أسرة السادات: «إعدام فرعون» مؤامرة إيرانية - صهيونية
|
|
طلعت السادات : لا أحد يقبل وصف رئيس مصر بالخائن. أرشيفية
كثفت اسرة الرئيس الراحل أنور السادات حملتها ضد الفيلم الإيراني «34 طلقة للفرعون» الذي يبرر قتل السادات ويصفه بالخيانة، وفي حين أنهت الأسرة خطوة اتخاذ الاجراءات القانونية ضد الشركة المنتجة للفيلم، الذي وصفه أحد أبناء الأسرة بأنه «مؤامرة صهيونية في إيران»، في الأثناء ذاتها دخلت الجماعات الإسلامية التي حوكمت بتهمة اغتيال السادات على الخط، معلنة مجددا اعتذارها عما حدث وتطوعها بدفع الدية لأسرة الرئيس المصري إن تطلب الأمر.
وقد أكدت رقية السادات ابنة الرئيس السابق لـ«الإمارات اليوم» انه «كان يجب على منتجي الفيلم ان يحصلوا على موافقة الاسرة قبل انتاجه»، معتبرة أن «منتجي الفيلم انطلقوا من رغبة دفينة في الانتقام من الرئيس الراحل الذي استضاف الشاه عدوهم الاكبر والرئيس الذي هزم الاسرائيليين في 73، واسترد سيناء كاملة لمصر»، وقالت «هناك لجنة قانونية بدأت في اتخاذ الاجراءات لوقف هذا العبث بتاريخ مصر». وقال طلعت السادات ابن شقيق الرئيس الراحل «إن القانون يلزم الشركة المنتجة الحصول على اذن كتابي من الاسرة، وهم ارتكبوا خطأ قانونيا وجريمة في حق رئيس مصري لأن الاتهام بالخيانة ليس وجهة نظر، ولا يمكن ان يوصف ما جاء في الفيلم بأنه عمل درامي او ابداعي، هو محاولة لصناعة بطولة وهمية على حساب مصر ورئيسها». وتابع ابن شقيق الرئيس السادات «لا أحد في مصر يقبل ان تصف جهة اجنبية رئيس مصر بأنه خائن او عميل، خصوصاً ان كان هذا الرئيس في رحاب الله ولا يملك الدفاع عن نفسه». وأضاف «عمل فيلم الآن ضد السادات في ايران فكر صهيوني وشغل يهودي، لكي يغتالوا اي أمل في تحسين العلاقات بين مصر وإيران، والمعروف ان الصهاينة كانوا وراء خلع شاه ايران، وأنهم ساندوا الخميني في اول عهده وأنهم وراء ازمة الرهائن الاميركية، كما انهم ساندوا ايران بقوة اثناء حربها ضد العراق، والآن يريدون اشعال النار بين مصر وايران بفيلم حقير مليء بالكذب والتطاول». وواصل «أتمنى ان تدرك الحكومة الايرانية هذه الألاعيب وتحاسب منتجي الفيلم وتمنع اذاعته ونشره حتى لا نعطي لأميركا واسرائيل فرصة ذهبية لشق صف الأمة الاسلامية». وكانت الخارجية المصرية، استدعت رئيس مكتب رعاية المصالح الايرانية في مصر، وأبلغته بأن الفيلم يسيء الى العلاقات بين البلدين. وأكد المتحدث باسم الخارجية المصرية حسام زكي «ان الفيلم مرفوض جملة وتفصيلاً، وهو يقع ضمن الاعمال التي تعكر صفو العلاقات ويجب الترفع عن هذه الاعمال، خصوصاً في تلك الفترة الحرجة في المنطقة». من جهته، قال المستشار الاعلامي بمكتب رعاية المصالح الايرانية بالقاهرة كريم عزيزي «اننا تنبهنا مبكرا لخطورة هذا العمل على العلاقات بين البلدين، وأن رئيس مكتب رعاية المصالح الايرانية بمصر ارسل الى طهران طالبا منع عرض الفيلم وتجميع نسخه وحرقها، لأننا حريصون على العلاقة مع مصر اكثر من حرصنا على نقل وجهة نظر منتجي الفيلم، والمؤكد ان الحكومة الايرانية ستفعل ذلك». وأوضح عزيزي انه «خلال الأشهر الخمسة الاخيرة حدث تقارب ملموس بين القاهرة وطهران وزار مصر مسؤولون ايرانيون وأعلنت طهران انها مستعدة لاعادة العلاقات مع مصر فورا، ولهذا كانت مفاجأتنا كبيرة