الســودان يعيـد علاقته مع تشاد

آلاف السودانيين يهتفون ضد أميركا وبريطانيا وفرنسا، وكل من يؤيد طلب تقديم البشير إلى المحاكمة بتهمة الإبادة في دارفور.  أ.ب

أعلنت الرئاسة السنغالية أمس، اثر اجتماع لمجموعة الاتصال بين السودان وتشاد في دكار، ان الخرطوم قبلت اعادة علاقاتها الدبلوماسية مع نجامينا، بعد قطعها في مايو الماضي، اثر هجوم شنه متمردو اقليم دارفور قرب الخرطوم. فيما قال السفير السوداني لدى روسيا شول دينغ الاك إن الخرطوم طلبت إلى روسيا الدفاع عن الرئيس عمر البشير المهدد بالملاحقة قضائيا امام المحكمة الجنائية الدولية، بتهمة ارتكاب جرائم حرب في دارفور.

 

وتفصيلا قال بيان للرئاسة السنغالية «ان البشير وافق على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين تشاد والسودان، ردا على النداء الرسمي الذي وجهه اليه اخوه الرئيس (السنغالي) عبدالله واد».

 

وأضاف ان «تشاد اخذت علما بهذا الأمر فور اطلاعها عليه». وصدر البيان اثر اجتماع عقد أول من أمس في دكار، بين مجموعة الاتصال بين البلدين، والمكلفة تطبيق اتفاق السلام الذي وقعه السودان وتشاد في العاصمة السنغالية في مارس 2008، على هامش قمة منظمة المؤتمر الاسلامي. وأعلن السودان قطع العلاقات مع تشاد، بعد اتهامها بالوقوف وراء هجوم شنه متمردون من دارفور قرب الخرطوم. ويتبادل البلدان بشكل منتظم الاتهامات بدعم حركات التمرد على نظاميهما.

 

وعقدت المجموعة  اجتماعها برئاسة وزير الخارجية السنغالي الشيخ تيديان جديو، بحضور نظيريه السوداني دينغ آلور والتشادي موسى محمد في مقر وزارة الخارجية السنغالية. من ناحية أخرى نقلت وكالة «انترفاكس» الروسية عن السفير الاك قوله «طلبنا إلى روسيا بوصفها عضوا دائما في مجلس الامن الدولي، استخدام نفوذها وعلاقاتها من اجل ازالة التهديد الذي يحيق بالسودان».

 

ودعا مدعي المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو قضاة المحكمة، الى اصدار مذكرة توقيف بحق البشير بتهمة «الابادة» في دارفور، وهو ما رفضته الخرطوم. واعتبر الاك الأمر «في غاية الخطورة فهو يتعلق بتوقيف رئيس دولة تتمتع بحق السيادة، ولم توقع اتفاقية روما الخاصة بإنشاء المحكمة، كما انها ليست عضوا فيها».

 

وأضاف ان «طلب مذكرة التوقيف يجعلنا نشكك بالثقة التي يمكن ان نكنها للعدالة الدولية».وقال «ماذا نجني من التهجم على بلد يتقدم باتجاه الديمقراطية»؟  من جهته طالب المبعوث الصيني الى دارفورليو جوي جين القوى العالمية، بوضع المخاوف الافريقية والعربية في الحسبان، فيما يتعلق بتوجيه تهمة الابادة الجماعية الى البشير. وحذر من ان هذه العملية القضائية قد تقوض جهود السلام.

 

وقال جين إن طلب مدعي المحكمة الجنائية الدولية إلقاء القبض على البشير، يمكن ان يهــدد نشر قـوات حفظ السلام في الاقلــيم الذي تعصف به الصراعات وآمال استئناف المفاوضات السياسية في دارفور. في المقابل، قال وزير الخارجية التشادي موسى فاكي في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» من دكار حيث كان يشارك في اجتماع مجموعة الاتصال بين البلدين المكلفة تنفيذ اتفاق السلام بينهما، «اخذنا علما بنية السودان استئناف العلاقات الدبلوماسية وسندرسها».

