الرادار يصوّر سائقين في أوضاع غريبة

  صورة فريدة لسيارة كسرت الإشارة الحمراء وأطلق عليها «هبوط اضطراري».  مرور دبي

التقطت أجهزة الرادار المنتشرة في شوارع دبي صوراً عدة لسائقين تعمّدوا ارتكاب حركات مخلة وممنوعة أمام الرادار، وقالت إدارة المرور إنها تحيل أي شخص يرتكب مثل هذه السلوكيات إلى إدارة التحريات والبحث الجنائي مرفقة بمعلومات عنهم لاتخاذ إجراء بحقهم وإحالتهم إلى النيابة.

 

وأكد مدير الإدارة العامة للمرور في شرطة دبي، العميد مهندس محمد سيف الزفين، أن أجهزة الرادار التقطت صوراً لأشخاص يشيرون بحركات مخلة وممنوعة، مشيراً إلى أن الإدارة تحيل مَن يقوم بعمل إشارات بذيئة إلى البحث الجنائي لاتخاذ إجراء بحقهم.

 

وضمّت الصور التي حصلت «الإمارات اليوم» على نسخ منها لقطات طريفة وغريبة منها إلقاء مجموعة من ركاب إحدى السيارات التحية بأسلوب ساخر على الرادار، على الرغم من علمهم بأنهم متجاوزون السرعة القانونية، إذ كانوا يسيرون على سرعة 182 كيلومتراً في الساعة، وقام شخص آخر برفع يديه مؤدياً التحية للرادار، على الرغم من سرعته التي بلغت 162 كيلومتراً في الساعة، على طريق سرعته القانونية القصوى 120 كيلومتراً، فيما أرسل آخرون إشارات بذيئة مستخدمين أصابع أيديهم.

 

وتضمنت الصور التي التقطـتها كاميرات الرادار في دبي لقطات أخرى غريبة، إحداها لثلاثة أشخاص يركبون سيارة، وغلبهم النعاس تماماً بمن فيهم السائق، ويسـيرون بسرعة 136 كيلومتراً في الساعة، متجاوزين السرعة القانونية للشارع، فيما أشار سائق آخر بعلامة النصر للرادار وكأنه يريد أن يقول للرادار إنه تفوّق عليه.

 

وتحمل سجلات الإدارة العامة للمرور صوراً كثيرة لقائدي الدراجات النارية من هواة المغامرات الذين لا يكتفون فقط بتجاوز السرعة القانونية ولكنهم يتعمدون كسر القوانين وتنفيذ حركات بهلوانية وقيادة الدراجة على عجلة واحدة أو دون استخدام أيديهم في توجيهها أو وضع قدم على الأخرى تعبيراً عن الاحترافية في القيادة.

 

كما التقطت الكاميرات الموجودة في التقاطعات المرورية صوراً فريدة لحوادث عنيفة وسيارات كادت ترتكب حوادث، وحملت تلك الصور تعليقات طريفة مثل «هبوط اضطراري» وهي صورة لمركبة ضغط سائقها على الفرامل بقوة بعد كسره الإشارة الحمراء ونجا من حادث أصطدام مروّع مع سيارة كانت قادمة من الاتجاه الآخر.

 

وقال الزفين لـ«الإمارات اليوم» إن «التصرفات المخلة التي يقوم بها بعض السائقين سواء كانت إشارات بذيئة للرادار أو ارتكاب فعل مخل مع شخص آخر داخل السيارة تعد سلوكاً لاأخلاقي، وعلى هذا الأساس يتم تجريم هذا الشخص وإحالته للتحريات، فضلاً عن توقيع مخالفة مرورية عليه».

 

وأضاف الزفين إن التصرفات الأخرى الطريفة التي يقوم بها عدد من قائدي السيارات أو الجالسين بجوارهم لا يمكن مجازاتهم عليها، لافتاً إلى أن هناك أشخاصاً يفعلون ذلك على سبيل الفكاهة مثل تحية الرادار أو الانحناء أمامه برؤوسهم تعبيراً عن تقديرهم له وأحياناً لا يتوقعون التقاطهم لتجاوزهم السرعة القانونية وهم يفعلون ذلك.

 

وأشار إلى وجود 74 كاميرا على التقاطعات المرورية في دبي، ومن المقرر زيادتها إلى 158 مع نهاية العام بنسبة أكثر من 100%، لافتاً إلى أنه سيتم كذلك زيادة عدد أجهزة الرادار الثابتة والمتحركة ونوع جديد يطلق عليه «الرادار البندقية»، ليصل الإجمالي إلى نحو 458 راداراً، موضحاً أن نشر هذا العدد الكبير من الأجهزة يسهم بشكل كبير في الحد من الحوادث ومشكلات الطريق.