عندما قرأنا عن اعداد هذا الفيلم». واعترف عزيزي «ان هناك مجموعة لها موقف خاص تجاه مصر، وهي التي اعدت الفيلم لانها ضد تحسين العلاقات الايرانية المصرية لدرجة انها هاجمت الرئيس الايراني احمدي نجاد والحكومة الايرانية لأنهما يريدان تحسين العلاقات مع القاهرة، وعلى كل الاحوال فإننا نأسف لهذا العمل غير المسؤول وندينه، وأشدد على ان الحكومة الايرانية ليس لها علاقة من قريب او بعيد بمن أعدوا هذا الفيلم». من جهته، قال الخبير بالشأن الايراني بمركز الاهرام د. محمد السعيد ادريس «لا يجب السماح بعرقلة عودة العلاقات الطبيعية بين البلدين، خصوصاً ان الجماعة التي أنتجت الفيلم ليست تابعة للحكومة الايرانية، ولكنها تمثل احدى جماعات الضغط هناك لعلاقتها الوثيقة بعدد من علماء الدين المتشددين، كما انها من ضمن الجماعات التي شاركت بدور مؤثر في الثورة الايرانية». وأضاف «على مدى السنوات الماضية قامت المجموعة نفسها بتصرفات من شأنها اثارة غضب مصر، ففي عهد «خاتمي» - على سبيل المثال - غيرت الحكومة الايرانية اسم شارع خالد الاسلامبولي ليصبح اسمه محمد الدرة، وذلك في محاولة للتقرب من مصر، ولكن مجموعة الحركة الاسلامية الايرانية اصرت على وضع جدارية كبيرة تحمل اسم خالد الاسلامبولي في الشارع ذاته»، وقال ادريس «ليس من مصلحة البلدين الآن الدخول في مثل هذة الخلافات». من جهته، أكد الدكتور ناجح ابراهيم عضو مجلس شورى الجماعة الاسلامية «ان احدا من الجماعة الاسلامية الايرانية لم يتصل بأسرة خالد الاسلامبولي ولا بأحد من الجماعة»، وقال «سمعنا عن هذا الفيلم من وسائل الاعلام مثل كل المصريين». وأضاف إبراهيم الذي قضى سنوات من عمره في السجن بتهمة اغتيال السادات «أغلب الظن ان الفيلم له اهداف سياسية ولا ينبغي الاشادة بالاسلامبولي، فالحركات الاسلامية في مصر ادركت تماما الآن قيمة الرئيس السادات وكيف انه منحها حرية لم تنلها الا في عهده، ولذلك الجماعة الاسلامية في مصر تعتذر عن اغتيال السادات ومستعدة لدفع الدية، وقد قال بعض ابناء الجماعة سابقا هذا الكلام والآن نجدده». وواصل ابراهيم «الشيخ خالد الاسلامبولي كان رجلا صالحا واخا فاضلا، وعندما قتل السادات كان يتصور انه يعمل عملا صالحا في مصلحة الاسلام والمسلمين، ولكن تبين بعد ذلك ان ما قامت به الجماعة لم يصبّ في مصلحة الاسلام، ولهذا اعتذرنا عن قتل السادات» . وشنّ عدد من الصحف المصرية هجوما حادا وغير مسبوق على إيران إثر الإعلان عن الفيلم. ونقلت صحيفتا «الجمهورية» و«روزاليوسف» عن صحيفة «جمهوري إسلامي» الإيرانية الناطقة بالفارسية قولها، إن «اللجنة العالمية لتكريم شهداء النهضة الإسلامية وزّعت فيلم إعدام الفرعون» وعلقت «روزاليوسف» أن «هذا التصرف يكشف عن دعم حكومي إيراني للفيلم». وقال رئيس تحرير صحيفة «الجمهورية» محمد علي ابراهيم في مقاله أمس، إن الفيلم «وقاحة إيرانية» و«تردٍ لا اخلاقي لدى إيران». وأضاف: «للأسف ذهبت طهران إلى حد بعيد في انتهاك الأعراف الدبلوماسية والقوانين، عندما اصدرت هذا الحــكم الجائر على الرئيس الراحل، وإننا نتــعجب من ازدواجية الموقف الإيراني الذي يطالب علانية بإعادة سريعة للعلاقات مع مصر، ثم يناقض نفسه ويعرض هذا الفيلم المدمر لتاريخ زعيم مصري وعربي أنجز المستحيل لبلاده في توقيت حاسم وبالغ الدلالة».
