك أسـباباً أخـرى تتعلـق باللاعـب العـربي الذي يرغـب عـند الاحـتراف الخـارجـي أن يـكون في أوروبـا».
وشدد ضرار بلهول على انه بشكل شخصي يؤيد وجود اللاعب العربي ولابد للأندية أن تفعّـل هذا الوجود خصوصاً مع التعديلات الجديدة التي أدخلتها رابطة دوري المحترفين على عدد اللاعبين الأجانب.

وقال: «وجود خمسة لاعبين بالفريق الأول والرديف في اعتقادي كافياً لوضع اللاعب العربي على خريطة الأندية». مضيفاً «لم يثبت اللاعبون الأجانب وجودهم بالصورة المطلوبة وتحديداً البرازيليون الذين باتوا سوق مدد للأندية بشكل أراه مبالغاً فيه».

وتابع «لم يكن للبرازيليين وجود مؤثر في الدوري الإماراتي، وإذا كان هناك استثناء فهو قليل للغاية ولا يتناسب مع العدد الكبير الذي تدفق على الدولة في الموسمين الماضيين».

وأضاف: «أرى أن هؤلاء البرازيليين يؤدون بتعال شديد لعـدم قناعتهم بمستوى الدوري الذي يلعبون فيه، وباتت الأمور المادية هي الشاغل الأهــم بالنسبة لهم من دون أن يهتموا بما سيقدمونه لأنديتهم».
وطالب ضرار بالهول بضرورة الاهتمام باستقدام الأجانــب بشكل عام وانتقائهم بعناية فائقة، وقـال: «إذا كنا جادين في تقديم موسم قوي عليــنا أن نخــتار الأجانب بعناية ولا نـترك المسألة للعشوائية».
مضيفاً «الأجنبي أصبح الآن عنصراً مهماً في تحديد قوة أي فريق، وإذا أحسنت الإدارات انتقاء هذا العنصر سنستمتع بمستويات متقدمة في الموسم المقبل». 

مفيد بلاشك
عارض اللاعب الدولي السابق فهد خميس فكرة معاملة اللاعب العربي أو الخليجي على انه لاعب مواطن من اجل تقديم المزيد من التسهيلات لاستقدام اللاعبين العرب للملاعب الإماراتية، وقال «لا أرى في هذا السبب وجاهـة لاستقـدام اللاعبين العرب لأن هذه المسـألة حتى وإن وضعت قيود وشروط لها ستحـجب الفرصة عن اللاعب الإماراتي للظهور بصورة كبيرة».

وتابع «سـنرى أن أكـثر من نصـف لاعبي كل ناد من خارج الدولـة، وبالتالي ستتضرر الأندية والمنتخب من هذا الاتجاه». 

وأضاف «اللاعب العربي مفيد بلاشك للكرة الإماراتية، وأصبح لدى الجميع القناعة بذلك، ولكن أسعارهم المادية مبالغ فيها بصورة كبيرة أصبحت فوق قدرات العديد من الأندية».

وأشار إلى أنه عندما طلب الوحدة التعاقد مع اللاعب الدولي المصري هاني سعيد فوجئ بمطالب مادية كبيرة من جانب إدارة ناديه الاسماعيلي، والشيء نفسه حدث للنادي الأهلي عندما طلب التعاقد مع حسني عبدربه. وقال: «لنتفق على أن لاعب شمال إفريقيا هو الأكثر اهتماماً من جـانب الأندية الخليجية لاستقدامه، ولكن المقـابل المادي والرغبة الشخصية من جانـب البعض منهم في الاحتراف الأوروبي تحولان دون ذلك». وبرّأ فهد خميس الأندية الإماراتية من تجاهل اللاعب العربي، وقال: «أرى أن كل نادٍ مهتم باستقدام أفضل اللاعبين لصفوفه ولكن في حدود إمكانات مادية محددة، لهذا تلجأ للاعبين الأفارقة والبرازيليين والإيرانيين أيضاً على اعتبار أن أسعارهم أقل بكثير من اللاعبين العرب». 
 
نماذج نجحت
وحمّـل مدرب المنتخب الوطني السابق، بدر صالح، مجالس إدارات الأندية مسؤولية غياب اللاعب العربي عن الملاعب الإماراتية، وقال: «للأسف مازالت «عقدة الخواجة» غالبة على تفكير العديد من مجالس إدارات الأندية، ويرون أن استقدام اللاعب الأجنبي سيريحهم من غضب الجماهير إذا ما تم جلب لاعب عربي ولم يوفّق».

وأضاف «عقدة الخواجة ليست مقتصرة على اللاعب العربي، ولكنها ممتدة للمدرب على الرغم من أن هناك نماذج عربية كثيرة نجحت مع الكرة الإماراتية، ضارباً مثالاً بالمدربين المصريين أيمن الرمادي وأحمد عبدالحليم».

وقال: «لقد نجح هاذان المدربان العربيان مع الظــفرة والوحدة بشكل ملحوظ، وأتمنى أن تتــكرر التجـربة في كل الأندية سواء على الكادر الفــني أو اللاعبين». وأضاف «في عالم الاحتراف يكون اللاعب الأفضل فنياً هو المطلوب من دون النظر إلى هويته، لكن التجارب السابقة أكدت أن الكرة الإماراتية لم تستفد كثيراً من الأجانب، وقد أجامل إذ قلت إن النسبة قد لا تتجاوز 30%».
 

الأكثر مشاركة