«هانكوك».. بطل خارق وكحولي ومكروه

 «هانكوك»... ترفيهي بامتياز. آوت ناو 

  يخلو فيلم Hancock «هانكوك» الذي يعرض حالياً في دور العرض المحلية، ممّا اعتاد  المشاهد عليه من شخصيات الأبطال الخارقين (سوبر هيرو)، فهو لا يرتدي ثياباً خاصة، وليس خارجاً علينا من كتب «الكوميك»، لا بل إن شكله يبقى على ما هو عليه، ولا حاجة له لأن يتخلص من عاداته السيئة، فهو كحولي، وغير اجتماعي، وبذيء، وعدائي، ومنعزل، ويكره الأطفال، لا بل إن الجميع يكرهونه، وعندما يقدم على انقاذ أحدهم يسبب خسائر كبيرة في الممتلكات ويشيع حالة من الذعر بدل الأمان.

 

يبدأ فيلم «هانكوك» مع جون هانكوك (ويل سميث) وهو يغط في نوم عميق، وقد أحاطت به قناني الكحول، يوقظه أحد الفتية، ليقول له انظر إلى شاشة التلفاز، هناك أشرار، ولنشاهد ملاحقة بين الشرطة وسيارة مليئة بمن يطلقون النار منها، لكن حين يتمكن هانكوك من الإطاحة بهؤلاء الاشرار، فإنه ينصحهم بالتخلي عن كل ما يفعلونه وبمنتهى الفكاهة والبذاءة، إلا أن عدم استجابتهم له تدفعه لفعل العجائب بهم، يطير بسيارتهم عالياً ويلوح بها ويمررها على كل الأبنية ومن ثم يغرزها في عمود للارسال التلفزيوني، ولترد الأخبار بأن تكلفة الخسائر التي تسبب بها هانكوك هي سبعة ملايين دولار.

 

بموازاة هانكوك نتعرف على راي (بيتي بيتمان) وهو يشرح فكرته عن المعونة الانسانية التي بإمكان الشركات الكبرى تقديمها، الأمر الذي لا يستجيب إليه أحد من رؤساء الشركات، وليتعرض لحادث يتمثل بأن يعلق في زحمة سير تضع سيارته على سكة حديد، وفي اللحظة التي يكون القطار في طريقه إليه يقوم هانكوك بقذف سيارته في الهواء، وايقاف القطار، وهناك تنشأ علاقة بينهما، إذ يدعوه راي إلى بيته، وبعد ذلك يتولى راي حملة بوصفه موظف علاقات عامة، تستهدف تحسين صورة هانكوك المكروه من الجميع، لا بل إن حكماً قد صدر في حقه من المحكمة.

 

يستجيب هانكوك لكل ما يسأله راي فعله، ويوافق حتى على دخول السجن، كون راي يقنعه بأن الشرطة ستطلق سراحه متى تعرضت الشرطة لمأزق أو ما شابه، وهذا ما يحدث. يحتوي الفيلم على الكثير من المواقف المضحكة والطريفة، ولعل تحول هانكوك إلى شخص لطيف يحمل الكثير من الضحك والمفارقات، وصولاً إلى زوجة راي (تشارليز ثيرون) التي تحمل في النهاية سراً خاصاً بها، ويجمعها بهانكوك.

 

هذا البطل الأسطوري، لم يهبط من الفضاء، ولعل نشأته مجهولة بعض الشيء، عدا ما يؤكد أنه فقد الذاكرة في زمن ما، ولنكتشف بعد ذلك من خلال زوجة راي ما يقف خلف قوة هانكوك، وكيف لهذه القوة أن تفقد في حالات ليس لها في الفيلم إلا أن يقدم من خلالها مزيداً من التشويق.  فيلم «هانكوك» الذي أخرجه بيتر بيرغ، ترفيهي بامتياز، وعدا النهاية، فإنه لا ينحاز كثيراً إلى المعارك وما إلى هنالك من عتاد أفلام الأبطال الأسطوريـة، بل يركز على الطرافة، وتقديم ما هو مختلف في ما يتعلق بشخصية «السوبـر هـيرو»، ولعل الكوميـديا أبرز سمات الفيلم. 

الأكثر مشاركة