ماريانو فورتيوني.. فنان التفاصيل المبهرة
تصاميم فورتيوني وأفكاره كانت مصدر إلهام لأجيال لاحقة.أرشيفية
ولد ماريانو فورتيوني مادرازو عام 1871 في مدينة غراناد الإسبانية، وقضى فترات طويلة من حياته وعمله في إيطاليا، وكانت أجواء طفولته زاخرة بالأجواء الإبداعية التي زرعها فيه والده الرسام المعروف ماريانو فورتيوني إي مارسال الذي كان ايضا مهووسا باقتناء المنسوجات والسجاد الشرقي، والأواني الفخارية النادرة، إضافة الى الأسلحة والعدد المعدنية العتيقة، ولذلك عاش فورتيوني طفولته المبكرة بين اللوحات، التي كانت توحي له بخيلات كثيرة، وقصص كان يعيشها بانيا من كل لوحة قصة وبطولات وفرسان.
طفولة يتيمة
اشتهر فورتيوني بحبه الشديد للسفر، والتعرف إلى الحضارات المختلفة، الأمر الذي ورثه عن والده أيضا، ليرتحل بين الدول الأوروبية باحثا عن تجارب فنية أوروبية ومصرية ويونانية، كما قرّبه هذا الارتحال من موسيقى الملحن الشهير ريتشارد واغنر، الذي اشتهر أيضا بكونه مفكراً وكاتباً.
انطلاقة إبداعية ملهمون
ولم يكن من السهل على فنان متعدد المواهب أن يشغل تركيزه على حرفة واحدة، إلا أن ابتكار الخامات الحريرية وتحويلها إلى قطع فنية من فساتين، كان التحدي الذي رغب في خوضه، مفتتحا متجره الخاص لفساتين السهرة عام 1906، بينما ابتكر بعد ذلك بعام، أحد أكثر ابتكاراته شهرة، وسمي الـ«ديلفوس روب»، المصنوع من الحرير المكبوس الكثير الثنايا الدقيقة، واشتهر بشكل كبير بعد تم ارتداؤه من المسرحيتين الشهيرتين آنذاك إيسادورا دنكان، وسارة برنارد، واعتبر تصميمه هذا ثورية مستوحاة من الفساتين الإغريقية القديمة، وعلى الرغم من تفاصيله اتسم بالبساطة الشديدة في الشكل، والراحة الكبيرة عند ارتدائه، ما يوفر سهولة في الحركة، الأمر الذي اعتبر مختلفا تماما عما كان يعرض أو يلبس في تلك الفترة، حيث كانت الحواشي تزين بالزجاج الفينيسي الملون، والتي تميّزت بشكلها المزخرف.
اشتهرت ابتكارات فورتيوني في تصميم الأزياء بكونها كانت مصنوعة يدويا بالكامل، سواء خامات الحرير التي كانت تصبغ ويطبع عليها في مشغله، أو الفساتين الفخمة والمناديل، إضافة إلى قماش المخمل المتعدد الألوان، والفساتين الداخلية المصنوعة من الساتان، والأحزمة، والحبال الحريرية الشبيهة بالضفائر التي كانت تستخدم بديلا عن الأحزمة في بعض التصاميم.
إضاءة وديكور
واستطاع فورتيوني أن يقدم العديد من الابتكارات التي لا يمكن تحديدها بزمن، من أشهرها الفستان الحريري الدقيق الثنيات، والمناديل المخملية التي لا تزال أنيقة وراقية الى يومنا هذا، ولا تزال الطريقة التي استخدمها فورتيوني لثني الحرير غامضة لغاية اليوم، وسرا لم يتمكن أحد من معرفة تقنيته، بينما تميزت مناديل الرقبة التي بمرونتها الشديدة مع حركة الجسد الأنثوي مصممة لتندمج مع الشكل والتصميم والخامة المستخدمة وحركة الجسد.
مصنع في عام 1922 افتتح فورتيوني مصنعه في جزيرة غويديكا، وكان المبنى عبارة عن دير قديم أغلقه آنذاك نابليون بونابرت، وقرر فورتيوني افتتاح المصنع في ذلك المكان لحاجته إلى مساحة واسعة لوضع ماكيناته التي ابتكرها لإنتاج خاماته الخاصة به، وليتمكن من تحقيق رؤيته كاملة، أمر فورتيوني بأن يتم بناء المصنع تحت معايير وشروط خاصة حدد تفاصيلها بنفسه، الأمر الذي جعل المصنع مزاراً للسياح، ومصنعاً ينتج حتى اليوم خامات فورتيوني الشهيرة.
بصمة
توفي ماريانو فورتيوني مادرازو في قصره الفينيسي عام 1949، بينما اعتزل التصميم، وأغلق دار أزيائه قبل ذلك بثلاثة أعوام، ودفن في مقبرة فيرانو في مدينة روما الإيطالية، بينما كانت أعماله مصدر إلهام للكاتب الفرنسي الشهير مارسيل بروست على مدى أعوام كثيرة، وصور الكاتب بيري غيمفيريرز حكاية فورتيوني الزاخرة بالتفاصيل والمغامرات من خلال روايته الشهيرة «فورتيوني». |
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news