دوكودو.. صراع كوري ياباني يتجدد
استدعت كوريا الجنوبية أمس، سفيرها في طوكيو احتجاجا على إعادة اليابان تأكيد حقها في جزر دوكودو التي تسيطر عليها سيؤول عبر منشور تعليمي. وأعلنت وزارة الخارجية في كوريا الجنوبية ان السفير كوون تشول-هيون سيعود الى بلاده لفترة موقتة. وكانت طوكيو وزعت أخيرا ارشادات تعليمية على المدارس الثانوية تنص على ضرورة أن يكون للطلاب «فهم اعمق» بأحقية اليابان بدوكودو بوصفها جزءاً من بلادهم.
وهذه هي المرة الاولى التي تضع فيها الحكومة مسألة احقية الجزر في مثل هذه الارشادات. تتكون دوكودو من جزيرتين صغيرتين محاطتين بعدد من الصخور، وتبعد نحو 90 كيلومترا عن الأراضي الكورية. و157 كيلومترا عن الأراضي اليابانية. وتبلغ مساحة الجزيرتين 0.186 كيلومتر مربع.
ويعود الخلاف بين البلدين حول السيادة على الجزيرتين إلى وقت طويل، وتدعي كوريا الجنوبية أن الجزيرتين من حقها حسب ما تبينه الخرائط التاريخية التي بحوزتها. في الوقت الذي يقول اليابانيون إن ما يقصده الكوريون جزرا أخرى وليست دوكودو، وتقع على مقربة من جزر يولنغ دو وتدعى جوكدو. وقد ضمت طوكيو الجزر إلى الامبراطورية اليابانية في .1905 قبل سنوات من فرض الوصايا على كوريا الجنوبية.
وبعد الحرب العالمية الثانية التي انتهت بهزيمة اليابان، بقي مصير دوكودو معلقا بين الأطماع اليابانية ومطالبات كوريا باستعادتها. ولم يتم التطرق في اتفاق السلام النهائي بين طوكيو وقوات الحلفاء إلى مسألة الجزر. بدأ النزاع على دوكودو يأخذ منحى سياسيا وشعبيا في بداية الخمسينات، عندما أرسلت كوريا الجنوبية سفينة أبحاث إلى الجزر، الأمر الذي أثار ضجة في البلدين لفت الأنظار إلى هذه القضية لأول مرة.
وفي 1996 اندلعت أزمة ديبلوماسية وشعبية بين البلدين بسبب تصريح وزير الخارجية اليابانية آنذاك بأن دوكودو جزء من الأراضي اليابانية ولايمكن التنازل عنها، في أعقاب إعلان سيؤول عن خطة لبناء مرفأ صغير في إحدى الجزيرتين.
تعود أهمية الجزر الصغيرة إلى موقعها الاستراتيجي، فضمها يعني المزيد من المساحة البحرية التي تسمح لليابان أو كوريا الجنوبية استغلال غاز الهيدرات الموجود بكثافة في هذه المنطقة من المحيط الهادي. حيث يتوقع الخبراء أن هذا الغاز سيكون وقود المستقبل في حال توفرت التكنولوجيا المناسبة لاستغلاله. إضافة إلى ذلك، تزخر مياه المنطقة بكميات كبيرة من الأسماك وطالما تنازع الطرفان على الصيد فيها. |
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news