نجيب محفوظ في الهند
يحتفي مهرجان الفيلم الآسيوي والعربي العاشر في نيو دلهي بالأديب الراحل نجيب محفوظ في برنامج خاص تعرض فيه أهم أربعة أفلام اقتبست عن رواياته. من هذه الأفلام، فيلمان مصريان هما: «درب المهابيل- 1955 للمخرج توفيق صالح» و فيلم «الاختيار-1970 للمخرج يوسف شاهين». وقد شارك فيهما الكاتب مع المخرجين في كتابة السيناريو. وفيلمان مكسيكيان هما: «بداية ونهاية»-1993، و«زقاق المدق»-1995، شارك فيهما محفوظ نفسه في كتابة السيناريو لهما مع كاتب سيناريو الفيلم الأول اليسيا غارسيادييغو للمخرج ارتورو ريبشتاين ومع كاتب سيناريو الفيلم الثاني فيسينت لينيرو للمخرج جورج فونس. وفي مقابلة مع نجيب محفوظ نشرت من سنوات عدة في مجلة «أزمنة الهند» قال محفوظ «في الوقت الذي سأشعر فيه أني على وشك مفارقة الحياة، سأتحول إلى الكتابة عن غاندي وطاغور وإقبال، لأنهم زرعوا في أعماق نفسي حاجة تجاوز النكران وضيق الأفق والتعصب، كما رسخوا قناعتي بالثورة ضد التسلط وبأهمية التضامن مع الضعفاء».
وفي مقابلة أخرى عن موضوع الحرية كتب محفوظ عن التحرر من الاستعمار وعن إيمانه العميق بالحرية في المجتمع وفي نسيج العائلة، وهو السبب الذي دفعه، فترة شبابه، إلى الانخراط في السياسة، مع انه لم ينتم إلى أي حزب سياسي، لأنه أدرك عندئذ، انه سيفقد حريته ككاتب، إذا ما أصبح عضوا في أي حزب سياسي! حصل فيلم المخرج توفيق صالح «درب المهابيل» على جائزة النقاد العالمي في مهرجان لوكارنو أولاً في عام 1985!
أما فيلم شاهين فقد حصل على جائزة التانيت الذهبي في قرطاج عام 1970، بعكس الفيلمين المكسيكيين، اللذين حصلا على جوائز عالمية عدة ومهمة. ففيلم بداية ونهاية حصل في مهرجان سان سباستيان على جائزة أفضل فيلم، كما حصل في المكسيك في عام 1994 على جائزة المهرجان الذهبية، إضافة إلى جائزة أفضل ممثل وأفضل مونتاج وأفضل ديكور وحصل أيضا على جائزة مهرجان المكسيك السينمائية الكبرى وجائزة النقاد الدولي في عام 1994 وحصل على الجائزة الكبرى في مهرجان هافانا!
وحصل فيلم «زقاق المدق» المكسيكي على تنويه خاص في مهرجان برلين في عام 1995 وجائزة الجمهور في شيكاغو وحصل، أيضاً، على جائزة أفضل إخراج وأفضل سيناريو في مهرجان هافانا في العام نفسه! ومن الطريف أن تتاح لنا فرصة مشاهدة الأفلام سوية، لنقارن بين الفيلمين المصريين والمكسيكيين، خصوصا وإنها أخرجت من قبل مخرجين كبار وشارك في كتابة نصوصها الأدبية كاتب الروايات نفسه، وربما نستطيع حينئذ أن نكتشف، كيف ولماذا استطاعت روايات نجيب محفوظ في نسختها المكسيكية، مع مشاركته في كتابة النص الفيلمي، أن تنال مثل هذا النجاح الصاعق عالميا، بينما لم تستطع رواياته، في إعدادها المصري، رغم مشاركته الحميمة، أن تلقى حظوة مماثلة؟ يبقى أن نذكر أن قائمة أفضل 100 فيلم، اختارتها جمعية النقّاد المصريين في العام 1996 بمناسبة مئوية السينما المصرية، ضمّت 11 فيلما كتب محفوظ قصتها مباشرة للسينما! alzubaidi@surfeu.de |
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news