«صيد العصافير» تكشف جريمة قتل
شهدت منطقة العوير الصناعية في دبي الأسبوع الماضي، «جريمة قتل مركّبة»راح ضحيتها رجل أعمال هندي، بعد تعرضه للسرقة والدهس المتعمّد حتى الموت، في شارع مزدحم بالسيارات، وعلى مرأى من عشرات المارّة والحاضرين الذين لم «يبادر أي منهم بتقديم شهادة أو بلاغ للشرطة، ما أسفر عن تسجيل الجريمة حادثاً مرورياً عادياً في بداية التحقيق»، وفقاً للقائد العام لشرطة دبي بالنيابة، اللواء خميس مطر المزينة، الذي كشف في مؤتمر صحافي أمس عن تفاصيلها وملابساتها.
وصرح المزينة لـ «الإمارات اليوم» أن هذه الجريمة تنطوي على «جوانب إنسانية عدة، فالمجني عليه شمير موسى كوبا أوتايل، ترك وراءه أسرة من طفلة وزوجة على وشك الــولادة، وكــاد الجانيان يفلتان بجريمتهما، لولا شكوك رجال التحريات في وجود شبهة جنائية».موضحا أن «أجهزة أمنية عدة في إمارات مختلفة، اشتركت في عملية أطلق عليها «صيد العصافير» لتعقب المتهمين».
وشرح نائب مدير الإدارة العامة للتحريات والبحث الجنائي، العقيد خليل ابراهيم المنصوري ملابسات الجريمة، قائلاً «إن المجني عليه الذي يعمل في تجارة المحروقات، كان دائم التردد على بنك دبي الإسلامي، فترصّده اثنان من المتهمين أحدهما لا يحمل أوراقاً ثبوتية «بدون» يدعى «محمد ع.ف»، والثاني إيراني الجنسية يدعى «أفشار ن.ز»، وقد ألقى رجال التحريات القبض عليهما، بعد تعقب محكم لجريمة قتل مركّبة».
وأضاف المنصوري أن المتهمين قررا تنفيذ جريمتهما في منتصف الأسبوع الماضي، وانتظر أحدهما المجني عليه يوم ارتكاب الجريمة داخل سيارة أمام البنك في منطقة رأس الخور، فيما انتظره الآخر داخل البنك، منذ التاسعة صباحاً، وبعد نحو ثلاث ساعات حضر المجني عليه إلى البنك، وسحب مبلغاً قدره 329 ألف درهم، وعقب خروجه تعقبه المتهمان حتى وصل إلى شارع جانبي في منطقة العوير الصناعية، ثم صدماه من الخلف، وحينما نزل لتفقّد ما حدث لسيارته من نوع «كامري» دهسه الجانيان، ونزل أحدهما بسرعة وفرّ بسيارة المجني عليه وبداخلها الحقيبة، ولحقه الآخر بالسيارة التي كان يستقلها».
وأشار إلى أن المجني عليه لفظ أنفاسه الأخيرة بين يدي رجال الإسعاف، واتخذت الإجراءات القانونية، باعتبار الواقعة حادث دهس عادياً. وباشر وكيل نيابة السير عمله المعتاد في هذا السياق، مستدركاً أن «رجال البحث الجنائي كان لهم رأي آخر، بعدما تبين أن الرجل كان يقود سيارته ولم يكن يمشي على قدميه، وقبل دقائق كان موجوداً في البنك الذي يبعد 1500 متر تقريباً عن مكان الحادث، ونحو كيلو مترين عن مكان عمله. واستنادا إلى هذا زادت شكوكهم في احتمال وجود شبهة جنائية، وتأكدت صحتها، حينما راجعوا البنك، وعلموا أنه سحب 329 ألف درهم، في حين لم يجدوا في حافظته سوى 10 آلاف درهم فقط».
وأوضح المنصوري أن إدارة التحريات أعدت على الفور خطة عمل ميدانية، برئاسة نائب مدير الإدارة العامة للبحث الجنائي ونحو 60 فريق بحث، شملت إمارتي دبي والشارقة، على اعتبار أن المجني عليه يقطن في الأخيرة، فضلاً عن أن نتائج البحث انتهت بالعثور على سيارة الضحية بعد بضعة أيام، في منطقة مويلح في الشارقة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news