سباحة المسافات الطويلة.. ماركة أسترالية
![]() | |
أستراليا قدمت نجوماً كباراً في السباحة العالمية والأولمبية وفي المياه المفتوحة. أ.ف.ب
يتجلى الولع بالسباحة في أستراليا من خلال أعداد الميداليات الأولمبية التي فاز بها السباحون الأستراليون، وتصل نسبتها إلى 40% من إجمالي الميداليات الأولمبية التي وزعت في جميع الدورات الاولمبية، «141» ميدالية من إجمالي .350 وهؤلاء الذين ليست لديهم المهارات الكافية للانضمام إلى المنتخب الوطني الأسترالي، حماسهم للسباحة لم يتراجع ويتوجهون غالباً إلى السباحة في المياه المفتوحة لتحقيق التفوق حيث لا يشترط تحقيق أرقام قياسية في السرعة ولكن المهم هو القدرة على التحمل. وهذا العام حصل الاستراليون على المراكز الأربعة الأولى في ماراثون جزيرة مانهاتن للسباحة في نيويورك، وهو أطول سباق للمياه المفتوحة في العالم والأكبر مكانة وأهمية.
وأمضى السباح الاسترالي جون فان فيس، سبع ساعات و30 دقيقة في المياه، في سباق هذا العام. وكان فيس قد فاز أيضا بالسباق حول جزيرة مانهاتن الذي يبلغ طوله 45 كيلومتراً في عام .2000 وأهم عوامل الفوز في سباقات المياه المفتوحة تتمثل في قدرة المتسابق على تحمل البرد والملل والتعب والوحدة. وعن فوزه الذي تحقق هذا الشهر يقول فان فيس «35 عاما»: «ينبغي لك ألا تفكر كثيرا.. وإلا راودتك الأفكار حول طول المسافة وبرودة المياه، وبالتالي كنت أمضي قدماً وأدع الوقت يمر فحسب».
وقد يرى خبراء علم النفس أن أستراليا المترامية الأطراف بحجم القارة، والتي لا تعاني من الكثافة السكانية، وتفصل بين مراكزها السكنية مساحات واسعة، تعد مكاناً جيداً لإعداد رياضيين للمسافات الطويلة. غير أن الحقيقة المؤكدة هي أن النجاح في سباقات المياه المفتوحة تحدده الأعداد الهائلة من مرات التدريب في أحواض السباحة الأولمبية الحجم التي تزدحم بها المدن الأسترالية.
والرجال لا يتمتعون بميزة خاصة في مسابقات السباحة بالمياه المفتوحة، كما يظل الأشخاص في الثلاثينات والأربعينات من العمر قادرين على المنافسة.
وتقاعدت تامي فان فيس، شقيقة جون، وهي في الـ38 من عمرها. بعد أن فازت بسباق جزيرة مانهاتن عام 1997 وكانت تامي أول شخص يسبح عبر مضيق باس الذي يفصل بين أستراليا وجزيرة تسمانيا.
كما سجلت تامي أرقاماً قياسية في عدة سباقات دولية للمياه المفتوحة، غير أن إنجازاتها تتضاءل إلى جانب مواطنتها سوزي ماروني التي أمضت ثماني ساعات في حوض للسباحة بسيدني لتسجل 675 لفة متواصلة.
ويعرب مورتي برجر منظم سباق جزيرة مانهاتن عن تقديره للاستراليين لما حققوه من مراكز متقدمة في سباقات هذا العام، وإن كان لا يعرف سبب تفوقهم في سباقات سباحة المياه المفتوحة. ومن المؤكد أن الطقس الدافئ يعد عاملاً مهماً حيث يساعد على فتح أحواض السباحة في أستراليا طوال العام.
الظاهرة ماروني تعد ماروني رائدة السباحة في المحيطات، حيث سجلت رقماً قياسياً للسباحة للمسافات الطويلة، عندما قطعت 93 كيلومتراً خلال 24 ساعة، وسجلت أسرع عبور مزدوج للقنال الإنجليزي لامرأة، وقطعت المسافة من جاميكا إلى كوبا ومن كوبا إلى الولايات المتحدة سباحة.
كما سجلت ماروني الرقم القياسي العالمي لأطول مسابقة للسباحة في المياه المفتوحة من دون توقف، حيث ظلت تسبح لمدة 38 ساعة و27 دقيقة. وكانت السباحة تامي تستعين بالموسيقى للبقاء في الماء في استرخاء حيث تساعدها الموسيقى على التركيز، وتقول إن هذا يساعدها على تجاوز فترات الملل، وتضيف أنها كانت تشغل جهاز اً للموسيقى مربوطاً برأسها لتواصل السباحة بقوة.
أما ماروني فكانت تحتاج لمكتبة موسيقية أكبر حجماً من أي شخص آخر، وكانت أثناء السباحة تسترجع في خيالها أفلاماً كاملة، وفي سباق السباحة الذي قطعته بين المكسيك وكوبا تخيلت ماروني كل منظر في فيلم تيتانيك. |
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news