أحد سائقي الدراجات النارية يستعرض مهاراته على سرعة 143 كم.  «مرور دبي»

رادار النهدة

قال عدد من قائدي السيارات في دبي إن الرادارات لا تمثل لهم مجرد جهاز موجود على الطريق لرصد تجاوزات السرعة، واعتبره عمرو صادق عدواً يتربص به في أي لحظة، مشيراً إلى أنه يلقي التحية على الرادار الموجود في بداية شارع النهدة عند دخوله من طريق الإمارات، باعتباره أول رادار يلتقطه في دبي، لافتاً إلى أنه يقود سيارته أحياناً بسرعة جنونية على الطرق الخارجية، لكن المفارقة أنه التقط متجاوزاً السرعة في النهدة بكيلومتر واحد فقط، معرباً عن كراهيته الشديدة لهذا الرادار.

 

وأشارت إيمان علي إلى أنها فرحت حينما رأت صورتها بجوار زوجها حينما التقطهما الرادار على شارع الشيخ زايد، مؤكدة  أن زوجها غضب منها بشدة حينما أعربت له عن فرحها بالصورة لأنه هو الذي سيدفع المخالفة في النهاية، لافتة إلى أنها حفظت الصور على جهازها الشخصي بعد تحميلها من الانترنت على سبيل الذكرى.

 

وطلب جمعة الهميلي إعادة نشر صور المخالفين في الصحف مجدداً لردع الأشخاص الذين يسيرون بسرعة جنونية في الشارع، وكذلك الذين يقومون بسلوكيات مخلة في سياراتهم، لافتاً إلى أن هؤلاء الأشخاص يعرضون حياتهم وحياة الآخرين للخطر؛ لأنهم لا يكونون في كامل تركيزهم أثناء القيادة.
 

 

يؤدّون التحية على سرعة 182 كم.

 

تصرفات خادشة

أوضح نائب مدير الإدارة العامة للمرور في شرطة دبي، المقدم مهندس سيف المهير المزروعي، أن غالبية الرادارت المستخدمة حالياً رقمية «ديجيتال»، مشيراً إلى أنها تصور مدى أبعد من سابقاتها التي كانت تعمل بنظام «الميكروفيلم»، حيث تعتمد على نظام الكتروني في التقاط الصور بشكل واضح ونقلها خلال يومين فقط عن طريق «البلوتوث» إلى إدارة المخالفات.

 

وحول شكوى البعض من انتهاك خصوصية السيارات بواسطة الرادارات أفاد المزروعي بأن الإدارة العامة للمرور كانت تعتمد سابقاً على الرادارات التي تصور من الخلف، لكن لأسباب أمنية قررت الاعتماد على الأجهزة الحديثة التي تلتقط الصور من الأمام لمقدمة السيارة وراكبيها، لافتاً إلى أن هذا يفيد في حالات معينة كأن تكون المركبة مطلوبة أو في حالات السرقة والدهس والهرب.

 

وقال المزروعي إن الشخص الذي يقود السيارة في طريق عام عليه الالتزام بمبادئ وأخلاقيات الدولة فلا يتصرف بطريقة تخدش الحياء العام حتى لو كان مع زوجته، مشيراً إلى أن مثل هذه السلوكيات المنافية للآداب يجرّمها القانون ويحال مَن يرتكبها إلى إدارة التحريات والبحث الجنائي لاتخاذ إجراء ضده.

 

وأضاف أن الرادارات الخلفية تستخدم فقط حالياً في تصوير الشاحنات، نظراً لوجود لوحات الأرقام بها أسفل المركبة، لافتاً إلى أن الرادارت الأمامية أفادت كثيراً في الحالات التي يشكك أصحابها في صحة المخالفة، حيث لا يستطيعون الاعتراض حينما يرون صورهم أو صور آخرين يقودون سياراتهم.

 

وأوضح المزروعي أن الإدارة العامة للمرور نشرت جهازاً جديداً لضبط المخالفات مثبتاً في سيارات مدنية، وهو عبارة عن كاميرا ومسجل فيديو ورادار؛ لأن غالبية مرتادي الطرق يعرفون أماكن الرادارات الثابتة ويتحاشونها، كما أصبح لديهم وعي بالرادارات المتحركة التي تقف في الشوارع، لذلك تم الاستعانة بالسيارة التي تحمل الجهاز المتخفي تتحرك في الشوارع مثل أي جهاز آخر ويمكنها تصوير المخالفة حال وقوعها.


علامة النصر على سرعة 163 كم.


 
بقدم واحدة على سرعة 108 كم.


 
حالة سُبات على سرعة 136 كم.

الأكثر مشاركة