الفيلم يلمّح إلى معجزات إلهية في حادث المنصة
قتلة السادات أثناء إطلاق النار عليه في حادث المنصة.أرشيفية
يتم توزيع فيلم «34 طلقة للفرعون» على نطاق واسع في العراق. ويثير الفيلم العديد من التساؤلات حول توقيته سياسيا واستراتيجيا وحول المستفيد من ورائه.
يبدأ الفيلم بمشاهد من العرض العسكري تتضمن حضور الرئيس السادات وجلوسه وسط كبار رجال الدولة وقادة القوات المسلحة وقتها. ثم تتوالى المشاهد بعرض لقطات من استعراض الخيول والمشاة والدبابات والطائرات. ومع ظهور العربات التي تحمل الملازم أول خالد الاسلامبولي ورفاقه يظهر الفيلم بالتصوير البطيء مشاهد قفز الاسلامبولي ومن معه في السيارات واطلاقهم الرصاص تجاه السادات. ويتوالى العرض البطيء في المشاهد التي تصور حالة الهلع التي سادت المكان، والرعب الذي غرق فيه كل الحضور، ومحاولة البعض الفرار من المكان أو الاختباء اسفل الكراسي التي كانوا يجلسون عليها. ثم يظهر المشير محمد عبدالحليم ابو غزالة - وزير الدفاع آنذاك - وقد لطخت الدماء وجهه ويبدأ على الفور رفع الكراسي الملقاة على الرئيس، وهو في حالة ذهول مما حدث. يدور الفيلم وفي الخلفية ترديد للآيات القرآنية التي تدور حول انتقام الله من الطغاة والفاسدين ومن فرعون. وفي المشهد الذي يبدو فيه جسد الرئيس السادات عاريا ليس به سوى آثار طلقات الرصاص التي اخترقت جسده، راح المعلق على الفيلم يعد عدد الطلقات التي اصابت الرئيس، فإذا هي 34 طلقة وانتهى المشهد بتلاوة الآية القرآنية «وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب». وبعد مشاهد المنصة ينتقل الفيلم لعرض لقطات من محاكمة خالد الاسلامبولي ورفاقه وفي أغلب اللقطات كان المتهمون يضحكون او يبتسمون، ثم يرددون بصوت عال «الله أكبر.. الله اكبر»، وركزت مشاهد عدة على الاسلامبولي الذي وصفه الفيلم بـ«البطل والشهيد والمجاهد الكبير». وتخللت مشاهد حادث المنصة والمحاكمة لقاءات مع مجموعة خبراء في الامن والسياسة. رجال الامن أكدوا أن «اغتيال السادات تم بعون من الله وتوفيقه وحمل العديد من الإشارات لوجود مباركة إلهية له»، فيما وصف الخبراء السياسيون السادات بأنه «خائن لدينه ولوطنه عندما وقع معاهدة سلام مع اسرائيل». خبير أمني قال في شهادة داخل الفيلم إن هناك «معجزتين إلهيّتين» في حادث المنصة أولهما انضمام خالد الاسلامبولي الى العرض العسكري، رغم وجوده تحت مراقبة الاجهزة الامنية المصرية بسبب علاقته مع الجماعة الاسلامية، والثانية نجاح الاسلامبولي في ادخال ذخائر حية الى الاسلحة التي استخدمت في قتل السادات. |