 

وأضاف «ننتظر لنرى ما اذا كان هناك رغبة حقيقية في إقامة علاقات ودية مع تشاد وما اذا كان هناك ارادة حقيقية لترك تشاد وشأنها. كل شيء رهن بالسودان». وأوضح أن «تشاد ابلغت السودان انه على الرغم من العديد من الاتفاقات وما كادت تمضي 48 ساعة على اجتماع مجموعة الاتصال في برازافيل (في 9 يونيو) حتى تعرضت تشاد للهجوم والاعتداء» من جانب متمردين تشاديين جاؤوا من السودان (في 11يونيو)، لافتا الى ان«اعادة فتح الحدود» المغلقة منذ مايو «أمر سابق لأوانه».

 

وأكد أن السودان هو الذي قطع تلك العلاقات بشكل احادي وبامكانه استئنافها. وقال «الكرة في ملعبه. لقد كان ممثلا في دكار بوزير خارجيته في حين كانوا سابقا يرسلون موظفا. ربما يشكل هذا الامر مؤشرا الى جدية اكثر من جانبهم». وأكد ان واد «تشاور هاتفيا» مع البشير. وقال «لا نكنّ عداء للسودان، لكننا نرفض ان يلقي بمشكلته عندنا ويحملنا مسؤولية تناقضاته». وتشهد العلاقات بين البلدين توترا منذ خمسة اعوام. وغالبا ما يتبادلان الاتهامات بدعم المتمردين المناهضين لكل من نظاميهما.    

 

العلاقات بين السودان وتشاد منذ 2003    
فيما يأتي تذكير بالعلاقات بين السودان وتشاد اللذين يتبادلان الاتهامات بدعم المتمردين المناهضين لكل من نظاميهما:   فبراير 2003: بدء تمرد مسلح في إقليم دارفور (غرب السودان) ولجوء 260 الف سوداني مذذاك الى تشاد.  29  يناير 2004: هجوم سوداني على منطقة تيني التشادية.   13 فبراير: تشاد تنفي اي ضلوع لها في حرب دارفور.  6  مايو: تشاد تعترض على عمليات توغل لميليشيات الجنجويد العربية التي تقاتل الى جانب الجيش السوداني.  26  سبتمبر 2005: هجوم على قرية مديون في شرق تشاد يسفر عن 75 قتيلا بحسب نجامينا التي تتهم ميليشيات الجنجويد. 

 

3  اكتوبر: تشاد تغلق قنصليتها في الجنينة وقنصلية السودان في ابيشي (شرق).  23 ديسمبر: تشاد تعلن انها «في حال عداء مع السودان» اثر هجوم على ادري (شرق) وتتهم الخرطوم بالسعي الى«زعزعة استقرارها».  8  فبراير 2006: الرئيسان التشادي ادريس ديبي والسوداني عمر البشير يوقعان اتفاقا يلحظ «منع استخدام اراضي اي من البلدين للقيام بانشطة عدائية ضد البلد الاخر».  13 ابريل: تشاد تدين «اعتداء مبرمجا انطلاقا من الخرطوم» بعد هجوم للمتمردين التشاديين على نجامينا وفي الشرق. لكن السودان ينفي اي ضلوع له في ذلك.  14 ابريل: قطع العلاقات الدبلوماسية (التي  استؤنفت في  اغسطس).

 

 نجامينا تنسحب من المفاوضات حول دارفور.  3 مايو: اتفاق بين ديبي والبشير في المملكة العربية السعودية لانهاء التوتر.  29 يناير: نجامينا تتهم السودان بانه «أمر» المتمردين التشاديين المتمركزين في دارفور بتجاوز الحدود لمهاجمة الجيش التشادي.  13  مارس: الرئيسان ديبي والبشير يوقعان في دكار اتفاقا جديدا لعدم القيام باعتداءات.   11  مايو: غداة هجوم غير مسبوق لمتمردي دارفور على مدينة ام درمان المجاورة للخرطوم، السودان يقطع علاقاته الدبلوماسية مع تشاد التي تنفي «اي ضلوع لها».  الخرطوم  ـ أ.ف.ب

الأكثر مشاركة