قضية ريـاضـية

الولايات المتحدة تخشى من فضائح جديدة في بكين
نجوم «القوى الأميركية».. صنيعة منشطات
 

أبرز حالات المنشطات حسب الدول  

 
فرض الحديث عن المنشطات نفسه بقوة في السنوات القليلة الماضية، بسبب التزايد الكبير في أعداد الرياضيين المتورطين في فضائح المنشطات، ورغم أن هذه الآفة ضربت مختلف الرياضات إلا أنها في ألعاب القوى باتت ظاهرة تهدد عرش كبرى مدارس هذه اللعبة في العالم. فيكفي القول إن نصيب الأسد من فضائح المنشطات في أم الألعاب، استحوذت عليه المدرسة الألمانية  الشرقية سابقا والأميركية. وإذا كانت ألمانيا الشرقية قد فقدت مصداقيتها نتيجة الكشف عن عمليات منظمة لاستخدام المنشطات خلال الاستعدادات للملتقيات والبطولات الكبرى فإن الولايات المتحدة الأميركية لحقت بها في السنوات العشر الأخيرة بعد أن سقط نجوم كبار من العيار الثقيل في فضائح منشطات كانت آخرهم العداءة الشهيرة ماريون جونز، ومواطنها حامل الرقم القياسي العالمي سابقاً في الـ100 متر، تيم مونتغمري.

 

فمع بداية الألفية الجديدة بدأت الأسماء الكبيرة تتساقط في الولايات المتحدة كأوراق الخريف، ومن هذه الأسماء ريغينا غيكوبس بطلة الـ 1500 متر داخل الصالة، وكيفين توت بطل رمي الكرة الحديدية، ونجما رمي المطرقة  ميليسا برايس وجون مكفين، وفي قفز الحواجز ساندرا غلوفر وايريك توماس وكريس فيليبس والعداءة كريستي غينس. ويتخوف القائمون على ألعاب القوى الأميركية من أن تلاحقهم فضائح المنشطات في الأولمبياد المقبلة في بكين التي تبني عليها  الولايات المتحدة آمالاً كبيرة لتحسين صورتها بعد سلسلة الفضائح المدوية التي تـورط فيها كبار نجومها في أم الألعاب.

 

مؤامرة الصمت

وجّه العديد من المؤسسات الأوروبية والعالمية المحاربة للمنشطات، اتهامات عدة لوكالة مكافحة المنشطات واللجنة الأولمبية الأميركيتين، متهمتهما بالتستر على العديد من الحالات طوال العقود الثلاثة الماضية. ويشبه الكثيرون أميركا بألمانيا الشرقية التي كانت تسعى للسيطرة على موقعها الأولمبي في أم الألعاب بأي طريقة كانت، حتى لو كانت من خلال استخدام المنشطات خلال الحصص التدريبية لعدائيها. وهذا هو الطريق الذي سارت عليه أميركا بشهادة الدكتور وايد إيكزام، المدير السابق للجنة الأولمبية الأميركية، الذي أكد أن 19 من الأميركيين المتوجين بالذهب الأولمبي تعاطوا المنشطات بانتظام ومن بينهم النجم الشهير كارل لويس. ومن الأمثلة التي ضربها الدكتور إيكزام، غيروم يونغ الذي ثبت تعاطيه المنشطات سنة 1999، ومع ذلك سمح له بالمشاركة في أولمبياد سيدني 2000، وحصل على ذهبية 400×4 متر حواجز.

 

وكانت جريدة لوس أنجلوس الأميركية الشهيرة قد حددت في أحد أعدادها 13 اسماً كبيراً ثبت تناولهم المنشطات ولم يتعرضوا للعقاب ، وحصلوا على ميداليات أولمبية. ومرة أخرى ظهر اسم كارل لويس في هذه القائمة، وقيل إنه في أولمبياد 1988، التي أوقف فيها الكندي بن جونسون بتهمة تعاطي المنشطات وجُرد من لقبه الأولمبي، كان كارل لويس قد تعاطى المنشطات أيضا خلال استعداداته قبل الأولمبياد .

 

ولاتزال قصة المنشطات بين العدائين الأميركيين مستمرة، فقبل أيام حكم على العداء الشهير تيم مونتغمري بالسجن 46شهراً بتهمة تبييض الأموال، وهذه آخر تهمة في سجل مونتغمري المليء بالفضائح، فقد تعرض للإقصاء من أولمبياد أثينا 2004 بسبب تعاطيه مواد منشطة محظورة، وأوقف سنتين بسببها. ونتيجة لهذه الفضيحة ألغيت جميع ألقابه منذ مارس 2001 بما فيها رقمه القياسي العالمي السابق في الـ100 متر  ولم يقو مونتغمري على تحمل هذه الفضيحة فقرر الاعتزال نهائياً . لكنه انتقل بعد ذلك من تعاطي المنشطات إلى ترويجها منذ سنة 2006، وقد اعترف بهذا الأمر علناً قبل أسابيع.


سقوط أسطورة جونز
 


ماريون جونز جُردت من ميدالياتها الخمس في أولمبياد سيدني.  أ.ب.أ  

تعتبر قصة بطلة العالم السابقة في 100 و200 متر ماريون جونز، الأبرز في قائمة فضائح المنشطات الأميركية، فقد جردت من ألقابها العالمية والأولمبية بسبب ثبوت تعاطيها المنشطات، وكانت النقطة التي أفاضت الكأس اعترافات فيكتور كونتي مؤسس مختبر  «BALCO» الشهير خلال لقاء تلفزيوني مع  قناة ABC   في ديسمبر 2004، حيث أكد أن ماريون جونز كانت تتعاطى المنشطات بانتظام قبل وبعد أولمبياد سيدني .2000 وبعد تزايد الضغوط على العداءة الأميركية اعترفت سنة 2006 بتعاطي «الستيريودز» قبل انطلاق الأولمبياد الاسترالي، وفي ديسمبر الماضي قررت اللجنة الأولمبية الدولية تجريد جونز من ميدالياتها الخمس في سيدني وحرمتها من المشاركة في أولمبياد لندن .2010 ولم تتوقف محنها عند هذا الحد، فقد حكم عليها في يناير الماضي بالسجن ستة أشهر وبـ200 ساعة عمل اجتماعي.
 
 
صفحة خاصة تعنى بأهم القضايا الرياضية في الساحة العربية والدولية، لآرائكم يرجى التواصل من خلال البريد الإلكتروني التالي:
hamidnaaman@yahoo.com
 
تويتر